حفاوة بالغة وفيض من الثناء والامتنان العميق لدولة الكويت الشقيقة، كانت هي القاسم المشترك للمتحدثين في حفل توقيع عقودات المقاولين والاستشاريين لمشروعات طرق شرق السودان بالتعاون مع وزارة الطرق والجسور، بالاضافة لتوقيع عقد الاستشاري لمشروعات منحة الصندوق العربي للمياه الذي جرى أمس برعاية وتشريف من النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، وأم الحفل لفيف من الوزراء وواليا القضارف والبحر الأحمر. وفي كلمته أوضح المدير التنفيذي لصندوق إعمار الشرق الوزير ابو عبيدة محمد دج، أن مشروعات الطرق والمياه من نتائج المؤتمر الدولي للمانحين لشرق السودان عام 2010م الذي استضافته الكويت، مشيراً إلى أن تكلفة عقود الطرق التي جرى توقيعها تبلغ «200» مليون دولار، أما تكلفة المياه فقد بلغت «10» ملايين دولار منحة من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، لتوفير «4» محطات تحلية للمياه بولاية البحر الاحمر، و«3» سدود حجرية و«5» محطات ترشيح وتعقيم بولاية القضارف، و«19» بئراً جوفية و«15» محطة ترشيح وتعقيم بولاية كسلا. أما مشروعات الطرق فهي «قرورة وطوكر» بالبحر الاحمر و«القضارف، أم خير وسمسم» بالقضارفو«كسلا تلكوك ومامان كسلا» بولاية كسلا، فضلاً عن ثلاثة «كباري» على خور القاش وخور بركة ونهر عطبرة. وتطرق لاهمية الطرق في النهوض بالزراعة والصناعة وتحفيز التواصل مع دول الجوار، وأثنى دج على الصندوق العربي لإيفائه بكل تعهداته التي قطعها في مؤتمر المانحين، وأشار لموافقة الصندوق الكويتي للتنمية على تقديم قرض بمبلغ «180» مليون دولار للعامين السابق والحالي لمشروع كهرباء الشرق البالغة تكلفته «191» مليون دولار، ونوه برصد «50» مليون دولار لتأهيل مشروع حلفا الزراعي. وبدوره أكد المسؤول عن متابعة إنفاذ اتفاق الشرق د. مصطفى عثمان إسماعيل، أكد استتباب الأمن بالشرق. وبالإشارة لمغادرته موقعه مستشاراً للرئيس قال: «نغادر ملف الشرق ونحن راضون كل الرضاء عما أنجز في الاتفاقية» وقال إن المتابعة لم تقتصر على التنفيذ فحسب، بل شملت معالجة الإشكالات التي تنشأ بين الولاة الثلاثة. وأنهى كلمته التي بدأها بشكر الكويت حكومةً وشعباً، والإشادة بجهود النائب الأول لرئيس الجمهورية التي لولاها لما وصلت انجازات ملف الشرق لهذا المستوى الماثل اليوم. وزير الطرق أحمد نهار أوضح الأهمية الاقتصادية للطرق الثلاثة، إذ يخدم طريق طوكر الجزء الجنوبي الشرقي للولاية وينشط الحركة التجارية، أما طريق القضارف فيمر بأغنى منطقة في العالم لزراعة الذرة الابيض والسمسم. واستهل مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد حديثه بالثناء على أمير الكويت وحكومته وشعبه، موضحاً المشروعات التنموية التي شهدها الشرق من مخرجات مؤتمر المانحين بالكويت، وأشار إلى أن الصندوق العربي جسد معاني التكامل العربي الاقتصادي، وتحدث عن أهمية الطرق في مجالات التنمية، وتطرق لأزمة المياه التي يعانيها الشرق. وبعد أن تم التوقيع على المشروعات أرسل النائب الأول أحاديثه في اتجاهات السياسة والاقتصاد، موضحاً أن تلك المشروعات دليل على مصداقية الدولة في إنفاذ اتفاق الشرق لمصلحة إنسان الشرق وتقدمه، مثمنا الدور الكبير لدولة الكويت التي طوقت الأعناق بجميل صنيعها تجاه الشرق، ولم ينس أن يمر على ذكرى الإنقاذ بقوله إن مسيرتها بالرغم من الكيد والمكر ماضية، لأنها جاءت لرفعة إنسان هذه البلاد. وقال إن اتفاق الشرق يعتبر مثالاً في التنفيذ على مستوى الإقليم، وقدم طه لوماً مبطنا للإعلام بقوله لو أن أهل الإعلام والمراقبين أنصفوا وقضوا بالحق فإن ما يجري في الشرق من نهضة ومشروعات يمثل ملحمة وطنية تستحق الاهتمام. وأكد أنه مهما سعى الآخرون لتشويه صورة البلاد فإن أياديهم لن تحجب نور الشمس. وقال إن السودان سيبرز وجهه المشرق بمثل مشروعات الشرق التي تتلاقى مع تعلية خزان الروصيرص وسدي عطبرة وستيت، وتتجاوب معها مشروعات التمويل الأصغر، ومنها إدخال «150» ألف مزارع ضمن منظومتها بالتعاون مع شبكة المصارف السودانية وبنك السودان. ولما كان د. مصطفى قد أشار لمغادرته ملف الشرق، فقد جاء التكليف من طه على الأثير، بأن تكليفه بأمر الشرق باقٍ ولا علاقة له بمغادرته منصبه بصفته مستشاراً.