تقول الطرفة إن أحدهم تقدم إلى أهل فتاة لخطبتها على سنة الله ورسوله... ولكن الجماعة كانوا له كارهين... وقد حاولوا أن يضعوا أمامه كل «العتاريس» و«المتاريس» ولكنه كان «عكليتة» وكان «لايووق» و«مقاوم» مقاومة شديدة وقد استبسل في الأمر بطريقة غير معهودة حيرت أهل الفتاة.. ومن ذلك أنهم عندما تقدم لهم لم يستطيعوا أن يفصحوا عن الأسباب الداعية لرفضه ولكنهم رأوا أن يجعلوا الأمر صعباً إن لم يكن مستحيلاً.. وقالوا له إن «البت» قالت «دايرة» عمارة عشرة طوابق... فرد عليهم بقوله «نجيبو» وذهب ليرجع لهم بعد ثلاثة أيام وفي يده شهادة بحث باسم العروس ومجددة للأسبوع الجاري بغرض التأكد... وأهل العروس قالوا له إن بنتهم تقول إنها تطلب لاندكروزر من نوع ليكزس «زي بتاع الشريف مبسوط مني»... والرجل خرج لا يلوي على شئ بعد أن قال لهم نجيبو وعاد بعد ساعتين وهو يقود سيارة «همر» جديدة لنج و«كرت كرتونة» ومكتوب عليها «شطة بس» وثمنها أكثر من نصف مليار جنيه ومن نفس موديل الهمر «بتاع الشريف المبسوط مني»... وأهل العروس بعد استلام شهادة البحث والرخصة والتأمين بتاع الهمر قالوا للرجل إن بنتهم تريد حساباً في البنك فقال لهم «نعملو» ثم رجع بعد ساعة وهو يحمل أوراقاً تشير إلى رصيد حساب الاستثمار والحساب الجاري وحساب الصراف الآلى باسم البنت العروس... وأهل العروس كلما فكروا في تصعيب الأمر على الرجل وجد طريقة لحل المشكلة حتى إنهم طلبا منه أشياء أخرى كثيرة واستطاع أن يفاجئهم بإمكاناته الهائلة في مقابل طلباتهم الصعبة جداً. طيب يا جماعة جاء في صحف الأمس كلها تقريباً وفي صحيفتنا هذه أن المؤتمر الوطني قد حذر من وجود خلايا نائمة يمكن أن تُستغل في تنفيذ اغتيالات بحق القيادات السياسية والوطنية بالبلاد... وهنا يبرز السؤال «الساذج».. ولماذا لم يتم «تصحية» وإيقاظ الخلايا النائمة ولماذا يتم تركها نائمة ولماذا لا «نصحُّوها» ولماذا لا «تقطعوا» دابرها ولماذا لا «تكنسوها» ولماذا «تتركوها» حتى تصبح قنابل موقوتة تعيث الخراب والدمار... ولماذا نعلن عن بعض الأحداث مثلما حدث في الحاج يوسف من أمر الخلية النائمة التي يقودها الذين تدربوا في أمريكا... ولا «تمشطو» المنطقة ولماذا لا«نفتشو» الجحور والمباني والحفر والخيران «لنكشفو» المستور... لماذا لا نكون مستعدين مثلنا ومثل ذلك الزول العريس العكليتة واللايووق الذي كلما طُلب منه شيء فعل أكثر من المطلوب.. وإذا كان جنوب كردفان في الأسبوع الماضي مسرحاً لمقتل بلندية ودكتور فيصل وبقية الشهداء فلا يجب أن نتهاون حتى نفاجأ بأن الاغتيالات تحدث في الخرطوم وودمدني وعطبرة والأبيض ونيالا والقضارف وبورتسودان وكسلا وعندها يكون الرماد كال حماد.. ويكون باطن الأرض خيرًا من ظاهرها. كسرة: ماذا تم في موضوع ترحيل الجنوبيين الذين مازالوا يتحاومون في العاصمة والولايات ويحتفلون بالعيد الثاني لدولتهم علماً بأن أربعة ملايين جنوبي يحتاجون على الأقل ليسكنوا في أربعمائة ألف منزل بمعدل عشرة في واحد ويستهلكون أربعة وعشرين مليون رغيفة يومياً ومليون رطل لبن يومياً وعشرة آلاف جوال فول يومياً واثنين مليون رطل زيت سمسم يومياً ويشغلون مليون مقعد في المواصلات يومياً ويستهلكون مليون متر كهرباء يومياً وثمانية ملايين جالون من المياه يومياً ويمثلون أربعة ملايين خلية نائمة أو أربعة ملايين خلية قايمة قابلة للانفجار يومياً برضو؟!!!