٭ شهر رمضان من الأشهر المحببة لدى المسلمين ففيه يتوجه المسلمون إلى التقرب أكثر إلى رب العزة سبحانه وتعالى وهو من الأشهر التي ينتظرها المسلمون في كل عام مرة ليغسلوا ذنوبهم ويكفروا عن سيئاتهم بالصيام والصلاة، وصلاة التراويح من ضمن الصلوات النوافل المحببة لدى جميع المسلمين، لأنها تشعرهم بالراحة النفسية والبدنية فنجد في هذه الصلاة الصغير والكبير من المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً، واصطحاب الأطفال إلى صلاة التراويح أصبحت ظاهرة منتشرة في بقاع سوداننا الحبيب، فنجد في صلاة التراويح من الأطفال من هو مميز لما يفعل ومن هو غير مميز، فنجدهم يلهون ويلعبون بل ويصرخون بأصوات عالية أثناء صلاة التراويح فينزعج منهم المصلون وما بين الصلوات يحاول بعض المصلين أن يزجرهم لينتهوا عما يفعلونه لكن وبمجرد دخول المصلون في الصلاة التي تليها نجدهم يرجعون لما نهوا عنه حول هذه الظاهرة.. استطلعنا آراء بعض المصلين واستصحبنا رأي الدين فكانت إفاداتهم على النحو التالي.. مؤذي للمصلين تقول فاطمة عبد الله «ربة أسرة»: من خلال تجربتي في صلاة التراويح أجد أن اصطحاب الأطفال لصلاة التراويح مؤذي للمصلين، وغير كريم في حق المسجد، فالأطفال لا سيما دون سن السابعة يستغلون انشغال المصلين بالصلاة للركض والصراخ وضرب بعضهم بعضا، وتكون أصواتهم مزعجة بحيث تؤثر على خشوع المصلين، وبعد الفراغ من الصلاة يتقدم أحد المصلين ويخاطب الأطفال بحدة ربما يكون الموقف برمته غير مريح، كما أن السنة النبوية دعت لعدم اصطحاب الأطفال للمسجد ففي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم». ظاهرة سالبة يقول علي أحمد «موظف ورب أسرة»: اصطحاب الأطفال في صلاة التراويح من الظواهر السالبة التي تجعل المصلي ينشغل عن الخشوع في صلاته، وهنالك من يقول إن اصطحابهم يجعلهم يتعودون على أداء الصلاة والذهاب إلى المسجد، ولكن ما يتسبب فيه هؤلاء الصبية مضر جداً فمعظم الأطفال الذين يتم اصطحابهم للمسجد دون سن السادسة لذلك لا يستطيعون تقييم ما يمكن أن يكون داخل المسجد، ولا يعرفون ما هي حرمة المسجد فهم يضحكون ويمزحون ويلعبون أثناء أداء الصلاة ناهيك عن المشاجرات التي تتسبب فيما بين الأطفال فترتفع أصواتهم بالصراخ مما يجعل المصلين سواء ذويهم أو غيرهم ينشغل عن أداء الصلاة لذلك أنا في رأيي الشخصي أنه ليس من المناسب أن نصطحب معنا الأطفال للمسجد إلا الذين أكملوا عامهم السابع أو الأطفال الهادئين في طبعهم غير المشاغبين حتى لا نزعج أنفسنا وبقية المصلين خاصة أن صلاة التراويح هي مرة واحدة في العام لذلك لا بد من اغتنام هذه الفرصة واستغلالها استغلالاً كاملاً في أن نحسن ونتقن ونخشع في ركعات التراويح. مستحب إذا كان الطفل يميز يوضح د. عبد الرحمن حسن أحمد «أمين دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان» أن اصطحاب الأطفال للمسجد تعليماً لهم لتعلم الصلاة أمر مستحب إذا كان الأطفال مميزين لأنه يغرس في أنفسهم التعلق بالمساجد فينشأون في عبادة الله، وتعلق قلوبهم بالمساجد، لكن إذا كان الطفل دون سن التمييز كسن السنوات الثلاث، ونحو ذلك فإنه يجوز اصطحابه للمسجد إذا كان يتوقى النجاسة بحيث كان لا يتبول في نفسه مثلاً وينزجر إذا زجر، أما الطفل الذي لا ينزجر بالانزجار ولا يتوقى النجاسة وكان يتأذى المصلون بكثرة حركته فإنه لا يصطحب إلى المساجد لأنه قد يجلب عليه السخط إذا دعا بعض المصلين عليه والدعاء في المسجد مرجو الإجابة فإنه لا يصطحب إلى المسجد.