٭ الدكتور عادل محمد أحمد فايت شاب سوداني من ولاية نهر النيل محافظة شندي قرية «قندتو» عمل بالسودان بجامعة أم درمان الإسلامية، ولكنه آثر الهجرة لتحقيق آماله وطموحاته التي ضاقت بها أرض الوطن بما رحبت كما يقول، فاختار المملكة العربية السعودية ليشد إليها الرحال ويستقر بعاصمتها الرياض، حيث تحصّل على وظيفة أستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية.. «الإنتباهة» جلست إليه بمهجره عبر زاوية حصاد الغربة للتعرف على أسباب هجرته والنجاحات التي حققها فإلى مضابط الحوار.. ٭٭ بداية.. أسباب ودوافع الهجرة؟ تتمثل الأسباب للهجرة في ثلاثة عوامل رئيسة وأساسية لعبت مجتمعة دوراً كبيراً في فكرة الهجرة، أولها: العامل الاقتصادي المتمثل في تحسين الأوضاع المعيشية وتأمين مستقبل الأسرة الصغيرة والكبيرة،. وثانيها: العامل الاجتماعي وتبعاته حيث تمثل وظيفة الأستاذ الجامعي ضغطًا اجتماعيًا كبيرًا لصاحبها، فالمجتمع ينتظر منك الكثير.. فكان لا بد من البحث عن الوضع الاجتماعي المميز، أضف إلى ذلك تربية الأبناء في بيئة تساعد على التنشئة والتفكير الخلاّق، أيضًا لعب الجانب السياسي دورًا كبيرًا في أن تكون الهجرة هي الخيار الأفضل ولا بديل لها وذلك بتأثير اللون السياسي على التقدم الوظيفي والمهني وعدم القدرة على المساس بثوابت نظام الحكم من خلال المحاضرات والدروس، حتى ولو كانت قائمة على الخطأ، وحتى الآراء والمقترحات التي ندلي بها تصنفنا في كثير من الأحيان مع الضد، ومن الناحية المهنية كان توفير الضمان الوظيفي والبحث عن الترقي والتقدم المهني عدم توفر الأدوات التي تساعد على الإبداع المهني «معينات الوظيفة». ٭٭ الصعوبات التي واجهتك في بلاد المهجر كيف تعاملت معها؟ لا توجد صعوبات تُذكر، فكل الصعوبات يمكن حصرها في التعرف على القوانين المنظمة للمجتمع، بالإضافة للعادات والتقاليد السائدة.. والتعرف على مداخل ومخارج البلد، كما نعاني من المجتمعات المغلقة «عدم وجود التواصل الاجتماعي على شاكلة السودان». ٭٭ حدثنا عن الإمكانات والفرص التي أُتيحت لكم بالخارج والتي لم تتوفر لديكم بالسودان؟ تتمثل الفرص في التعرف على ثقافات وعادات اجتماعية جديدة والاحتكاك بخبرات علمية وعملية كبيرة.. ووجدت كل احتياجات الإبداع الوظيفي من مكتبات تزخر بأمهات الكتب وأحدثها دوريات علمية عالمية، بالإضافة لقواعد بيانات عالمية، أضف إلى ذلك وجود المقابل المادي المجزي. ووجود أسس وقواعد ونظم تحدد وضعك الوظيفي ولا يجوز تخطيها ولا وجود للمجاملات والعلاقات التي يمكن أن تؤثر في العمل. ٭٭ ما هي النجاحات التي تحققت على كافة الأصعدة العامة والخاصة والعلمية والعملية؟ تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.. والترقي الوظيفي والخبرة العلمية والعملية. ٭٭ يظل السودان هو الوطن والملاذ فهل لديكم رغبة العودة والاستقرار بالسودان؟ بالتأكيد نعم، وهذه الجزئية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتحسين الأوضاع في السودان «الاقتصادية والاجتماعية والسياسية... إلخ» ٭٭ أبناؤك هل لديهم المعرفة التامة بالسودان وهل لديهم القابلية للتأقلم على جو السودان وبيئته؟ نعم لدي أبناء، ولهم ارتباط كبير بالوطن، وقد تكون معرفتهم بالسودان أكثر بكثير من الموجودين في السودان، علماً بأنهم كل سنة يحضرون إلى السودان بصورة راتبة. ٭٭ مواقف وطرائف في بلاد المهجر؟ لا تخرج الطرائف والمواقف الحرجة عن إطار اللهجة السودانية الجميلة، وخاصة نحن في مجال التدريس نستخدم بطبيعة الحال كلمات دارجية تنتمي للعامية السودانية. ٭٭ الشخصية السودانية بالخارج وتقييميها من قبل الإخوة العرب والأجانب؟ السوداني في المهجر مثل الذهب، أمين.. مهذب.. محترم.. يحترم عمله وزملاءه.. مطلوب للعمل في بلاد المهجر.. هو محل ثقة الجميع. ٭٭ ماذا تود أن تقول في نهاية هذه المقابلة؟ التقدير والاحترام للصحيفة المميزة «الإنتباهة» وهي تقف على أحوال المهاجرين وتتعرف على مشكلاتهم وأسباب هجرتهم، وأخيراً نبعث التحايا والأماني الطيبة لأهلنا في السودان.