تعتبر زكاة المغتربين التي تُجمع نقداً بالعملة المحلية او الاجنبية مصدر رئيس للعملة الصعبة بالنسبة لديوان الزكاة هذا ما اكده الامين العام لديوان الزكاة علي محمد بديوي خلال تقديمه لورقة عمل بعنوان «زكاة المغتربين» وذلك خلال الورشة الاولى لمؤتمر اقتصاديات الهجرة المرتقب والتي نظمها مركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية والسكان بجهاز المغتربين، حيث اوضح الاستاذ بديوي ان زكاة المغتربين تدخل ضمن زكاة المال المُستفاد او الكسب وان وعاء زكاة المغتربين يشمل السودانيين العاملين بالخارج في كافة دول العالم ويختلفون حسب مصادر دخلهم كعاملين بالأجور او المرتبات او رجال الاعمال، وقال: ان مصادر زكاة المغتربين تتركز في دول الخليج وتأتي من العاملين بالمرتبات فقط، ونبه ان هنالك مغتربين لهم شركات واعمال خاصة لا تُضاف في الزكاة مما يقلل من نسبتها السنوية، واكد بديوي انهم لا يستطيعون تحصيل الزكاة من المغتربين في كل دول العالم لغياب المعلومات عنهم مشيراً الى ان هؤلاء المغتربين في الدول الاوروبية اكثر ثراءً من دول الخليج مما يجعل الفاقد اكبر، وطالب وزارة الداخلية وجهاز المغتربين وديوان الزكاة باجراء مسح واسع للسودانيين المغتربين في الخارج، وقال ان الحد الأدنى لحساب زكاة المغتربين 3.683 ريال سعودي او ما يعادلها مع الإبقاء على نسب الحوائج الأصلية التي تقدر ب «70%» من الراتب الشهري وان حساب نصاب الزكاة يعتمد على ثلاث ركائز تتمثل في الدخل الشخصي من الراتب وجميع البدلات والحوافز ويطرح من اجمالي الدخل الحوائج الاصلية ثم النصاب الشرعي، واضاف ان زكاة المغتربين تُوظف في الصرف على اصحاب المصلحة من المغتربين وتتمثل في تفويض لجان الزكاة بالسفارات بصرف «30%» من حصيلة الزكاة لمعالجة قضايا المغتربين والمساهمة في دفع الغرامات لبعض الغارمين والمعسرين او نزلاء السجون وفي حل ضائقة المغتربين من اصحاب الحاجة «والمنقطعين» عن اسرهم بترحيلهم الى السودان، اضافة للمساهمة في المعالجة الجماعية او الفردية لبعض المغتربين بعد عودتهم الى السودان في مجالات العلاج والتعليم والظروف المعيشية، وتساهم الزكاة ايضًا في العلاج بالداخل والخارج للأمراض المستعصية والمكلفة وفي توطين العلاج بالداخل وتوفير المعينات اللازمة ودعم المشروعات الإنتاجية. من جهته اكد د. خالد علي لورد نائب مدير مركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية والسكان بجهاز المغتربين ان الوضع الاقتصادي الحالي تصعب الزكاة فيه وقال ان وعاء حساب زكاة المغتربين لا يصطحب الأسرة الممتدة واكد ان المغتربين يساهمون مساهمة كبيرة في محاربة الفقر بالبلاد. وخلال الاستطلاع الذي اجرته صحيفة «الإنتباهة» وسط المغتربين في السعودية اجمعوا على ان الغالبية منهم العظماء فقراء ويحتاجون الى الزكاة و لكن يمكن اخذها من الاغنياء واشاروا الى انه ليس لها مقدار او نصاب وان شروطها منصوص عليها في الاسلام حَوَلان الحول ولكنهم اكدوا باستياء ان الزكاة لا تُطبق بنصاب بل تُحسب بمتوسط المرتب ويخرج نصاب الزكاة بربع العشر منه، واستنكروا عدم سؤال ديوان الزكاة لهم عن مقدار توفيرهم ومقدار ما يملكون ثم بعد ذلك تُخرج الزكاة..