هي مهنتي وأنا الذي أختار وأنا المعلم والمدى أفكار لو أنني خُيِّرت قبل ولادتي ما كنت غير معلم أختار هكذا دائمًا ما يتمثل المعلمون في كل أصقاع السودان وغيرها من البلدان بهذين البيتين وهما من قصيده المعلم التي تمجد عمل المعلم إضافة إلى أشعار لا تبعد كثيرًا في مضمونها عن ذلك المعنى وإن كان كثير من المراقبين يرون أن مهنة التدريس قد أفل نجمها بعد أن ضاعت هيبة المعلم عندما قذفت به الجهات الحكومية في بحر الحياة المتلاطم وهو يكابد شظف العيش دون أن يجد من الجهات ذات الصلة بارقة أمل في تحسين وضعه المعيشي وراتبه المهزوز. وإن كان قطار العام الدراسي بالولاية الشمالية قد انطلق في الثاني من يوليو الجاري فإن وزارة التربية بالولاية استبقت ذلك بعقد مؤتمر من أجل مناقشة قضايا عديدة يبقى من أهمها معالجة سلبيات العام الماضي ومناقشة التوصيات السابقة ومدى تحقيقها على أرض الواقع ووضع خطة محكمة لتنفيذ خطة العام الحالي، وإن كانت معظم التوصيات السابقة لم تجد حظها من التنفيذ فإن العامل المشترك في الأسباب يظل دومًا الإمكانات المالية تلك الإمكانات المالية التي تجد لها موطن قدم في برامج لا علاقة لها بتقدم الأمم والشعوب ولا علاقة لها بالتطور التقني والتدريب المهني بينما الأمر عندما يتعلق بقضايا التعليم ومشروعات الصحة تبرز الإمكانات المالية حجر عثرة في وطن تموج فيه المتناقضات كموج البحار لسفينة من غير ربان.. عدد من المعلمين من مديري المدارس بالشمالية والذين التقتهم «الإنتباهة» حول القضايا الملحة التي يجب أن تكون محل الاهتمام حتى تسير العملية التعليمية السير المراد لها يرون أن أهم ما يؤرق مضاجعهم بالمدارس هو إصحاح البيئة المدرسية بكل معانيها، وترى الأستاذة هدى عبد اللطيف مديرة مدرسة الغدار الثانوية للبنات أن الاهتمام بالبيئة المدرسية هو من القضايا الملحة التي يجب أن تجد الاهتمام لأنها من العوامل المساعدة على التهيئة النفسية للمعلم الذي أصبح «مشتتًا» بين عدة قضايا بينما تري الاستاذه ورده حسن عباس مديره مدرسه العفاف الثانوية أن المدارس يجب تكون بها موازنة من حيث اكتمال الشعب في كل المواد وتوفر الكتاب المدرسي بالاضافه إلي أهمية تهيئة البيئة المدرسية وهذا من ناحية عامه وليس هذا القصد منه مدارس بعينها بينما تري الاستاذه منيرة عبد المنطلب أن يتم وضع الأستاذ المناسب في المكان المناسب والموقع الذي يمكن أن يبدع فيه بدلا من أن يدفع به في مواقع ليس له الرغبة في العمل بها مشيره في ذلك إلي أن استقرار المعلم هو أساس الأداء الجيد من حيث توفير السكن المناسب خاصة بعد توفر التغذية بصوره منتظمة من وزاره التربية بالولاية ويري والي الشمالية بالإنابة مهند س عمر محمد نور أن المعلمين بالولاية الشمالية قلدوا الولاية أوسمه رفيعة وهي تحقق المركز الأول علي ولايات السودان في امتحانات شهادتي الأساس والثانوي للعام العاشر علي التوالي مشيرا في ذلك إلي (أن الصعود إلي الجبل أمر سهل بينما الأهم البقاء فيه) موضحا أن الهم الأساسي لحكومة الولاية سيكون هو استقرار العام الدراسي بينما قدم وزير التربية اعتذاره لوالي الشمالية عن تأخر البرنامج لحوالي عشره دقائق عن الوقت المحدد له في الوقت الذي حضر فيه مسؤلوا الحكومة بينما تأخر فيه المؤتمرون منوها إلي أن ذلك ليس من شيم المعلم موضحا أن الملتقى يهدف إلى معالجة سلبيات العام الماضي ومناقشة الخطط إضافة إلى تفعيل إدارة المدارس وجعلها إدارة غير تقليدية مستعرضًا خطة وزارته لاستقرار العام الدراسي والتي منها سد النقص في كوادر المعلمين بالتعيينات الجديدة إضافة إلى توفر الكتاب المدرسي مشيرًا إلى حاجة حوالى «13» مدرسة إلى إجلاس متكامل مطالبًا بأهميه حصر مجهودات الجهد الشعبي وأضاف: «لدينا هدية من وزارة الاتصالات تتمثل في الموافقة على توصيل حوالى «50» مدرسة عبر شبكة الإنترنت بينما يرى مدير عام وزارة التربية لطفي سعيد أن العملية التربوية هي أساس النهضة في السودان مشيرًا إلى أن تربع الولاية الشمالية على المركز الأول جاء نتيجة لمجهودات مشتركة لكل مكونات العملية التعليمية بالولاية بينما طالب رئيس الهيئة العامة لنقابة المعلمين سعيد أبو بكر بالإيفاء باستحقاقات المعلمين بها وأردف: «الحديث عن استحقاقات عمال التعليم يطول وأتمنى أن يتم الإيفاء بها قريبًا» وطالب المؤتمرون بأهمية أن تشمل التوصيات الإيفاء بهذه الاستحقاقات. عمومًا تبقى المنظومة التعليمة محط أنظار العديد من الجهات غير أن مسألة تعديل السلم التعليمي الحالي الذي أثبت فشله برأي العديد من الخبراء والتربويين يبقى أمرًا لا يسنده منطق ولا يقبله عقل.