أشياء كثيرة تتداخل مع بعضها.. تكاد تفقدنا التركيز والحركة وحتى التفكير وفي النهاية تلجم ألسنتنا عن التعبير وذلك لأننا أصبحنا كالذي يجلس في غرفة مدورة ويقال لك أبحث لنا عن «الركن» فيها وهذا هو تشبيه لحالنا اليوم الذي نعيش فيه والذي يمتلئ فراغه الواسع بأسئلة كثيره جداً. نذكر أنه مع بدايات عهد الإنقاذ الأول خرج جيل من الشباب عقله وقلبه مفتوح على أبواب من الصدق والصفاء كان قد تشربها من قادة كانوا قد سكبوا عصارة تجاربهم وأفكارهم وهم يقودون المسيرة بتجرد ونكران ذات.. يتواصلون مع هؤلاء الشباب كأنهم أخوانهم الأشقاء .. يستفسرون عن أحوالهم في الخفاء حتى إن كانت هناك عثرة أزالوها دون أن يعلم ويعرف من الفاعل.. هكذا كانت أخوة الأمراء القادة ونتيجة لذلك ترك هؤلاء الشباب زخرف الدنيا بكل ما فيها.. تركوا دراستهم وتعليمهم.. لم يفكروا في كيفية تأمين مستقبل حياتهم.. غادروا الأهل وأماكن الراحة متجهين إلى أعماق الأدغال والأحراش لا همّ لهم في هذه الحياة غير نداء الواجب والعقيدة وفداء الوطن بالروح والجسد، فمضى منهم من مضى شهيدًا وبعضهم مضت أطراف منهم وكثيرا منهم أدخرهم الله لأيام أخر .. لكن تبدل الحال و الأحوال قذف بهم إلى رصيف الحياة .. حيث المعاناة والشقاء والمكابدة في سبل كسب العيش الحلال. كثيرون هم من كانوا قادة وأمراء للمجاهدين يشار إليهم بالبنان.. تبنى الخطط بإستشارتهم.. وتخرج أطواف الاستطلاع بقيادتهم .. والكثير الكثير من الاعمال والافعال والاقوال فى حقهم تملأ صفحات وصفحات ... ولكن إن جئنا نحدث عنهم اليوم ونبحث عن حالهم واحوالهم فإننا نجد فى الحلق غصة وفى القلب حسرة... منهم من يسترزق بعربة أمجاد لا تكاد تكفيه نوائب الدنيا ومصائبها .. ومنهم من طرق ابواب رزق أخرى في تجارة الخردوات.. او ورش الميكانيكا الصغيرة.. او من هم بين بترينات الموبايل...الخ من نماذج لا تعد ولا تحصى.. أتى بعدهم جيل لا يساوى ظفر أحدهم من افعال وتضحيات وعمل.. هل جزاء الاحسان إلا الإحسان؟ هناك الكثير من المنظمات ودوائر العمل الرسمية وغير الرسمية كان يمكنها أن تستوعب طاقاتهم وتوظفهم عندها أحسن توظيف؟؟ كان يمكن للأجهزة التنظيمية الخاصة أن تتعب نفسهاً قليلا في تعقب أحوالهم؟ والعمل على إعانتهم حتى لا يشتكوا حالهم لرب العالمين فتنقلب الشكوى لمن أهملهم وتركهم يمضون في هذه الدروب؟؟ اللهم أصلح حالهم واحوالنا ويسر امورهم وأزل عثراتهم .