حسن بابكر أحمد مدير إدارة الجاليات بجهاز المغتربين جلسنا معه ليحدثنا عن الجاليات السودانية بدول المهجر والقضايا التي تشغل الجاليات ودور الجهاز في الوقوف على أوضاع الجاليات وحل مشكلاتها وكيفية ترسيخ الهوية السودانية خاصة لدى الأجيال التي نشأت بدول المهجر إلى جانب العديد من القضايا فكانت إفاداته على النحو التالي: بداية كيف يتم تكوين هذه الجاليات وإلى أي مدى تستخدم الشفافية والديمقراطية في تكوين أجسامها؟ الجاليات السودانية في الخارج منذ أمد بعيد تتكون برضا الجماهير وهنالك لائحة منظمة لأعمال الجاليات السودانية في الخارج تحتمل الطريقة الانتخابية التقليدية للمكتب التنفيذي وفي هذا العام تم تحديث هذه اللائحة والآن في طريقها للجاليات للعمل بها وأساسًا قامت على استقرار التجارب وعملت على تطوير السلبيات وتحويلها إلى إيجابيات وفترة الرئيس فيها لا تتجاوز دورتين وهنالك لجنة تحكيم عند الاختلاف وأعتقد أن هذا هو مجال الحفاظ على تماسك الجاليات في الخارج لأن لدينا بعض المشكلات في بعض المناطق في دول الخليج للكثافة السودانية، وهذه اللائحة تتيح للسودانيين تجاوز الممارسات السلبية، وعندما نقول الجاليات نعني كل التجمعات والروابط والأندية السودانية في الخارج وهي تقوم مقام الجاليات، وفي بعض الدول الأوربية تنشأ جمعيات هي بمثابة جاليات لكن بشكل مختلف. مسؤولياتكم تجاه هذه الجاليات؟ نعمل مع الجاليات على إيجاد حلول مناسبة لقضاياهم تتوافق مع إستراتيجية الدولة وفي بعض القضايا التي لا تجد حلولاً فالحوار مفتوح مع الجهات مثل قضايا التعليم التي لم نصل فيها إلى مستوى يرضي كل السودانيين ولكن تحسن الأمر كثيراً في بعض الجوانب مثل قضايا التأمين الصحي والاجتماعي التي تؤرق الكثير من المغتربين باعتبار أن العلاج تزيد تكاليفه بحجم زيادة تكاليف العملية العلاجية، والآن نحن نعمل مع الجهات المختلفة وقد عقد مؤخرًا سمنار التأمين الصحي والاجتماعي للسودانيين في الخارج، لكن نقول بكل صراحة المواقع ما زالت لا تبارح مكانها ونحتاج لشيء من المرونة من الجهات المقدِّمة لخدمات التأمين بالداخل بمختلف أوجهه وكثير من الالتزام من المغتربين بسداد ما عليهم من اشتراكات شهرية أو سنوية مع هذه الجهات ونحتاج كذلك إلى حوار مكثف حول الخدمات التأمينية للعاملين بالخارج، أيضاً الجهاز يعمل على رعاية السودانيين في الخارج من خلال الآليات المختلفة بالتعاون مع السفارات السودانية ويهمنا أن يكون الوجود السوداني بالخارج وجودًا سليمًا مرتبطًا بالوطن وبثقافته وهويته وهنالك مناشط مختلفة يقوم بها الجهاز وهذه المناشط تنظم بصورة دورية سنوية من خلال تنشيط عمل الأسابيع الثقافية خاصة وسط الجاليات في أوربا وهذا في المدة الأخيرة «العامين الأخيرين» بشكل غير مسبوق حيث كان وجودًا منعزلاً عن الوطن فقد أقمنا مناشط عديدة «أسبوع ثقافي في بلجيكا وعمل ثقافي في روما وفي بريطانيا»، وبدأنا من خلال تواصلنا معهم التواصل مع الخبراء السودانيين وعملنا على ربطهم بالوطن وجهاز المغتربين به برنامج نشط جداً باسم «الشراكة الوطنية لنقل المعرفة عبر السودانيين بالخارج» «spakten» ومن خلال هذا البرنامج نفذنا أكثر من سبع عشرة قافلة طبية لمختلف ولايات السودان وعقدنا مؤتمرين طبيين تدريبيين في السودان، ومن خلال هذا البرنامج تواصلنا مع السودانيين العاملين في المنظمات الدولية في الخارج بغية تعزيز الوجود السوداني في المنظمات الدولية وتواصلنا مع شرائح مهمة جداً مثل الإعلاميين والمهندسين الزراعيين وأقمنا مؤتمرين زراعيين وتعاملنا كذلك مع أفراد متخصصين في مجالات المعرفة المختلفة. هنالك أجيال سودانية نشأت بدول المهجر ماهو دوركم في ترسيخ الهوية السودانية ؟ قضية الهُوية الثقافية نعمل عليها ونكثف الجهود خلال المناشط الداخلية والخارجية بشكل متطور، ومن خلال التمتين الثقافي يعمل الجهاز لنشر الثقافة السودانية للأجيال السودانية من آباء أو أمهات سودانيين بالخارج. { ما هو شكل المساعدة أو الدور الذي يلعبه جهاز المغتربين تجاه الجاليات؟ جهاز المغتربين له لجنة مختصة بالطوارئ للسودانيين في الخارج وله خبرة جيدة جداً، أعدنا السودانيين في اليمن وفي الخليج إبان الحرب الأولى والثانية وفي العام الماضي اعدنا أكثر من «63» ألف فرد من الجماهيرية الليبية بكل الاتجاهات براً وجواً في أكبر عملية إجلاء للسودانيين بالخارج ومن خلال تعاوننا مع السفارة السودانية في بيروت أعدنا للبلد أكثر من «3500» سوداني من الجمهورية اللبنانية دخلوا إلى لبنان بصورة غير قانونية، أيضاً الجهاز يدعم المناشط مثل الاحتفالات السنوية والمناشط البينية بينهم والدول المقيمين بها وتنظيم مناسبات أعياد الاستقلال والأسابيع الثقافية ونشاطات الشباب والمرأة والطفل بحكم قانون المغتربين، أيضاً هنالك تعاون مع الحالات الخاصة من خلال ديوان الزكاة الذي يخدم ويعالج القضايا الإنسانية بالخارج. هل صحيح أن الجاليات السودانية فيها نماذج مصغرة للأحزاب السودانية «مسيسة»؟ السياسة تطل بوجهها من حين لآخر، لكن شعارنا لكل حزبه والجالية للجميع، والسودانيون يحبون دائمًا أن يطلوا بوجههم السياسي، وأغلب الجاليات متماسكة والهم السياسي لا يشكل عبئًا وفي بعضها الهم السياسي عبء عليها ويعيق عمل الجالية ويبدد كثيرًا من جهودها وهذا في جاليات محدودة جداً. { مشكلات العمل والنزاعات الإدارية في بلاد المهجر هل تعطون اعتبارًا لحلها؟ لدينا إدارة مستحدثة لقضايا العمل والعمال والعودة الطوعية وهي تقوم على إيجاد الآليات التي تساند قضايا السودانيين بالخارج، عملنا آلية مشتركة في جهاز المغتربين ووزارات العمل والخارجية واتحاد العمال واتحاد المحامين وبها كل الجهات ذات الصلة لتقديم العون القانوني لقضايا السودانيين التي تحتاج إلى دعم وأحياناً يكلف جهاز المغتربين جهات قانونية في الخارج للدفاع عن السودانيين بالخارج بتحريكها بالتعاون مع السلطات العدلية المحلية بدول المهجر.