تقوم لجان الحسبة وتزكية المجتمع بمحاربة الظواهر السالبة وترقية الذوق العام بالشارع السوداني إضافة لإرشاد المجتمع إلى طريق الخير والفضيلة.. في هذه المساحة التقينا الشيخ عبدالقادر عبدالحمن أبو قرون رئيس لجان الحسبة وتزكية المجتمع حول الأعمال التي قاموا بها في السودان على مستوى ولاية الخرطوم وبعض محليات الولايات الأخرى إضافة إلى سعيه لتطوير العمل بمشاورة بعض جهات الإختصاص بالمملكة العربية السعودية.. حوار:راحيل إبراهيم تصوير:متوكل البجاوي { حدثنا عن الفكرة؟؟ جاءت الفكرة بعد استشراء المظاهر السالبة فبدأنا بمحاربتها وسعينا لنشر الفضيلة في المجتمع بالتنسيق مع الجهات المختصة. {ماذا عن النشاط؟؟ بدأنا بسبع لجان على مستوى محليات الخرطوم المختلفة وعلى مستوى لجان بالأحياء السكنية تعمل جميعها في محاربة المظاهر السالبة ونشر الفضيلة في المجتمع بالتنسيق مع جهات أصيلة مثل نيابة أمن المجتمع والشرطة الشعبية. {هل تقبّل المجتمع الفكرة ولماذا الخرطوم فقط؟؟ وجدنا تأييداً كبيراً من القواعد المجتمعية، ونركز على العاصمة ولكن ليس الأمر محصوراً عليها فقط بل لنا لجان في ود مدني وكسلا، ونسعى كي نغطي كل الولايات. { ماذا فعلتم بخصوص المظهر العام؟؟ قمنا بحملات عبر المظهر العام بالتنسيق مع المصنفات الأدبية حول الأجهزة الإلكترونية ووجدنا حوالى «593» جهازاً مليئاً بالأفلام الإباحية. {ماذا عن النشاطات الأخرى؟؟ استطعنا أن نجمع الصف الإسلامي وأن نوحد الكلمة بين الجماعات المختلفة «الصوفية، والسلفية، والإخوان المسلمين والحركة الإسلامية» وآخر ما قمنا به في هذا الصدد احتواء النزاعات بين طلاب أنصار السنة والمؤتمر الوطني بجامعة السودان، وفوّضنا من قبل الطرفين وكونا «اللجنة العليا للإصلاح والتعاون» داخل الجامعة، كما نسعى لحل الخلافات بين منبر السلام وجماعة أنصار السنة الإصلاح وأود أن أحذِّر من ترويج بعض الصحف للأزمة وأدعوها أن تتقي الله في مثل هذة الأخبار فلا يجوز نشر مثل هذه الخلافات التي قد تكون بين أفراد لا يمثلون المجموعتين، فإذا كانوا يقصدون الإصلاح فيمكنهم أن يقوموا بالتناصح حتى يتنازل الطرفان بعيدًا عن النشر. { ما يشغلكم حالياً؟؟ التغلغل الشيعي الذي هو خطر كبير على المجتمع، ونحن بصدد عقد لقاء تفاكري للدعاة حول المناقشة والتقارب بين السنة والشيعة ليتضح الأمر للناس، فالشيعة لا يتفقون معنا حتى في مصادر الإسلام، بالرغم من حرصنا على وحدة الصف ولكن مثل هذه الأفكار الشيعية هي مناهضة تماماً لكل المراجع الإسلامية. { مقاطعة.. لكن هناك زيارة من الشيوخ لإيران؟؟ هم مجموعة من هيئة علماء السودان قاموا بزيارة لإيران المقصود منها تحديد دور الهيئة في محاربة الفكر الراهن وخاصة للهيئة دور كبير في استتابة من يحملون هذا الفكر الشيعي المعروف، ونتمنى من الجميع وعي هذا المخطط. { يرى بعضهم أن سبب الضائقة الاقتصادية انتشار الفساد ماذا تقول؟؟ أنا كذلك أعزو الأزمة الاقتصادية للفساد المنتشر، فهو سبب لوقوع العذاب عامة ولتصليت العداء والقتل وظهور الخوف والجوع وغير ذلك من الابتلاءات وذلك ما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير، فقد قال الله ( أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْض مِنْ بَعْد أَهْلهَا أَنْ لَوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَع عَلَى قُلُوبهمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) وقال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وجاء في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم قال «ويل للعرب من شر قد اقترب، قيل أنُهلك وفينا الصالحون؟! قال نعم إذا كثر الخبث» فلا مخرج من الأزمة إلا بالرجوع إلى الله عز وجل ومحاربة المنكرات وإقامة شعار «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح» لأن الله يقول (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).. أوجه أن تهتم الدولة بمحاربة الفساد الأخلاقي المنتشر كمحلات الدعارة، الخمور والمخدرات وغيرها من المظاهر السالبة في المجتمع، حتى الزي الفاضح للنساء يجب مراجعته ليصلح المجتمع فإن بفساد الناس تفسد الأحوال كلها كما قال تعالى (ظهر الفساد في البرِّ والبحر بما كسبت أيدي الناس) { ماذا فعلتم لتطوير الفكرة؟؟ قمنا بزيارة إلى المملكة العربية السعودية والتقينا الأمين العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأطلعناه على لجان الحسبة وتزكية المجتمع في السودان والمجهودات التي نقوم بها رغم قلة الإمكانات، فوكل لنا الشيخ سعود الشائع الذي زارنا واطلع على مسيرتنا، كما التقينا بلجنة إصلاح البين السعودية وتم التنسيق معهم لتكوين لجنة لمتابعة قضايا السودانيين بالمملكة، والتقينا القائمين على أمر المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى وتشاورنا معهم في كيفية تأهيل المحتسبين وقد أبدوا استعدادهم للتعاون معنا بإقامة دورات علمية للمحتسبين السودانيين في السعودية وأبدوا رغبتهم في زيارة السودان من أجل شراكة أكبر وسننظر في إقامة معهد فرعي في السودان لأن اللجنة متخصصة في معالجة قضايا المحكومين والنزاعات، كما التقينا المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والداعية الإسلامي الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني.