الاحلام والطموحات تعتبر من الدوافع الرئيسية للنجاح في حياة كل فرد بحيث يضع نصب عينيه ما يصبو ويهفو لتحقيقه ويعمل جاهدًا على ذلك بغية الوصول لمبتغاه الا ان معظم الشباب في المجتمع يصطدمون بصخرة الواقع بعد انتهاء فترة الدراسة الاجتماعية ويطاردهم شبح البطالة فتبدأ طموحاتهم واحلامهم في الاضمحلال حد التنازل فيصبح عندها البحث عن العمل الهامشي او المؤقت احد الحلول.. في هذا الاطار اجرى «البيت الكبير» هذا الاستطلاع: خطوة نحو تحقيق الذات عبير عثمان «موظفة» تقول: لست اعتقد ان الشباب اصبح متخاذلاً عن السعي لتحقيق طموحاته بحيث يلجأ للقبول باقل القليل متجاهلاً احلامه حيث ان قبول البعض منهم العمل فى مهنة هامشية يسعى من ورائها الى تحقيق وضع افضل ليس بالضرورة ان يعد نوعًا من الانهزامية والتنازل عن الطموح المشروع وانما يمكن ان يكون خطوة نحوالاعتماد على النفس وتحقيق الذات حتى تتاح لهم الفرصة لتحقيق ما يصبون اليه. الانهزامية والتنازل وتقول ايناس محجوب «طالبة جامعية» هنالك عدة اسباب ومبررات تدفع بفئة الشباب للانهزامية والتنازل عن طموحاتهم حيث ان معظمهم يثابر ويجتهد لتخطي كافة مراحله التعليمية تدعمه اسرته في ذلك حتى اذا تخطى المرحلة الجامعية بنجاح اصبحت الشهادات التي سعى حثيثًا لنيلها مجرد قطعة ورق توضع داخل احد البراويز المذهّبة على الحائط ليصطدم بالواقع المرير الذي لا يجد فيه العمل الذي يحلم به لمساعدة اسرته والزواج ممن يرغب في الارتباط بها، وتضيف قائلة ان الغالبية العظمى تركن الى العطالة والاستسلام للواقع المرير بينما يقوم البعض الآخر بالاتجاه نحو الاعمال الهامشية والاعمال المؤقتة بغية ايجاد لقمة العيش لليوم وهم يغضون النظر عن التطلع للغد الذي يجهلون ما قد يأتي به. لقمة العيش جعفرمحمود «بائع تحويل رصيد» يقول بحسرة: ان ظروف الحياة الصعبة جعلته يترك طموحاته خلف ظهره بعد ان ظل يبحث عن الوظيفة التي حلم بها دون جدوى وتقلص طموحه في توفير لقمة العيش الكريمة فقط دون الاهتمام بأبسط مقومات الحياة. تعاطي المخدرات ويرى محمد علي «موظف» ان الشباب اليوم يعاني من مشكلة عدم التوظيف في المؤسسات العامة والخاصة على السواء نسبة لازدحامها بالكوادر ذات الخبرة الطويلة مما يتسبب في حالات القلق والمضايقة التي يشعرون بها حيث لا تتم الاستفادة من طاقاتهم ورغبتهم القوية في معرفة الجديد وهوما جعل معظمهم يتجهون للعمل في مجالات غير التي تخصصوا بها نسبة لظروفهم الاقتصادية القاسية كما ان جزءًا منهم للاسف حاد عن الطريق القويم وصاروا متعاطين للمخدرات اومروجين لها بسبب الدخل العالي الذي تدره عليهم. .المشاريع المدرة للدخل الأستاذه منى خوجلي «مدير إدارة الرعاية الاجتماعية بالولاية» ذكرت ان الرعاية تبنت مشروعًا للحد من الآثار النفيسة والاجتماعية، وقالت ان الوزرارة حصلت على قاعدة بيانات للفقراء الموجودين بالولاية وهي الآن بصدد تحليل تلك البيانات وتصنيف تلك الاسر لايجاد الطرق لمساعدتهم والخروج بهم من دائرة الى حد الكفاية وذلك عن طريق تمليكهم مشاريع مدرة للدخل، وتهدف الرعاية الاجتماعية بذلك العمل لرفع قدرات الخريجين الموجودين بداخل تلك الأسر وزيادة تأهيلهم ثم دمجهم في وظائف تليق بمقدراتهم سواء في القطاع الخاص اوالحكومي وسوف يشارك بذلك المشروع عدة مؤسسات وبمشاركة المجتمع المدني والمنظمات وهذا المشروع يعرف بشبكة تكامل الخير. رأي علم الاجتماع الأستاذة سلافة البسطاوي الاختصاصية الاجتماعية لخصت الآثار النفسية والاجتماعية لهذا الأمر وعرّفت العمل الهامشي بأنه مهنة يقوم بها الفرد بقناعة او دون قناعة وهو عمل غير مؤسس لا تتوفر فيها سبل الحماية ويكون بذلك العامل خارج الضوابط القانونية برغم توفيره حقوقًا للآخرين، وتضيف ان الشخص الذي يمتهن هذه المهن يكون مضطر الى توفير احتياجاته الاساسية من اكل وشرب وهو على قناعة تامة انه لا يحقق من ورائه اي رؤى مستقبلية متنازلاً بذلك عن الكثير من طموحاته وغالبًا ما تقوده ظروفه الأسرية الى الاقتناع بهذه المهنة نسبة لعدم امكانية تأجيل المسؤوليات التي على عاتقه وتذكر الأستاذة سلافة ان هنالك العديد من المهن الغير مشروعة مثل صناعة الخمور وتجارة المخدرات وهي تمثل عبئًا على اقتصاد البلد، وفي هذه الحالة يكون الخريجون الذي يمتهنون هذه المهن في حالة عدم رضا عن اوضاعهم وينتابهم احساس انهم اهدروا شبابهم في الدراسة دون ان تعود عليهم بفائدة تذكر وتضيف انهم قد يشعرون بالتدني الذاتي وهو شعور يؤثر على الثقة بالنفس وعلى الآخرين فيعيشون حياتهم بدون امل وقد يشعر الفرد بالاحباط في الوظيفة اوالمهنة التي يعمل بها وعدم وجود قوانين تحميه اضافة الى ان المهن الهامشية لا تضيف للفرد اي مهارة وطالبت بضرورة اعادة النظر في سياسية التوظيف بغرض تنظيم اوضاع تلك الشرائح وايجاد قانون يحميهم.