يشكل المنشقون عن الجيش الشعبي والذين يقاتلون حكومة الجنوب مهددًا أمنيًا للحركة الشعبية بعد خروجهم في أبريل من العام 2008م من الجيش الشعبي على خلفية تزوير الانتخابات لصالح الحركة الشعبية.. وقد أعلنوا عن مطالبهم العادلة عبر إذاعة الثوار، والتي تتمثل في إسقاط النظام بجنوب السودان، معبِّرين عن رفضهم القاطع الدخول في أي مفاوضات مع النظام في جوبا.. العقيد فوزي قبريال الناطق الرسمي باسم ثوار الجنوب أكد من خلال حوار مطول أنهم يسيطرون على مناطق هامة في ولايتي أعالي النيل والوحدة وبسطوا نفوذهم فيها، كما تطرق الحوار لموضوعات أخرى هامة نطالعها معًا فإلى مضابط الحوار: حاوره: القسم السياسي أسباب الانشقاق عن الجيش الشعبي ... بدءا سألنا العقيد فوزي قبريال عن الأسباب التي دعته للانسلاخ عن الجيش الشعبي؟ فأجاب بالقول: نحن حقيقة كثوار معارضين للنظام بدولة الجنوب كنا قيادات بالجيش الشعبي ونتيجة لسياسات حكومة الجنوب السالبة بعد اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا وقصور الاتفاقية عن تلبية طموحات شعب الجنوب، فقد خرجنا من الحكومة، ونحن الآن نشكل قوات معارضة بولاية أعالي النيل وولاية الوحدة بجانب منطقة بوط، لذلك توحدت كل الفصائل المسلحة التابعة لنا في شكل فرق منها فرقة يوهانس بوكج بجانب الفرقة التابعة للفريق غوردون كونج القائد العام للثوار إضافة للفرقة التابعة للفريق جاستن لوكود بولاية بحر الغزال.. ونحن الآن نسيطر على المناطق التي تقع شرق ولاية أعالي النيل ومناطق الشريط الحدودي مع ولاية النيل الأبيض وولاية جنوب كردفان. وكانت القيادات المذكورة، و قبل رحيل القائد جون قرنق، كل هذه القيادات التي ذكرتها صارت تنادي بضرورة العدالة والمساواة ولكن بعض القيادات في الحركة الشعبية احتوت قضية الجنوب لأمور خاصة ونتج بعدها عدم وجود قيادة تقوم بإدارة الأمور في الجنوب، بجانب عدم وجود التنمية والتعليم والصحة، بجانب تعبئة القبائل بعضها ضد بعض الأمر الذي أدى لتفاقم المشكلات القبلية، وبدأت الحركة الشعبية في ممارسة استخدام القبائل كآلية لشغل القبائل عمّا يدور في الجنوب وصرف الانتباه عن ممارستها وعدم النظر لقضايا المواطنين وتنفيذ مطالبهم واحتياجاتهم، وانصرفت تلك القيادات لما يخدم مصالحها لمدة تزيد عن «22» عامًا. وبعد نيل الجنوب استقلاله في التاسع من يوليو «2011» لم تكن هناك تنمية حقيقية بل انتشر الفساد والقتل والسلب والنهب وغيره، ولذلك الشعب الجنوبي أصبح لديه وعي كامل بممارسات الحركة الشعبية السالبة وخداعها طيلة الفترة الماضية لأنها لا تهتم بقضايا المواطنين، ولذلك أصبح الوضع كارثيًا، لكننا قطعًا سنقوم بتغيير نظام الحكم في الجنوب وتحقيق تطلعاتهم التي تتمثل في التنمية والإصلاح الإداري لجميع مؤسسات الحكم بالجنوب. بعض المراقبين يشككون في قدرتكم على التغيير.. نحن لدينا المقدرة على تغيير نظام الحكم في الجنوب وهناك أدلة وبراهين كثيرة منها المعارك الأخيرة التي استولينا من خلالها على مناطق شرق ولاية أعالي النيل وحاولنا الدخول لمدينة ملكال لكن الحركة الشعبية استخدمت المواطنين العزل دروعًا بشرية ومنعتهم الخروج من المدينة لذلك تراجعنا عن المدينة بعد الاستيلاء على مدن، واو، شلك، ديتان ومدينة ليلو. ولكن صدرت أوامر من القيادة بالتراجع عن مدينة ملكال حرصاً على حياة المواطنين، لكننا سنواصل الكرّة بعد إخلاء المدينة من السكان في الفترة القادمة. ماهي أهم مطالبكم ؟ أولاً نحن نطالب بتغيير نظام جوبا وإزاحة كل القيادات داخل الحركة الشعبية ولا نرغب إطلاقاً في إجراء أي حوار معهم، فالحركة الشعبية حاولت استدراج قياداتنا وقامت بقتل الفريق جورج أطور في نيروبي وقلواك قاي وهذا سلوك عدواني وغير أخلاقي.. وفي السابق كان الفريق أطور يسعى لحل قضية الثوار ولكن بعد مقتله أجمعنا على قرار قاطع بأنه لا حوار ولا تفاوض، إنما يتم تغييرالنظام بقوة السلاح فقط. من أين يأتيكم الدعم؟ هذا سؤال جيد، وليعلم الجميع أننا خرجنا من الجيش الشعبي بكامل أسلحتنا وقواتنا إضافة للسلاح الذي جمعناه من أيدي الجيش الشعبي في المناطق التي استولينا عليها في المعارك السابقة. ماهي خططكم للمرحلة القادمة؟ كل القيادات التابعة لنا مصممون على تغيير نظام جوبا، وفي الفترة القادمة ستكون هناك مفاجآت سنعلن عنها في حينها، وقد رتبنا كل أمورنا ولدينا إذاعة خاصة بالثوار لبثّ كل القضايا الملحة، ونقوم بمخاطبة أبناء الجنوب وتبصيرهم بالواقع المعيشي والصعوبات التي يعانون منها في ظل سيطرة نظام جوبا بعد إغلاق آبار البترول وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية والاقتصادية. وماذا عن الإبادة الجماعية لبعض القبائل من قبل الحركة؟ نحن كثوار يضم تنظيمنا كل قبائل المورلي والشلك والنوير والدينكا ولذلك نفهم محاولات الحركة لاستخدام وتسليح بعض القبائل بعضها ضد بعض كما حدث فى مجزرة البيبور عبر دعم قبائل اللانوير ضد قبائل المورلي، وهذه أساليب ممنهجة لكي تشغل القبائل بحروب جانبية وتصرف نظرها عن ممارسات الحركة ونسيان معاناتهم المعيشية وخلقت نوعًا من الصراعات الوهمية، بجانب نزع بعض الأراضي وطرد القبائل من مناطقها لكي تقوم ببيع الأراضي لشركات الاستثمار، وهذا العمل يقوم به قيادات كبيرة في حكومة الجنوب من أجل الحصول على الأموال لمصالحهم الشخصية وليس لصرفها على التنمية أو الصحة أو إنشاء المدارس والتعليم. وماهو مستقبل المناطق التي استوليتم عليها؟ مرحلة التنمية ستتم بعد تحرير الجنوب بأكمله وهذا الذي نقوم به الآن وعقيدتنا القتالية لا تسمح لنا أن نحارب في المناطق السكنية للمواطنين لأجل الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم ونحن نقاتل من أجلهم. يوغندا مازالت تدعم حكومة الجنوب، ما هو دوركم في قطع هذا الدعم؟ هذا صحيح، حدث قبل ثلاثة أيام في منطقة بت الكلب التي تقع شرق جنوب كردفان قامت قوات الثوار بقطع الإمداد القادم من منطقة الكدوك بولاية أعالي النيل للمتمرد الحلو ولذلك قمنا بمهاجمة المنطقة بقيادة العقيد جرمامي وليم جرامي وتم قتل العقيد موسى عبد الله التابع لحركة العدل والمساواة وقمنا بالاستيلاء على ثلاث عربات تاتشر وقتل «32» وأسرنا «18» منهم، وهذه المنطقة تقع تحت سيطرتنا الآن، وقطعنا كل الإمداد القادم من هناك وسنواصل في هذا العمل، ومن هنا نرسل رسائل للمواطنين الجنوبيين بالخروج من المدن الرئيسة لكي لا يتعرضوا للخطر.