لكم كانت سعادتنا غامرة بصحيفة «الإنتباهة» الجريئة والسباقة دوما إلى كل ما يشفي صدور قوم مؤمنين، أن تخرج لنا هذه الصفحة المباركة «في ساحات الفداء» تذكرنا بشباب وأيام العزة والمجد. كيف لأمة تريد أن ترتقي سلالم العز والتقدم والنهضة أن تنسى تاريخها وسير أعز وأحر شبابها؟ إن مصدر سعادتنا ليس هو من باب التسلية والمتعة بتذكر أقوال ومواقف إخواننا الشهداء، إنما هي جزء مهم من الدعم والزاد المعنوي والتربية الايمانية الجهادية كما كان سلف هذه الأمة يعلمون أبناءهم سير الغزوات والمعارك كما يعلمونهم السورة من القرآن، وفوق ذلك هم منارات تضيء لنا الطريق وتشحذ الهمم، أن أثبتوا واصبروا في طريق العزة والكرامة حتى وإن عظمت البلايا وكثرت الخطوب، وهل هنالك بلية أكبر من خيانة عهد الشهداء والمضي في طريقهم «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا». إن هذه الصفحة المباركة هي بشرى وتسلية وآية من آيات الله، ففي زمن السقوط هذا، أصبحت كثير من الجهات التي تحسب على حركة الإسلام تستحي حتى من ذكر أسماء الشهداء، دعك حتى من أقوالهم ومبادئهم التي استشهدوا من أجلها، مع أنهم بعد الله سبحانه وتعالى لهم الفضل على كل سوداني ومسلم، إن أبطالا ورجالا عظاما من أمثال الشهيد حاج نور العالم المجاهد، ومحمد أحمد عمر، وأمير الدبابين علي عبد الفتاح وعبادي وهيكل وفضل المرجي ومحمد عبد الله أربكان وغيرهم من الشهداء، ينبغي أن تدَرس سيرهم ومجاهداتهم في المدارس والجامعات، دعك من الصحف والمجلات. ولكن لا ضير ما دمنا نحسب أنه مازال هنالك أقوام ممن وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ». فأمضوا على بركة الله واعلموا أن الجهاد سنة ماضية إلى قيام الساعة، وأن الخير في هذه الأمة موجود لا ينقطع. إن إخواننا الشهداء لم ولن تسقط رايتهم، إن هنالك كثيراً من الشباب يتغنون بسيرهم ويتمنون أن يمضوا في طريقهم في انتظار صيحة «فيا خيل الله اركبي ويا حملة الراية قوموا». ويكون مسك ختامنا أبيات الشهيد علي عبد الفتاح التي خاطب فيها أخيه الشهيد فضل المرجي الذي سبقه بالشهادة: أخي إن تغشتنا بزخرفها الدنا ٭٭٭ وإن قعدت منا القوى والعزائم ذكرناك فالعهد القديم موثق ٭٭٭ وميعادنا أن نلتقي بك قائم وأسيافنا لما تعد لغمادها ٭٭٭ وأطرافنا لم تسترح والقوائم وإخواننا في كل ناحية لهم ٭٭٭ دوي إذا ما كبروا كي يهاجموا فلا وجناب بت تسرح حوله ٭٭٭ نساوم في إسلامنا أو نهادن