لم أعرف أأضحك أم أبكي حين قرأتُ قصة ذلك الشاب الشيوعي الذي دخل مسجد السيد عبد الرحمن المهدي وكانت تلك هي المرة الأولى التي يدخل فيها مسجداً لا لكي يصلي الجمعة وإنما لكي يخرج عقب الصلاة في مسيرة دعت إليها السيدة مريم الصادق المهدي التي جعلت من مسجد جدها منطلقاً لمسيرات إسقاط النظام فكان أن اتّخذ منه الشيوعيون والبعثيون وغيرُهم من بني علمان مكاناً يتجمَّعون فيه قبل أن يتحركوا في حملة إسقاط النظام التي برعت قناة الجزيرة في الترويج لها كما فعلت وهي تُشعل ثورات الربيع العربي!! ما أضحكني وأبكاني أن ذلك الشاب أشعل سيجارة في صحن المسجد وعندما نبّهه أحد المصلين إلى أن هذا لا يجوز انبرى له الشاب بقوله: (يا حاج أختانا) فما كان من صديق الشاب الذي يبدو أنه يعرف شيئاً من آداب الإسلام إلا أن تدخّل قائلاً: (معليش يا حاج ده أصلو أول مرة يدخل المسجد)!! لا أدري والله من أية زاوية ينبغي أن ننظر إلى هذه القصة... هل نتناولها من منظور اجتماعي إسلامي أم من زاوية سياسية مجرَّدة من حالة التردي التي بلغها بعضُ أفراد مجتمعنا المسلم في عهد الدغمسة التي أعقبت نيفاشا؟! أتذكرون عندما دعوتُ الرويبضة الجديد فاروق أبو عيسى والقديم عرمان إلى أن يقود أيٌّ منهما جمعة غضب على غِرار الجمع التي ألهبت ثورات الربيع الإسلامي في كثيرٍ من الدول العربية؟! عندها قلتُ للرجلين أن يجرِّبا أن يدخلا المسجد حتى ولو بدون وضوء بطريقة ذلك الشاب الشيوعي صاحب السيجارة ويخاطبا المصلين ويدعواهم إلى الخروج عقب صلاة الجمعة... طبعاً طلبت من القراء أن يتخيلوا ما يصدر عن المصلين عندما يرون أياً من الرجلَين المكروهَين أمامهم داخل المسجد... بالطبع لن تُستخدم الأحذية التي لن تكون في أيدي أو أقدام المصلين وهم داخل المسجد لكن بالقطع فإن الأيدي ستُستخدم وسنشهد مشهداً لم يتكرر في التاريخ تماماً كمشهد ذلك الشاب وهو يُشعل السيجارة داخل المسجد ليدخل بذلك الصنيع موسوعة جينيس للأرقام القياسية!! صحيح أن المساجد شهدت أفعالاً قبيحة من قِبل قوات الجيش الشعبي في الكرمك قديماً وهي تعتدي على المصاحف داخل المسجد أو من قِبل القوات الأمريكية وهي تطأ بأقدامها القذرة النجسة المصاحف في مساجد العراق وأفغانستان لكن قصة السيجارة هذه تحديداً لا أدري ما إذا كانت قد حدثت من قبل!! بقية القصة تقول إن مريم بنة الصادق المهدي وحفيدة الإمام المهدي وا حسرتاه اعتادت أن تراسل الصحافيين وغيرهم ممن تعرف وربما لا تعرف طالبة منهم المشاركة في المسيرات التي تنطلق عقب صلاة الجمعة من مسجد جدها عبد الرحمن وبالقطع فإن كثيراً من هؤلاء الداخلين المسجد لأول مرة يفعلون ذلك بتمباكهم وسجائرهم وربما بأشياء أخرى!! على كل حال ربما نسيت السيدة مريم أن تذكِّر جماعتها خاصة من بني علمان ومساندي الحركات المتمردة أن للمسجد حرمته وأن تعلمهم الوضوء والغسل إن كان هناك ما يُلزم أو أن تحذِّرهم من التدخين أو تناول المسكِّرات بما في ذلك العرقي خاصة قبل أن يتحركوا نحو المسجد!! الآن وقد حدث ما حدث أرجو من مريم الصادق أن تأمر بمنع أولئك الشباب من دخول المسجد بالأحذية وحبذا لو أرسلت إلينا إعلاناً نتبرع بنشره مجاناً توضح فيه آداب الدخول إلى المسجد وأداء الصلاة ونسأل الله أن يجزي مريم خير الجزاء على إدخالها ذلك الشاب وغيره المسجد حتى ولو بدون وضوء فهو على الأقل خطوة إلى الأمام ونحن بين يدي شهر رمضان المعظم فربما يسمع ذلك الشاب أو أولئك الشباب شيخ عبد المحمود أبّو ويتأثرون بخطبة الجمعة ويستقيمون ويصومون ويتخلَّون عن الشيوعية وغيرها من الأفكار الشيطانية!!