كانت إحدى سيدات الأسر الكبيرة تشكو مرضاً لازمها سنوات دون أن تبرأ منه رغم ترددها على عدد من الأطباء. وكانت تتردد على الأسرة امرأة عجوز يعتقد الباشا رب الأسرة زوج المريضة أنها امرأة صالحة مستجابة الدعوات. اقترحت الشيخة على الباشا أن يسمح لها باستدعاء أحد المتصلين بملوك الجن ليتم على يديه شفاء زوجته المريضة. وزي ما بقولوا «صاحب الحاجة أرعن» وافق الباشا على رغبة الشيخة. وبالفعل جاءت الشيخة برجل قصير القامة مرسل اللحية يضع مسبحة طويلة في عنقه ويمسك بيمينه سيفاً خشبياً مطعماً بالصدف. شرح الشيخ للباشا دقائق الجسد البشري وأمراض الروح والنفس، ثم قال له إن شفاء زوجته لن يتم إلا على يد «قدريش»، وهو طبيب من الجن لا يستعصى عليه داء! ثم بدأ الشيخ يعمل بمساعدة الشيخة باستجابة تامة من الباشا على كل الخطوات المطلوبة من قبل الشيخ. وبعد أيام من العلاجات والطقوس العجيبة طلب الشيخ أن تغلق كل نوافذ الغرفة التي بها المريضة، وأن يبتعد الخدم والحشم وأن يلزم الجميع الهدوء، وتطفأ الأنوار قد حانت لحظة حضور «قدريش» ليتم الشفاء على يديه وعلى الجميع الهدوء.. ثم جاء الشيخ بموقد وأطلق بخوراً معطراً كثيفاً وكان الباشا يجلس على طرف السرير بالقرب من زوجته وتبدو عليهما الرهبة. وفجأة أطلق الشيخ صيحة للباشا بضرورة الانتباه بأن «قدريش» وصل. لكن الباشا وزوجته لم «يريا» شيئاً في الغرفة المظلمة بعدها صوب الشيخ بطاريته فإذا ضفدعة صفراء صغيرة تتحرك وسط الغرفة!! قال الشيخ إنها الدكتور قدريش ثم توارى بعدها من الغرفة في الظلام واختفى. أفاق الباشا بعدها لنفسه وبدا يساوره الشك في أن ذلك كله نصب واحتيال فاستدعى كل الخدم والعاملين بالقصر وحينما أضيئت الأنوار اتضح له أن مجموعة ثمينة من الجواهر والعقود الذهبية قد اختفت!!. تم فتح بلاغ ضد الشيخ والشيخة وفشلت الشرطة في العثور عليهما لكن الشيء الوحيد الذي نجحوا فيه فتح بلاغ ضد الدكتور «قدريش» الضفدعة.. فوضعت المسكينة في السجن مكبلة بالحديد!!.