إلى حد كبير ظل مالك عقار مهيمناً على مقاليد الأمور بالنيل الأزرق بعد أن تقلّد منصب الوالي لفترتين، الأولى بالتعيين والثانية بالانتخاب الذي جرى تحت شعار «النجمة أو الهجمة»!! .. وظل الرجل محور اهتمام طغى على من حوله من رجال، ربما تأسياً بقائده الراحل جون قرنق الذي كان يحمل الحركة في حقيبته ويمكن التوصل لتلك النتيجة بمطالعة كتاب د. لام أكول الذي روى فيه تاريخ الحركة.. مالك يحاول حتى في طريقة حديثه ممارسة تقليد أعمى لقرنق حتى في إحياء روح الدعابة في أصعب المواقف.. ولكن مع ذلك هناك زمرة من الرجال حول عقار يثق فيهم ثقة لا نستطيع أن نقول مطلقة نسبة لتاريخ الحركة في التصفيات وحياكة المؤامرات حسبما ورد في كتاب أكول المذكور أعلاه.. ويأتي على رأس الثلة المقربة من مالك.. منافس عقار علي بندر أسيسي الذي كان يشغل منصب وزير مجلس الوزراء لحكومة عقار ونائب الوالي ورغم خلفية الرجل الإسلامية حيث كان قائدًا للدفاع الشعبي بالنيل الأزرق إلا أنه تمرّد على الإنقاذ واختار الانضمام لمالك، ويعتبر الشخصية الوحيدة التي من الممكن أن تنافس مالك في الولاية حيث ظل مرتبطاً بقواته وكثيرًا مايزورها بحسب تقارير صحفية، وينحدر من قبيلة البرون فرع الشيمي.. وقد أشيع مؤخرًا أنه اغتيل وحرسه الخاص في أعقاب رفضه إشعال الحرب، حال اغتيل بندر فالحركة تكون فقدت أهم عناصرها القتالية. المتشدد زايد يأتي بعده زايد عيسى زايد أقدم وزراء الحركة حيث ظل وزيرًا للزراعة منذ اتفاقية نيفاشا في العام 2005 وقد انضم للحركة منذ وقت مبكر وكان قبلها أستاذًا بمرحلة الأساس بمنطقة الكيلي بمحلية الكرمك مسقط رأسه وكان نائباً للوالي عندما تولى الوطني منصب الوالي «عبد الرحمن أبو مدين» ورئيساً للحركة بالولاية وبعد مجىء مالك للدمازين أصبح نائباً له ويعتبر زايد من الشخصيات المتشددة والداعية للحكم الذاتي ويشاع بأن خلفيته يسارية.. يونس.. استعداد للحرب ومن المقربين من مالك، اللواء محمد يونس وهو رفيقه منذ التمرد من أبناء مدينة الروصيرص ينحدر من قبيلة الهمج وظل معتمدًا لمحلية الروصيرص منذ 2005 وحتى الانتخابات الأخيرة ولم تشهد المحلية طيلة عهدة أي تطور يذكر ثم عيِّن معتمدًا لشؤون الرئاسة العام الماضي وقبل نحو ثلاثة أشهر أعفي من منصبه ورقي لرتبة اللواء ودفع به عقار قائدًا للجيش الشعبي في الكرمك ولعل ذلك التغيير لم يأت اعتباطاً، إذ يتمتع يونس بعلاقات قوية داخل الجيش الشعبي وقد يفسر توليه القيادة بما جرى مؤخرًا في الولاية. مون.. صاحب فضل على عقار وهناك عالم مون مستشار مالك لشؤون الإدارة الأهلية، من الأنقسنا وكان عضوًا بالمؤتمر الوطني انضم للحركة عقب نيفاشا وظل مستشارًا لمالك منذ تقلَّد الأخير منصب الوالي قبل وبعد الانتخابات وهو عمدة بمنطقة فادمية بمحلية باو تلك المحلية التي أجلست مالك في كرسي الوالي.. مون كثيرًا ما دخل في خلافات مع الأجهزة الأمنية والشرطية في خلافات وسبق أن اتهم باغتيال ضابط أمن في العام 2005 وأودع السجن وتم إطلاق سراحه عقب مجيء مالك للدمازين من الخرطوم التي كان يشغل في الحكومة الاتحادية منصب وزير الاستثمار. بكري.. سارق أفكار الوطني على الرغم من أنه لم يتطلّع لأكثر من منصب المدير العام لوزارة الشباب والرياضة في حكومة عقار الأخيرة إلا أن ابن مدينة الكرمك بكري عبد الباسط قد تحقق فوز عقار بمنصب الوالي على يديه خاصة كسب أصوات محليتي باو والكرمك، فقد كان رئيس غرفة انتخابات الحركة وربما يكون الوحيد من بين المذكورين نال حظه من التعليم الجامعي إذ تخرّج في جامعة أم درمان الإسلامية وهو من كوادر الحركة الإسلامية والوطني في الفترة السابقة، إذ كان أميناً لقطاع طلاب الوطني بالنيل الأزرق وشقّ عصا الطاعة عندما رفض تكليفاً بالانتقال لجنوب كردفان لتولي شؤون طلاب الوطني ومن المفارقات أن بكري كان أميرًا للمجاهدين بالجامعة وكان مسؤولاً عن استنفار شباب النيل الأزرق للجهاد، وتربطه علاقة قوية بأمير المجاهدين والي الجزيرة الزبير بشير طه وسبق لبكري أن شارك في العمليات في النيل الأزرق والجنوب في مواجهة الجيش الشعبي.. وعيِّن سكرتيرًا للحركة ورئيساً للمكتب السياسي لها بالولاية، ويتردد أن بكري أذهل قيادات الحركة في الانتخابات بفكره التنظيمي العالي وترتيبه لصفوف الحركة ويقال إن بعض قيادات الحركة متوسطة التعليم كانت تقول وبفخر «دا ما ولد المؤتمر الوطني ». بكري كان كثير التسفار إلى كمبالا وأديس، وزار كاودا. إدريس.. رافع لواء الحكم الذاتي اكتشف أهل النيل الأزرق أن معتمد شؤون الرئاسة في حكومة عقار ابن منطقة بكوري بمحلية السلام إدريس عبد الله الجاك الذي كان عضوا بتشريعي الولاية قبل اتفاقية نيفاشا أنه كان يعاون الحركة الشعبية سرّاً من الداخل حيث أعلن انضمامه للحركة فور قدومها للولاية وبقي بالتشريعي بعد العام 2005 ممثلاً للحركة وعيِّن عقب الانتخابات معتمدًا لشؤون الرئاسة، ويعدُّ من أبرز المتشددين الداعين للحكم الذاتي.