احتفل النازحون بمعسكرات ولاية شمال دارفور بعيد الفطر المبارك كغيرهم من المواطنين بكل المناطق بالسودان رغم الاختلاف في الاحتفال بهذه المناسبة في كل عيد لدى النازحين، وقد ساعد وجود المعسكرات بالقرب من مدينة الفاشر أعداد كبيرة من النازحين في الوصول إلى المدينة وتبادل الزيارات مع أهلهم وقضاء احتياجاتهم من أسواق الفاشر كما أن المواطنين بمدينة الفاشر يتسوقون من أسواق المعسكرات التي تتوفر فيها بعض السلع غير المتوفرة في أسواق مدينة الفاشر. وأدى النازحون صلاة العيد في عدد من المواقع داخل معسكرات السلام وأبوشوك وزمزم وتبادل النازحون تهانئ العيد عقب الصلاة وقاموا بزيارات لأقاربهم داخل المعسكر، ويقول محمد سليمان أحد النازحين بمعسكر أبوشوك ل «الإنتباهة» إن العيد في المعسكر يختلف عن العيد في القرى، وأضاف: كنا في السابق في فرقاننا وقرانا نقوم بالمعايدة والزيارات للقرى المجاورة والحلال القريبة ونتواصل مع أهلنا، ونلعب «التنقي» أو «الهجوري» و«الدزدز» وغيرها من الألعاب التقليدية للقبائل والأهالي في تلك المناطق، لكن الآن نحن نقيم في معسكر واحد ونتمنى أن يأتي العام القادم ويكون السلام قد عمّ قرانا ومناطقنا، ويضيف أن العيد قد اقتصر على داخل المعسكر فقط وفي السابق كنا نزور الحلال والقرى المجاورة ونقضي في بعض القرى التي فيها مناسبة لزميل أو قريب مدة أسبوع ويسمى ب «سبوع»، تُذبح فيه الجمال والأبقار طيلة هذه الفترة دون أن يؤثر كل ذلك على اقتصاد العريس والناس فيهم من يأتي بثور وآخر بجمل وهكذا.. ويضيف محمد وهو متأسف لما حصل للمنطقة أن الناس تغيرت وليس هناك حميمية كالسابق، وقال: نتمنى من الله بحلول عيد الفطر المبارك أن يحل دارفور بالأمن والاستقرار ويبدل أحوالنا بأحسن حال، وفي معسكر زمزم جنوب مدينة الفاشر التقت «الإنتباهة» بعدد من شباب المعسكر أثناء تجوالهم داخل المعسكر لتقديم تهانئ العيد لأهلهم وقالوا إنهم فرحون بحلول عيد الفطر المبارك رغم طول بقائهم فى المعسكر لأكثر من ثماني سنوات، وأكدوا رغبتهم في عيش حياة كريمة ومستقبل مشرق، وأن توفر لهم كل سبل الحياة، فيما أعرب عدد من النازحين عن أملهم في أن يأتي العيد القادم ودارفور تنعم بالاستقرار والأمان حتى يتمكنوا من العودة لقراهم الأصلية وممارسة حياتهم العادية بعيدًا عن حياة المعسكرات التي سئموا البقاء فيها، ودعوا كافة الأطراف في قضية دارفور إلى ضرورة الاحتكام لصوت العقل وفتح صفحة جديدة لبناء السلام والتعايش السلمي ومعالجة الثقة بين القبائل والحكومة والحركات مشيرين أن هذا العام هو الثامن لهم في المعسكرات. ويقول آدم آدم من معسكر زمزم ل «الإنتباهة» إن العيد في المعسكر يختلف عن العيد في القرية، وأضاف: رغم فرحنا بالعيد وقدومه إلا أن ذلك لا ينسينا معاناة المعسكرات وأشاروا إلى أن ارتفاع الأسعار هذا العام جعلهم يستاءون من أوضاع المعسكر وخاصة أن الخريف غير مبشر حسب قوله، وزاد: رغم ذلك اجتهدنا أن نُفرح أطفالنا برغم صعوبة المعيشة، فيما يرى آخرون أنهم حتى إذا وفروا الملابس لأبنائهم لا يستطيعوا توفير المستلزمات الأخرى ويقول أحد شيوخ المعسكر ل«الإنتباهة» بالرغم من عدم وجود المال في أيدي النازحين إلا أنهم استطاعوا تجميع زكاة الفطر وتم توزيعها للضعفاء داخل المعسكر مطالبًا كل الأطراف في هذه القضية بمراعاة أحوال النازحين والإسراع لتنفيذ الاتفاقية لمصلحة القضية وطالب بضرورة التسامح والرجوع للصواب من أجل معالجة قضية دارفور.