جميل جدًا أن يهتم جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج بالجاليات السودانية ويؤسس مجلسًا خاصًا بها (المجلس الأعلى للجاليات السودانية بالخارج) يناقش قضاياها وينسق فيما بينها خاصة في الأعمال الوطنية التي تهم السودان وقد قال د/ كرار التهامي الأمين العام لجهاز المغتربين إن المجالس التنسيقية للجاليات موجودة في كل الدول لمناقشة القضايا الكلية بوصفها واجهة طوعية أخرى للمغتربين وأوضح أن العمل الاجتماعي بالجاليات أبرز شخصيات متميزة مبيناً أن المجالس التنسيقية للجاليات تهدف لترتيب قضايا المهاجرين. مشيرًا إلى دور الجاليات في إنهاء المقاطعة الأمريكية الجائرة على السودان من خلال قدرتهم على التغلغل في تلك المجتمعات واختراق اللوبيات هناك. إذًا لهذه الجاليات دور سياسي كبير تقوم به تجاه الوطن في الخارج إضافة إلى دورها الاجتماعي ومساهماتها الوطنية على الصعيد الداخلي وهذا بالتأكيد ديدن كل سوداني تجاه وطنه وهو ما يميزنا عن غيرنا من الجاليات، ولكن بنفس القدر يجب أن يكون للدولة دور تجاه هذه الجاليات وأفرادها يجب أن يواجه هذا العطاء بعطاء آخر من الدولة في إيجاد حلول لمشكلاته وقضاياه واحتياجاته لا أن يكون بمثابة البقرة الحلوب. وأعتقد أن اللقاء التفاكري والتشاوري للجاليات بدول المهجر الذي ينوي الجهاز عقده في مقبل الأيام من الأهمية بمكان من حيث إنه يجمع رؤساء الجاليات وممثليها ويناقش كل القضايا المهمة التي تتعلق بالمغترب ولا أشك أن المشاركين سيتطرقوا بقوة على القضايا الساخنة التي تهم المغتربين خاصة إجراءات الخروج والخدمة الوطنية والرسوم والتعليم والصحة والأراضي والإعفاءات الجمركية للعودة الطوعية والتحويلات المالية للمغتربين التي يذهب معظمها لتجار السوق الأسود بسبب تدني قيمة الدولار الحكومي وبدائل الحكومة لجذب هذه الأموال لدعم الاقتصاد الوطني بإيجاد بدائل أخرى تشجيعية مثل الإعفاءات مثل ما ذكرنا في أعمدة سابقة. إذا هذا اللقاء يعتبر فرصة لهذه الجاليات فهي تحمل أمانة الإفصاح والمطالبة بكل هموم المغتربين وقضاياهم كما أن نفس المسؤولية تقع على عاتق الجهاز بأن يولي توصيات اللقاء العناية ويوصلها للجهات المسؤولة ويتابع تنفيذها حتى تكون واقعاً يحسه المغترب مما يدفعه لمزيد من العطاء من أجل الوطن.