اجتمع زعماء ندوة المعارضة في دار حزب الأمة يوم الأربعاء الماضي وكان على رأس الزعماء مريم الصادق وهالة عبدالحليم ورباح الصادق وآخرون، وحسب الإعلان والزيطة والزمبليطة التي سبقت الندوة فقد توقعنا أن يحدث الأمر فرقعة كبيرة مثلما أحدثتها الأحزاب على أيام صراع بني قينقاع والكفار مع المسلمين أو على الأقل دوياً مثلما تركته قضية صراع الأوس والخزرج وداحس مع الغبراء أو «بني شنكبة» مع بني «الأشتر» ويسندنا في هذه التوقعات الفرقعات الإعلامية التي سبقت إعلان الدعوة لعقد المؤتمر خاصة محاولة حشد الناس في ما سموه جمعة لحس الكوع والتي «طرشقت» ولم يحضر أحد غير «أهل الوجعة» من آل المسجدين.. ثم إن الاجتهاد والتماهي والمناصرة التي أبدتها قناة «الحلبية» وهي تنبش مثل «الكربة» في نفايات الأخبار المتعفنة لتجد شيئاً يتماشى مع إعدادها المسبق لأخبار الربيع العربي في بلاد السودان ولم تسلم حتى قناة «الحقيرة» والتي حفرت بأيديها وأرجلها فلم تجد من يعضد ربورتاجها الذي أعدته سلفاً لسقوط النظام في الخرطوم.. واجتماع ندوة الأحزاب يوم «أربعاء فرعون» كان مخصصًا «لقراءة السيدة مريم الصادق بينما كان الحضور المتواضع ما بين نائم ومتثائب فلم يفيقوا إلا بعد إعلان الموقعين على وثيقة البديل والاستاذة هالة حق رئيسة الحزب الذي يقول إنه «ما شيوعي» قرأت خطبتها من ورقة وبدت للنائمين والمتثائبين أقرب إلى أئمة مساجد القرى الذين يقرأون من الكتب الصفراء ولا ينسون أن يسألوا الله للسلطان عبد الحميد خليفة المسلمين بطول العمر وزيادة المال والولد.. ومن أهم وأطرف ما جاء في المؤتمر بتاع أحزاب «البديل» أن السيدة مريم أعلنت عن برقيات تأييد قالت إنها جاءتهم من بعض المنظمات والجهات والهيئات الفاعلة في المجتمع المدني السوداني وكان على رأس البرقيات واحدة قالت إنها جاءت من حركة اسمها «حركة أختونا الشبابية» واختونا كلمة معناها أمشوا وأذهبوا وروحوا وفسحونا وهووونا وانكشحوا.. وهي كلمة سوقية جداً لا تستعمل في فصيح الكلام المؤدب. وربما أن الأحزاب بتاعة البديل تعقد مؤتمراً آخر لتأتيها برقيات تأييد ومن حركات أخرى منها «حركة البهجة» و«حركة أولاد الذين» وحركة «أدّلعوي الشعبية» وحركة «أنانيا ون وتو» و«حركة قرنق» و«الحركة الشعبية» و«حركة السي آي إيه» وحركة «الإف بي آي» وحركة «الكي جي بي» وحركة بنيتي حسابك» وحركة «حضرنا ولم نجدكم» وحركة «لحس الكوع والكتاحة» وحركة «الفلول وأكل الفول» وحركة «الهلالي الضلالي» وحركة «بنطلون لبنى» وحركة «حواء بنزين» وحركة «نفيسة شطة» وحركة «الضحك شرطنا» وحركة «ناس عاشة الطاشة» وهلم جرا من الحركات. ومن الطبيعي أن تتصور أن الطرف المقابل وهو المؤتمر الوطني ربما يقوم بعمل شيء مضاد وأن اجتماعه قد يقرأ بيانه شخص يدعى «حماد أب سدر» وربما يقول إنه جاءتهم بيانات تأييد من «حركة في حماك ربنا» وحركة «أو ترق منا الدماء» وحركة «أو ترق منهم دماء» وحركة «أو ترق كل الدماء» وحركة «اكسح امسح اكتح» وحركة «جيبومكوي» و«جيبو مشوي».. وأهي على كل حال كلها «حركات» وكل زول تعجبو حركتو «الداسيها» واللي يشوف حركة غيرو تهون عليهو حركتو.. ويقال إنه مع كل ذلك فإن الحكومة لم تهتم بمراقبة اجتماع الجماعة واعتبرت أن الأمر ناموسة في أضان فيل. كسرة: نتساءل عن الإجراءات التي تمت فيما يتعلق بترحيل الجنوبيين الذين لايزالون يتحاومون في السودان مع أن دولتهم تدخل عامها الثاني.. وبهذه المناسبة فإن أربعة ملايين جنوبي يحتاجون يومياً إلى اثنين مليون رطل سكر وعشرة آلاف جوال فول وأربعة وعشرين مليون رغيفة وحتى لو أكلوا «موية فول» فهم يحتاجون إلى اثنين ألف طن موية فول ومائة وخمسين ألف رطل زيت سمسم يومياً هذا غير الجبنة والطعمية.. علماً بأنهم يمثلون خلايا نائمة أو قائمة وقنابل يمكن أن تنفجر في أي لحظة.. ونريد أن نعرف متى سيرحل آخر جنوبي عن بلادنا..