أشهد للشيخ محمد أحمد حامد (الفقير) إمام مسجد قريش بأركويت بأن استصرخ المسؤولين من خلال خطب الجمعة وخطب الأعياد بضرورة معالجة عبور المشاة على شارع الشهيد عبيد ختم بمنطقة أركويت ابتداءً من القسم الشرقي وحتى جامعة إفريقيا وذلك نسبة لتعرُّض الكثيرين من الرجال والنساء للموت في حوادث السير وهم يعبرون هذا الشارع «ذي المسارات الأربعة والإضاءة الضعيفة».. إن الرقم للضحايا الذين يلقون مصرعهم على هذا الشارع الذي تسرع فيه السيارات يزداد يوميًا وبمعدلات مخيفة بما يوجب على سلطات المرور والمعنيين بالولاية التدخل السريع وإقامة ممرات لعبور المواطنين خاصة في محطات ومواقف البصات والحافلات مثل محطة «أربعة والبلابل وجوبا ومعاوية وجامعة إفريقيا» حيث تزداد المفصلة عند مدخلها.. الأمر الذي يوجب الإسراع بمعالجة الأمر بإقامة المطبات الصناعية لتهدئة السير وفتح ممرات العبور؛ لأنه يستحيل على العابر أن يتفادى السرعة الزائدة للعربات.. سيما وأن معظمها يقودها الشباب من الرجال والنساء.. ليلة الجمعة حيث تكثر حركة المواطنين للتواصل والمشاركة في المناسبات كان القدر ينتظر فتاة في مقتبل العمر تعود لأهلها من مناسبة تواصل مع الأهل.. فأرادت هي وشقيقتها عبور الطريق في محطة أربعة بأركويت حيث يتوقف البص في الناحية اليمنى من الشارع فتقدّمت على شقيقتها لعبور الطريق أسرعت الخطى رغم أن شقيقتها كانت تطلب إليها التمهل.. ولكن اختطفها القدر في لحظات فأصيبت بارتجاج في الرأس.. حيث صدمتها عربة خاصة كان يقودها شاب أصيب هو بالذهول وصار «يهزو» ويصرخ أنا قتلتها.. هل ماتت وهو شاب يقطن في ذات المنطقة لم يرَها ولم ترَ هي العربة.. وفاضت بعد ذلك روحها الطاهرة إلى بارئها وعم الحزن كل أهل المنطقة وصار الحديث طوال اليوم حول هذا الحادث. صحيح أن الأعمار بيد الله وأن الساعة إذا جاءت فلا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون.. ولكن لا بد من أخذ الحذر في مثل هذا الطريق الذي يستخدم كطريق سريع وفق تصميمه وتنفيذه.. بينما هناك فروق كبيرة بين الطرق السريعة وقواعدها والطرق التي تشق المساكن ووجود المواطنين.. فهذه أحياء شعبية تتحرَّك فيها فئات المواطنين من الشباب من الشارع وإما أن يكونوا من العابرين من الحي إلى الحي الآخر.. وحالة شارع عبيد ختم تحتاج إلى معالجة سريعة بإقامة أما معبر علوي أو مطبات تفرض على السيارات التهدئة وأخذ الحذر بأن هنا معبر للمارة أو عبور مشاة كما كان في السابق.. وإلا فإننا سنفقد أرواحاً كثيرة ولا نريد أن ننتظر حتى يأخذ المواطنون القانون بأيديهم فيغلقون الطريق حتى تستجاب مطالبهم كما حدث في شارع النفيدي من قبل.. والمأساة في وفاة هذه الشابة أن ذويها حملوها بعد ذلك وهي تنزف دماً إلى عدد من المستشفيات لإنقاذها ولم يجدوا استعداداً ولا اهتماماً ولا جدية من المعنيين لإسعافها وإنقاذ حياتها وبعد أن يئسوا من مشاهد المعنيين في تلك المستشفيات والحوادث ذهبوا بها إلى مستشفى خاص فأدخلوها ووضعوا لها أجهزة التنفس.. وتحركت قليلاً ثم فارقت الحياة.. وهذه في تقديري مأساة حقيقية حيث يتعلل أهل تلك المستشفيات العامة والخاصة بأسباب واهية لإنقاذ هذه المصابة التي ظلت تنزف لأكثر من خمس ساعات وذووها ينقلونها في إشفاق لفترة زادت عن الست ساعات لتبقى نازفة حتى فاضت روحها ونسأل الله تعالى أن يتقبَّلها بقبول حسن.. وتبقى الأسئلة بحاجة إلى إجابات بما يستدعي التحقيق والمساءلة والمحاسبة واتخاذ الإجراءات التي تحمي المواطن على هذا الشارع الذي يحمل اسم واحد من أعظم شهدائنا.