سيناريو طريف حول زنقة الحكومة يوم أزمة الرغيف «الصحف تحدثت قبل أيام عن بوادر أزمة في دقيق الخبز، ووقتها الحكومة صحت مذعورة على «مارشات» الخبر المزعج الذي بدا مفاجئًا لها وقد جنّ جنونها، وتنبهت لخطورة المشكلة، وبذلت أقصى ما في وسعها لاحتواء الكارثة، لأن مثل هذه الأزمات تجعل أي شعب مهما أوتي من قوة احتمال شاذ أفقيًا أيوا طبعًا الرغيف دا وحّدو ما فيهو هلمّجرا ولاّ احتسب يا شيخ.... المهم إنو الجماعة جزاهم الله خيرًا حلوا مشكلتُم سريع، لكن تعالوا نتخيل تفاصيل أقصر سيناريو، وأسرع حل، لأكبر أزمة: الرئيس يتصل بعلي عثمان، وعلي عثمان يتصل بالحاج آدم، والأخير يتصل بنافع، ونافع يتصل من القاهرة بوزير المالية والبنك المركزي والوالي عبد الرحمن الخضر ويقول ليهم: هوي يا ناس ما تلعبوا بالنار والله الرغيف دا شفتو إلاّ يغطس حجركم، جرأتكم دي سووها في أي حاجة بس الدقيق دا ما فيهو أي هظار، وكلموا أي مسؤول، قولوا ليهو نحنا ممكن نسامح في البلع والهبر، والسرقة العديل ديك، لكن أي تقصير في الدقيق والرغيف، بنعتبرو مؤامرة ومحاولة تخريبية... المهم في الليل داك كل التلفونات بِقَتْ تتخابت، ما في زول نام، الجماعة ديل قال ليك عملوا نفرة بالليل داك وجمعول ليهم كمية من الدقيق، أي زول عندو حبة دقيق في بيتو ولاّ في مخزنو جابا، البجيب دفار والبجيب شوال وشوالين والبجيب إنشا ءالله ملية كوز، يعني نفرة بالجد ولموا ليك في ناس الأفران دي، بالواحد لفوا عليهم بالمواتر واللانسرات «الماخمج» والدفارات، وجابوا عمال الأفران من بيوتُم والخضر دا قالوا ليك الليلة ديك ما نام وماخلّى فرن، وأي فرن يخشو «يقبقب» سيدو لمن يقطِّع زرايرو ويقول ليهو أوعك تلعب بالنار الرغيف دا خط أحمر، إنت داير تودينا في داهية ولاّ شنو؟ كان جاك دقيق كان ما جاك تشتغل إنشاء الله «فتريتة» بس ما تقفّل فرنك وأي شخشخة نحنا حنسحب منك الرخصة، ونسحبك إنت ذاتك من الوجود... أما شيخ علي بس قعد في الليلة ديك شغال ليهم بس تذكير: اسمعوا فرن التوحيد في الحاج يوسف مربع واحد أديتوهو، وفرن السلام في كرتون كسلا، أديتوهو، وفرن فتحي في الشقيلاب، وفرن المسرة في أم بدة، ما تنسوا لي ولا فرن واحد لأنو القصة قصة حياة أو موت، وبعد شوية بضرب ليكم بذكركم أسماء أفران تاني في مايو والجرافة... نافع يتصل من القاهرة: أها غطيتو كل الأفران الفي الخرطوم، ما داير فرن واحد يصبح لي الصباح وماعندو دقيق... ألذ ما في القصة قال ليك إبليس هو وأولادو الليل كلو مستغربين قاعدين إتفرجو، يشيلو وإقولو: حسبنا الله ونعم الوكيل!!.