إثر استغاثة من بعض العاملين بالمنطقة الصناعية الجديدة «الحرفيين»، اتجهنا فى نهار شمسه حارقة إلى هناك، وعندما وصلنا بعد معاناة شديدة استقبلتنا الاوساخ والنفايات المتراكمة والروائح الكريهة فى بداية المنطقة، وحين قمنا بجولة ميدانية بالداخل راعنا الاهمال المفرط الذى تنأى به المنطقة، مما لا يعفى اى مسؤول من المحاسبة دون اللجوء للقانون، فالمكان لا يصلح لبقاء الانسان فيه ولا الحيوان، فالبيئة الصحية غير صالحة لبقاء الاثنين، وعند وصولنا للمسجد دهشنا للعدد الكبير من الاشخاص المستلقين على الارض والنائمين، مع العلم ان المسجد تحيط به الأوساخ المتراكمة من كل النواحي، ولكن كما يقولون: «المعايش جبارة». ٭ قمة الإهمال: هاشم عبد السلام صاحب ورشة بالمنطقة الصناعية، أوضح لنا ان المنطقة الصناعية الجديدة «الحرفيين» هى منطقة قائمة بذاتها كوحدة فنية لديها خمسة شوارع عرضية ومثلها طولية، حيث وتقع فى الجزء الغربى من المنطقة الصناعية او نهايتها، وهناك شارع يفصل بينها وبين المصانع يقدر بمقدار اربعين مترا، وتسبب ذاك الشارع فى غرق المنطقة بأكملها، لانه يجلب المياه التى تأتى من ام بدات، وهذا بحكم الوضع الهندسى الذى تم تخطيطه عليه. وتلك المياه تتفرق على الشوارع الأربعة الرئيسية المقابلة للمنطقة الصناعية، وتواجهها مشكلة كبيرة فى التصريف، فليست هنالك قنوات أو مجارٍ لتصريف المياه، اضافة لذلك فالشارع الرئيسى مرتفع عن الشوارع الفرعية، مع العلم بأن تلك الشوارع تحتاج لردمية لكى تصبح جميعها فى مستوى واحد، والغريب فى الامر انها تستخدم لقضاء الحاجة، والعجيب فى الامر ان المسؤولين يعلمون جيدا ما يدور فى تلك المنطقة، ولكن لا احد يخطو خطوة واحدة لمعالجة الاوضاع وحل الاشكاليات التى تواجه العاملين بالمنطقة، وكل ذلك تسبب فى تشريد العاملين بالمنطقة من عملهم، لأن تلك المياه حين تصل المنطقة الصناعية تأتى برواح كريهة، ويرجع ذلك لمخلفات الانسان والحيوان، بجانب المخلفات الاخرى من زيوت وشحوم وغيرها التى تقوم بجذب الاوساخ والذباب، مع العلم بأن المنطقة الصناعية «الحرفيين» تخلو تماما من المراحيض، بجانب السكن العشوائي الذى يشكل خطرا كبيرا على المنطقة، إضافة الى ان تلك المياه تبقى فى تلك المنطقة لفترات طويلة، وطوال تلك الفترة يقف العاملون عن عملهم، فمنطقة الحرفيين مهملة من قبل المسؤولين بالمنطقة، وعلى رأسهم المعتمد واتحاد الحرفيين بالمنطقة الذي يقف متفرجا ولا يحرك ساكنا كأنه لم ينشأ لمعالجة تلك الاشكالات. أخذ بلا عطاء: وقال عبد الرحمن محمد الحسن الذي يعمل هناك منذ فترة طويلة، انهم طرقوا أبواباً كثيرة لمعالجة تلك الاوضاع، ولكن كانت المعالجة وقتية، وفى كل مرة كانت الجهات المسؤولة تعمل على فتح مجرى للتصريف، ولكن هذه المرة فتحت المجارى باهمال من قبل المسؤولين، وقد أصبحت المنطقة مليئة بالمياه لمدة 18 يوما، الى ان جفت وعاود العاملون عملهم، إضافة للمصانع التى استغلت الوضع السيئ، فأصبحت تقوم بتفريغ التناكر وزادت الطين بلة، وهذا بالطبع يؤثر فى صحة البيئة، ويرجع ذلك لعدم وجود إنارة بالمنطقة، اضافة لذلك السرقات والجرائم التى تحدث ليلاً والشرطة فى غياب تام، اضافة لذلك فالمنطقة تفتقد لقسم شرطة يقوم بمراقبة المنطقة والأحداث التى تدور بها، ومع كل ذلك فالعاملون بالمنطقة الصناعية يقومون بدفع رسوم نفايات قدرها 31 جنيهاً شهريا، بالاضافة للعوائد والرخص التى تؤخذ منهم، ومع كل ذلك فالخدمات متردية والنفايات تكسو المنطقة بأكملها، اضافة لذلك سوء البيئة الصحية، وهذا يعنى أن الدولة ممثلة في المحلية تأخذ ولا تعطى مقابلاً يتمثل فى شكل خدمات للمنطقة، وقد كانت هنالك حلول كثيرة، الا انه ليست هناك اذن صاغية ولا امانة تحث على التنفيذ كعادة معظم المسؤولين والاهمال الذى يتعاملون به مع المواطن، فمن الحلول التى طرحت وكانت تحتاج لتنفيذ عمل كوبرى للمنطقة، وهناك شارع واحد فقط يؤدي للكوبرى، وكان ذلك منذ عهد الجميعابى، الا انه لم يتم التنفيذ، والى الآن المنطقة الصناعية الجديدة «الحرفيين» تعانى الكثير، اضافة لذلك فقد قام معتمد كررى قبل ثلاثة اشهر بزيارة للمنطقة الصناعية «الحرفيين»، ولكن يبدو أن المنطقة لم تستفد منها بأى شكل من الاشكال، بحسب قول العاملين بالمنطقة الصناعية «الحرفيين». المساحة أعلاه بمثابة مناشدة لمن يهمهم الأمر لزيارة المنطقة الصناعية الجديدة «الحرفيين» فليس من رأى كمن سمع.