هذه بعض النصوص التي اعجبتني من مؤلفات لكتّاب غادروا الدنيا قبل اكثر من الف سنة والغريبة ان مفعولها سارٍ الى يوم الناس هذا وخايف ما تعجبكم.. النص ادناه من كتاب البصائر والذخائر لابي حيان التوحيدي ويبدو ان الرجل ينتمي الى قبيلة البديرية الدهمشية فهو واسع الخيال عريض المعرفة وذو لسان فتيق ذرب. قال: قلت يومًا لأبي الخليل كيف صرت خطيبًا؟ قال، كيف لا اكون خطيبًا وانا في زمان ان ذكرت اهله بما يستسرونه ويتباهون به ويشتملون عليه ويتهالكون فيه، هُتم فمي وسُفك دمي وشُهد عليّ بالكفر ولم يُرض لي الا بالصلب !!! قلت: بح بما في نفسك علي اختصار لفظك وايجاز قولك، قال: اعلم اني صرت بين امام لا يعدل ووزير لا يفضل وعالم لا يتأله وناسك لا يتنزّه وغني لا يواسي وفقير لا يصبر وجليس لا يحلم وواعظ لا يعف وحاسد لا يكف وصديق لا يعين وجار لا يستر وجاهل لا يتعلم ومعلّم لا يتحرّج وقاضٍ لا ينصف وشاهد لا يصدق وتاجر لا يتورّع وعدو لا يتقي ومؤذ لا يفتر، فهل ترى لمثلي بعد ما عددته قرارًا اوتجد لأحد عليه اصطبارًا؟ يبدو انه اضاف «بالله دي بلد دي؟» لكنها سقطت اثناء جمع المقال!! 2 / قدّمت امرأة زوجها الى ابي عمر القاضي «انا ذاتي ما عارف ابا عمر دا منو!!» فادّعت عليه مالاً فاعترف به فقالت: ايها القاضي خُذ بحقي ولو أدي ذلك الى حبسه في السجن، فتلطّف لها زوجها لئلا تحبسه فأبت الا ذلك ، فأمر القاضي بأخذه الى الحبس فلما مشى خطوات صاح ابو عمر بالرجل وقال له: الست ممن لا يصبر على النساء؟ ففطن الرجل وقال بلى اصلح الله الأمير، فقال: خذها معك الى الحبس، فصاحت المرأة، ما هذا ايها القاضي؟ فقال القاضي: لك عليه حق وله عليك حق وما لك عليه لا يُبطل ما له عليك، فخافت المرأة وتراجعت عن حبس زوجها!!! كان حقو الراجل دا بعد يرجع البيت اول حاجة يتزوج عليها ثم يطلقها عشان تعرف حاجة.. خاتمة المقال: قيل لام هارون الرشيد، اتحبين الموت؟ قالت: لا والله لا بحبو ولا حاجة، فقيل ولم؟ قالت لوعصيت مخلوقًا ما احببت لقاءه فكيف وقد عصيت الله جل وعلا؟؟ المرة دي تفتيحة شديد!!!