كتب الصحفي النيجيري أودي مناوي فى صحيفة ليدرشيب النيجيرية في أبوجا مقالاً بعنوان انطباعاتي عن السودان شبّه فيه السودان بنيجيريا في نواحٍ كثيرة أهمها أن السودان من أكبر الأقطار الإفريقية مساحة حتى بعد انفصال الجنوب حيث تبلغ مساحته «1.8» مليون كيلو متر مربع وهو ما يساوي ضعف مساحة نيجيريا والأخيرة لديها أكبر عدد من السكان، وكما امتد الصراع بين الجنوب والشمال في السودان منذ الاستقلال في العام 1956 م فإن الأطراف الشمالية والجنوبية في نيجيريا ظلت تتصارع حتى توحدت أخيرًا في العام 1914 هذا فضلاً عن تشابه البلدين في التحديات، كما أن السودان يتوسط قلب إفريقيا تاريخيًا وسياسيًا وحضاريًا واجتماعيًا وجغرافيًا الأمر الذي خلق هويته المزدوجة الفريدة كونة البلد الإفريقي الموغل في العربية والعربي الموغل في الإفريقية اذ لا توجد مجموعة عرقية أو لغوية إفريقية ليست لديها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالسودان، كما أن العديد من المواطنين السودانيين لديهم جذور عرقية في نيجريا مثل اليوربا والهوسا والفولاني والكانوري وغيرها من القبائل حتى إن أول رئيس وزراء سوداني حكم السودان بعد الاستقلال «إسماعيل الازهري» ترجع أصوله إلى قبيلة عازار بولاية بوتشي النيجرية، وبالتالي فإن السودان ونيجيريا يربطهما مصير لا ينفصم وعرى علاقات وثيقة. السودان والإعلام العالمي وتناول المحلل السياسي أودي الإعلام الغربي بشكل خاص والإعلام العالمي بشكل عام الشأن السوداني سلبيًا بالتركيز على قضايا مثل دارفور والمشردين داخليًا والعقوبات الاقتصادية والشأن الجنوبي وغيره من القضايا محل الصراع غير أن الحقيقة مختلفة تمامًا فالسودان دولة ديمقراطية يتمتع المجتمع فيه بالحرية والكرامة، لقد سافرت إلى مناطق كثيرة في العالم ولم يسبق لي ان شعرت بالأمن والسلام كما هو الحال في السودان حيث لا توجد نقاط تفتيش أو أي مظاهر ترهيب كالتي تراها عندما تزور بعض أقطار العالم وتغيب مظاهر الحراسة المشددة في كل المؤسسات الرسمية بما فيها القصر الرئاسي الذي يحرسه عدد قليل من الحراس ويعتقد العديد من المحللين السياسيين أن السودان يهتم بتغذية هويته العربية والإسلامية على حساب الهوية الإفريقية وهذا الاعتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة وذلك أن السودان أول بلد إفريقي منح السيد نسلون مانديلا حق اللجوء السياسي إبان صراعه ضد التمييز العنصري في العام 1962 كما أنه أول دولة إفريقية تنشئ لها بعثة دبلوماسية في جنوب إفريقيا بعد حقبة التمييز العنصري في العام 1994م. ويضيف أودي قائلاً بالرغم من الصورة الشائهة التي رسمت عن السوان بوصفه داعيًا للحرب مروجًا لثقافتها إلا أن الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها أن حرب هجليج التي وقعت في الشهر الماضي تعتبر أول حرب ضد دولة أخرى يقودها السودان على مدى تاريخه الطويل هذا فضلاً عن أنها لا تعتبر حربًا قادها السودان ضد دولة جارة بل هو دفاع مستحق عن وحدة أراضيه ضد عدوان نظام جوبا، كما أن كل الصراعات الأخرى تصنف كونها مشكلات داخلية كالحرب الأهلية النيجرية وغيرها من النزاعات التي تنتظم الأقطار الإفريقية كافة. واعتبر أودي أن الوضع السياسي يتسم بكثير من المرونة والديمقراطية، وقال: شهدت مؤتمرات سياسية انتقد فيها الصادق المهدي وهو أحد زعماء المعارضة نظام الخرطوم علنًا وعلى مسمع ومشهد من الإعلام هذا فضلاً عن أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير يتحرك بحرية وبدون قافلة من حراس الأمن كما يفعل رؤساء الدول الإفريقية بجانب اختلاطه غير المشروط بالمواطنين ومشاركاته الفاعلة في الأفراح والأتراح ويتناول المقال وضع المرأة في السودان قائلاً تمثل المرأة السودانية «25%» من مقاعد البرلمان كما أن معظم المثقفين وصانعي القرار في السودان من النساء الأمر الذي ينفي تهمة التميز على مبدأ الجنس في السودان.. هذا والجدير بالذكر أن السودان يضم جامعة إفريقيا العالمية والتي يدرس بها أكثر من «45» ألف طالب من «75» دولة حول العالم ويتمتع السودان بإمداد كهربائي مستقر كما أن به كل أنواع الأطعمة والفواكه وبأسعار معقولة مقارنة بأسعار الدول الأخرى كما تشهد البنية التحتية طورًا سريعًا وملموسًا وتنخفض معدلات الأمية بشكل كبير مع ارتفاع معدلات الوعي السياسي.