يشتكي المغتربون من تأخر وصول أرانيك التقديم للجامعات لأبنائهم الذين جلسوا لامتحان الشهادة السودانية هذا العام رغم أن التقديم في السودان بدأ منذ أكثر من أسبوعين. ولا أعلم لماذا المغتربون دائمًا يأتون في ذيل اهتمامات الدولة رغم أنها تعتمد عليهم في دعم خزينتها وإعادة التوازن لميزانيتها المترنحة فهم صاروا كالبقرة الحلوب تأخذ من ثديها لبنًا طيبًا ولكن لا تنظر إلى مشكلاتهم ولا تعالج قضاياهم ولا تهتم بهم ولا أعرف ما هو السبب غير أنه سوء تقدير للمواقف وسوء فهم من قبل القائمين بحل قضايا المغتربين باعتبار النظرة الضيقة لهذه القضايا وأن المغتربين قادرين على حل قضاياهم؛ لأنهم يمتلكون المال لذلك لا تأبه الحكومة لهم كثيراً. والحديث يدور جهرًا بين المغتربين الآن حول سبب تأخير أرانيك القبول للجامعات بأن الوزارة تمارس هذه العملية غير الحميدة عن قصد لإجبار المغتربين ودفعهم للتقديم للقبول الخاص حتى تمتلئ خزينتها من بقرتها الحلوب وهي لا تعلم أن هذه البقرة قد جف ضرعها بسبب سياسات الحكومة الهزيلة التي أفقرت الأهل فصار المغترب لهم ملجأً وملاذًا رغم سوء الحال وفقر الحال لتأتي الحكومة التي دائمًا عليها بعيدة عن متابعة الواقع ولمس الحقيقة لتزيد الطين بلة وتفاقم الآلام. للأسف أن الحكومة ما زالت تعيش بعقلية أن المغترب ضرع درّار وأنه رافد مهم يغذيها بالمال دون أن تضع لمشكلاته أي اعتبار.. أو تقف على حقيقة واقع مغترب اليوم الذي صار همه العيش الكريم له ولأسرته دون النظر كثيرًا للمستقبل الذي أصبح الواقع لا يشجع على التفكير فيه كثيرًا لقصر ذات اليد وظروف المعيشة الصعبة التي تعيشها البلاد الخليجية التي انعكست سلبًا على المغترب فأصبح يبحث عن عمل يكفيه هو وأسرته. ولا شك أن أغلى ما يمتلك الإنسان أبناءه فإذا الدولة حاربتك فيهم ستكفر بها ولن تلتفت إليها وهذا ما تفعله الحكومة الآن فهي تحارب المغترب في أغلى ما عنده رغم أنه قدم لها الكثير بشهادة الرئيس البشير نفسه ولكن يبدو أن جيب الحكومة لا يمتلئ أو يسكنه شيطان فهي «24» ساعة تفكر في نفسها ولا تفكر في الآخرين. إن النداء موجه من أولياء أمور الطلاب المغتربين يناشدون الحكومة ووزارة التربية والتعليم أن يلتفتوا إلى قضيتهم هذه ويسارعوا بإرسال أرانيك التقديم للجامعات حتى لا يضطر المغتربون إلى تعليم أبنائهم في الخارج بدلاً من السودان، وقد قال معظمهم إنهم لن يقدموا في التعليم الخاص؛ لأن التعليم في الخارج سواء الهند أو غيرها أقل تكلفة من التعليم الخاص الحكومي وبذلك تكون الحكومة قد خسرت كثيرًا خسرت «مواقف ودعم هؤلاء المغتربين لها وخسرت المال الذي تلهث خلفه».