التعليم أصبح من ضروريات الحياة لقوله تعالى ( إنما يتق الله من عباده العلماء ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العلماء ورثة الأنبياء ) و( خذوا العلم ولو في الصين ) أو كما قال ، لذلك صار العلم واجب مقدس وأصبح جزء لا يتجزأ من هموم الأمة المسلمة ، حيث كان الصحابة والتابعين وتابعي التابعين يقضون جل حياتهم حلا وترحالا طلبا للعلم ، يركبون دوابهم ومشيا على الأقدام من مصر والبصرة والكوفة وغيرها من البلاد يجوبون أرجاء الدنيا وإلى المدينة أمثال الأئمة العظام الشافعي وأبو حنيفة وغيرهم من جهابذة العلم ليأخذوه من التابعين وتابعي التابعين ، فلا تعجب كثيرا أيها القارئ لذلك الشاعر الذي قال : العلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف. قسمة ضيزى : وباعتبار أن المغتربين جزء لا يتجزأ من مواطني الداخل وأقرب مثال لذلك خطاب الرئيس البشير الأخير بخصوص قلة موارد الدولة والحياة الصعبة التي تمر بها البلاد والعباد هذه الأيام المكفهرة ، فقد ركز على المغتربين كشريحة وطنية هامة لا يستغنى عنها ولا يستهان بها ( البقرة الحلوب ) المدرارة . فإن السياسات التي استحدثتها وزارة التعليم العالي ممثلة في لجان القبول الجامعي والتي ظلت في كل عام جامعي تبتدع من الشروط والإجراءات التي من شأنها عدم قبول أبناء المغتربين ( البقرة الحلوب التي لها خوار ) لم لا ودولتنا البهية وبرغم ما يحمد لها من توسيع مواعين التعليم العالي بافتتاح الجامعات والكليات الحكومية المتعددة التي تتعدى الثلاثون ، لا ينظرون إلى أبناء المغتربين ولا إلى الشهادة العربية بعين الرضا ، والهدف واضح هو أن يقبل أبناء المغتربين عبر التعليم الخاص حتى ولو في الجامعات الحكومية التي تعتمد على ذلك في تسير وتشغيل وتصريف مهامها من رواتب للأساتذة وخلافه والذي منه ، فمثلا نجد جامعات حكومية وطنية عريقة مثل جامعة الخرطوم وجامعة السودان ، بأن بها قبول 50% من طلاب الداخل و50% من الطلاب المهمشين أبناء المغتربين ( بشئ وشويات ) فحدث ولا حرج ؟! أحشفا وسوء كيل : يقول ( تليس ) فمثلا وزارة التعليم العالي ممثلة في لجان القبول قيمت الشهادة العربية ب 60% بدلا عن 100% لتبقى نسبة 40% تقسم إلى 15% قدرات و25% تحصيل حتى تكتمل النسبة 100% المطلوبة ، مما يجعل أسرة المغترب تسهر مع أبنها كل ليالي العام ليخرج أبنها من امتحان إلى امتحان يشتهون فيه طعم النوم ، والأدهى وأمر إذا قدر لهذا الطالب الحصول على 95% من الشهادة العربية يعتبر من طلاب التميز في المملكة ، لتأتى لجان قبول وزارة التعليم العالي تقيمه وحسب تقديرهم للشهادة العربية التي قدروها تقديرا ب 60% لتصير النتيجة 57 درجة وإذا قدر له الحصول في امتحان القدرات على85% من قيمة 15 وحسب ما تراه اللجان تساوى 12,75 درجة ، وإذا قدر له الحصول على 75% في التحصيل من قيمة التحصيل ال25 تساوى 18,75 درجة ، فإذا جمعنا كل ما تحصل عليه الطالب من نسب يكون الناتج الكلى 88,50 درجة فقط وبرغم أن الطالب يمتحن من مؤسستين مختلفتين ، وبعد أن يحصل الطالب أبن المغترب الذي حصل على درجة التميز في المملكة بنسبة 95% وبكل ذلك المجهود وكل تلك المثابرة تأتى لجان التعليم العالي لتخصم منه خمسة درجات إضافية من دون مبرر ليصير كل ما تحصل عليه الطالب وبعد ثلاث امتحانات تنافسية مفصلية فقط 83,50 درجة حتى يخرج من المنافسة ، ليهيئ نفسه للتعليم الخاص ، وفى هذا أنظر كيف يضربون لك الأمثال تبريرا ، وأبناء المغتربين لا حول لهم ولا قوة من هذا الضيم والقهر والإحباط ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تستقطع 5 درجات بعد تقييم الشهادة العربية ب 60% بدلا عن 100%؟! فهل ياترى ضمانا لاستمرارية هذه المؤسسات التعليمية الخاصة ( حكمة والله وحكاية ). وفى هذه يعتقد ( تليس ) فإذا كانت كل الدعاوى من الشعب السوداني لم تصب هذه الحكومة بسوء وكما معلوم بأن دعوة المؤمن الصادق مستجابة يقول ( تليس ) لولا التقى أنه يرى أن أقرب دعوى صادقة من مظلوم وسوف يستجاب لها بإذن الله وربما والله أعلم تعجل برحيل الإنقاذ هي دعوة ( البقرة الحلوب ) وأبنائها المظاليم ( اتقوا الله يا ناس يجد لكم مخرجا ). adam h [[email protected]]