* تسقط الحكومات حينما تنفي أسباب بقائها،ويبلغ الشعب مرحلة من اليأس في إصلاح النظام القائم لنفسه، و (توفر) مقومات الثورة الشعبية والانتفاضة الجماهيرية، ووصول الجماهير إلي قناعة بأن أي بديل للنظام القائم أفضل منه. وحتى اللحظة فشلت قوى المعارضة في السودان في إقناع الشعب بأنها هي البديل لنظام الإنقاذ .. ودليل فشلها وعجزها وخيبتها يتمثل في التظاهرات الهزيلة التي يتم الترتيب لها في أسبوع ولا تخرج إلا عشرات فقط من (المغبونين) سرعان ما تحتوي الشرطة احتجاجاتهم دون استخدام للقوة. * صحيح أن القرارات المالية الأخيرة و(تعويم) سعر الجنيه السوداني ورفع الدعم عن المحروقات أثقل كاهل المواطنين، وأضحت الحياة صعبة والظروف (ضاغطة) جداً على جيوب الفقراء والمساكين، ولكن هل تمثل المعارضة التي (خبرها) الشعب السوداني من (السيدين) إلي الشيوعي والبعث وبقايا اليسار القديم أخطاءها كلما نظر لحجم مشروعات النهضة الصناعية والخدمية والكهرباء والطرق والبترول، ولكما (تذكر) عهد الصادق المهدي وفشله (المزري) في الحفاظ على أمن المواطنين داخل الخرطوم وندرة السلع الاستهلاكية والوقود وأشياء أخرى. والصادق المهدي الذي يحرض حزبه وبقايا اليسار للثورة من مسجد الإمام عبد الرحمن بود نوباوي، هو الصادق المهدي الذي قدم ابنه العقيد عبد الرحمن الصادق إلي المشير البشير ليعيده ضابطاً في القوات المسلحة ثم يرتقي لمنصب مساعد رئيس الجمهورية، والصادق هو من (عاهد) البشير على ثوابت وبرنامج مشترك، ولكن الصادق لا عهد له، مثلما تنصل عن اتفاق جيبوتي، تنصل عن اتفاقه وعهده مع جعفر نميري بعد المصالحة، و (تنكر) الآن لاتفاق (الرجال) وظن سراب التظاهرات ماء في عز الصيف، فإخذت السيدة (د. مريم) علي عاتقها لعب دور وكالة أنباء خاصة تروج للتظاهرات عبر رسائل الهاتف وتحرض البسطاء للزج بهم في اتون مواجهة مع الحكومة، وتسعي ليلاً للأمير (عبد الرحمن) ولكنها تحرض على حكومته كل (هوام) الأرض. * من حسنات تظاهرات حزب الأمة كل جمعة أن الشيوعيين والبعثيين والعلمانيين حملتهم مريم الصادق إلي مسجد الغمام عبد الرحمن ... وقد أورد ضياء الدين بلال في صحيفته (السوداني) قصة شاب علماني أشعل سيجارة في صحن المسجد بأم درمان مما حدا بأحد المصلين لتنبيه الشاب، فصاح فيه (يا حاج اختانا)، الرجل اراد توبيخه إلا أن صديق الشاب تدخل قائلاً: (معليش يا حاج ده أصلو أول مرة يدخل المسجد).. هؤلاء جاءت بهم برقيات وتلغرافات مريم الصادق إلي مسجد جدها الإمام عبد الرحمن (بسجائرهم) و(تمباكهم) وأشيائهم الأخرى لإسقاط النظام، كأن الإنقاذ تتوكأ على عصا من قصب أو كما قال.. نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 9/7/2012م