في كل مكان سوداني أذهب إليه هنا أجد (الإنتباهة) حاضرة، فهي تنتشر في كل بقاع المملكة صوتاً سودانياً حراً صادقاً، وقد كنت حريصاً على أن أسال أصحاب البقالات هنا عن توزيعها فقالوا لي إنها تنتهي في لحظات الصباح الأولى.. وأثناء ذهابي إلى العمرة وفي محطة البصات ذهبت لأشتريها وكان الوقت حينها الساعة الرابعة عصرًا ولكن للأسف لم أجد أية نسخة منها، وإذا أردت اقتناءها بعد الظهر تجد نفسك مضطرًا للقيام برحلة طويلة في طرقات المملكة وبقالاتها للبحث عنها وقد يخيب ظنك. ولا شك أن هذا الحضور القوي يضع على عاتق الصحيفة والقائمين بها مسؤولية كبيرة وعظيمة فهي أصبحت صوت السودان الحقيقي يبحث عنها ما يقارب الخمسة ملايين سوداني في السعودية ليجدوا فيها الخبر الصادق والتحليل السليم والمقال القوي. ولكن يتساءل البعض هنا: هل صوتنا الذين تعبرون عنه يصل لكل المسؤولين هناك خاصة أن صفحة المغتربين تطبع فقط في السعودية وفي الصفحة الورقية في النت ولا تطبع في نسخة الداخل ويتساءلون هل اجتهادكم هذا للبحث عن مشكلاتنا والتعبير عنها بصوت قوي ستجد طريقها للحل أم أننا نبكي موتانا لوحدنا وينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن. وكنت اطمئنهم إلى أن صوتهم مسموع في الداخل بقوة والذي لا يقرأ نسخة السعودية يقرأ النسخة الورقية وهي من أكثر المواقع الإلكترونية قراءة وأعتقد أن السفارة يجب أن يكون لها دور هنا بأن ترسل ما يكتب في (الإنتباهة) خاصة صفحة المغتربين للمسؤولين هناك حتى يقفوا على هموهم ومشكلاتهم ويعملون على حلها. وقد وجدت صدى ما نكتبه عند الكثيرين في الشارع هنا سواء عن طريق المدح أو النقد ولكن في النهاية رسالتنا تصل لهؤلاء فيجب علينا أن نشد الأحزمة ونكون قدر المسؤولية الكبيرة التي آلينا على أنفسنا أن نؤديها بحقها ومستحقها. كما تقع على المغتربين أيضاً مسؤولية كبيرة تستوجب الانتباه والعمل بها، فهم يعانون الكثير من المشكلات والتحديات ولكي يصل صوتهم للمسؤولين يجب عليهم أن يكتبوا للإنتباهة عن كل قضاياهم ويكون كل مغترب مراسلاً لمجتمعه يحمل همومه والصحيفة على استعداد دائم لنشر كل القضايا المهمة التي تصلها من أجل وجود حلول عادلة ودائمة لكل هذه القضايا.