«الحركة الإسلامية السودانية.. أين هي؟».. هذا السؤال الكبير كان هو محور الطرح والنقاش بصالون الراحل سيد أحمد خليفة أمس، وكان القيادي أحمد عبد الرحمن ممثلاً للحركة، أما الطيب زين العابدين القيادي السابق بالحركة والمحلل السياسي فأخذ دور المعقِّب الرئيس، في حين جاءت المداخلات من أحد مؤسسي الحركة علي عبدالله يعقوب، ورئيس مجلس شورى الحركة بالخرطوم معتصم عبد الرحيم، وعلى نحو مغاير للسؤال المطروح توجه عبد الرحمن ليصب حديثه حول تاريخ الحركة. وفي تناوله المباشر للرد على السؤال أوضح زين العابدين أن الحركة موجودة في المجتمع بأسماء متعددة، منها: الإخوان المسلمون، والمؤتمر الشعبي ومجموعة أكبر ارتبطت بالمؤتمر الوطني، وفي انتقاده للحركة الإسلامية قال إنهم لم يكونوا صادقين في قضية الديمقراطية عقب استلامهم للسلطة، فلم يكن هناك غير حزب وحيد هو المؤتمر الوطني، وأن التفكير في التعددية الحزبية لم يأتِ إلا عند صياغة الدستور، وذهب إلى أنه حين فرغت لجنة خلف الله الرشيد من عملها في إعداد الدستور، أجرى عليه الترابي تعديلات، قضت بوجود مجلس وزراء إلى جانب سلطات الرئيس التي رغم توسعها لم تكن كسلطات الرئيس نميري التي من بينها حل البرلمان، كما أقرت بانتخاب الوالي، وعن الحركة بعد المفاصلة أوضح أنها في عباءة الوطني، وأنها جسم مجمَّد لا نشاطَ ولا فاعلية له. وقال: حالياً ثمة تململ داخل الحركة ما أبرز للسطح المذكرات، حتى البرلمان أخذ ينتقد الحكومة بصورة أشد من المعارضة، وقال إن اجتماع الحركة الأخير الذي أفرز تساؤلات عن دمج الحركة في الحزب أو حلها، انتهى إلى دستور أدرج الحركة في عباءة الوطني«باللفة»، وأن القيادة العليا للحركة اشتملت على رئيس الجمهورية عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان، ورئيس الهيئة التشريعية أحمد إبراهيم الطاهر، وعلى خلفية هذا الواقع المعقد توقع تأجيل مؤتمر الحركة المقرر في أغسطس القادم، ومن جانبه أوضح رئيس مجلس شورى الخرطوم معتصم عبد الرحيم أن المادة «9» من دستور الحركة المنتظر إجازته في مؤتمرها العام أجاز لها العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأكد أن المذكرات بالحركة نتيجة إلى أن الأخيرة شعرت بأنها صارت ضيفاً على الوطني الذي أسسته، وقال إن دستور الحركة أقرّ أنه لدى اجتماع رئيس الجمهورية والحزب والبرلمان مع رئيس الحركة ورؤساء شوراها بالولايات بأن قيادة الحركة هي الرئيس للمجتمعين. وفي كلمته جزم علي عبد الله يعقوب بوجود الحركة، ودلل على وجودها بالجامعات، وأكد أن المقولة الرائجة عن أن «الإسلاميين أدخلوا الناس المساجد وذهبوا للسوق» صحيحة، وأضاف: «إن «50%» من عضوية الحركة لهم رصيد بالبنوك». وفي ردود المتحدثين على أسئلة الصحفيين أكد عبد الرحمن بأن توحُّد الحركة لن يكون في جيلهم نظرًا للخلاف الشخصي بين البشير والترابي، وقال نحن بحاجة لمعادلة تكيف لنا ممارسة السياسة بتفرُّغ وفي نفس الوقت نعمل كحركة إسلامية دون أن ندار بالريموت كنترول، وأكد أنهم في حالة بحث عن هذه المعادلة، وقال إن مشكلتنا وجود فساد، وفي معرض دفاعه عن مشروعهم، قال: نحن نسبياً نجحنا. أما زين العابدين فأوضح أن الحركة إذا ظلت تدافع عن الحكومة ظالمة أو مظلومة فإن مصيرها سيكون مثل مصير نظام مبارك، وذهب إلى أن تغيير النظام سيبدأ من الحركة، أما المخرج من الأوضاع الحالية فيكمن في تشكيل حكم ديمقراطي، يراعي الفصل بين السلطات الثلاث.