قال د. غازي صلاح الدين مستشار الرئيس وأحد مفكري المؤتمر الوطني للمبعوث الخاص سكوت غرايشون في اجتماعه به يوم 20 أغسطس أنه يفكر في خيار السماح للجنوب بالانفصال باستفتاء أو بدونه.. ولقد أوضح غازي أن هنالك تيارًا في المؤتمر الوطني يميل لخيار السماح للجنوب أن يمضي لسبيله.. كما أكد أن المؤتمر الوطني قانع بنقاط الاتفاق بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول القضايا العالقة ذات الصلة بتطبيق اتفاقية السلام الشامل، والتي وقع عليها بالأحرف الأولى د. غازي و مالك عقار في 19 أغسطس، ولقد أضاف قائلاً إن الجنوب هو الخاسر لعدم قبوله للغة المتفق عليها سابقًا بشأن الاستفتاء في 2011، ولقد توقع د. غازي أنه سيكون هناك اهتمام محدود في الشمال بأي صراع دموي داخل حدود الجنوب في حال أصبح الجنوب دولة فاشلة بعد استفتاء 2011.. ومع ذلك فقد حذر من أن انفصال الجنوب سيطلق موجة من النزعات الانفصالية في إفريقيا. وقد تعهد د. غازي بالتزام المؤتمر الوطني بالاستمرار في بناء الثقة مع الجنوبيين.. معلقا أن الشمال يحتاج للإفصاح عن نواياه حتى يبدو أقل تهديدًا. في يوم 20 أغسطس التقى المبعوث الخاص سكوت غرايشون د. غازي صلاح الدين المستشار الرئاسي ومسؤول ملف دارفور ورئيس وفد المؤتمر الوطني لآلية التفاوض الثلاثية «المؤتمر الوطني/ الحركة الشعبية/ الحكومة الأمريكية»، ولقد أخطر د. غازي السيد غرايشون أن المؤتمر الوطني يرغب في أن يعرض خيارات للجنوب وأن يثبت لهم أن مكاسب السلام أكبر مما يمكنهم الحصول عليه من الحرب.. ثم أضاف: طالما بقي السياسيون مقيدين بدوائرهم فمن الصعب قيادة الشعب للتغيير. وقد قال المبعوث الخاص السيد غرايشون للدكتور غازي أن الخوف وانعدام الثقة تقعد بالجنوب عن المشاركة في الحوار العقلاني لبناء السلام مع الشمال.. وأجاب السيد غازي بالقول إن العلاج الوحيد للخوف هو الإقناع كما أنني لا أرى أي بديل للمشاركة.. كما أشار إلى أن هنالك عقبات خطيرة تمثلها دارفور أوضح ذلك أن أعضاء الحركة الشعبية في البرلمان لا يتصرفون كأنهم شركاء في الدولة. لقد أُلقيت المسؤولية على كاهل المؤتمر الوطني ولقد استنزفت مواردنا للتعامل مع المشكلات الوطنية مثل دارفور. ولقد وصف د. غازي الحركة الشعبية بأنها غير راغبة في دخول المباحثات السياسية، ثم قال: إننا نحتاج أن نتحدث إليهم و تطمينهم. إننا نحتاج للإفصاح عن نوايانا كما يقولون في البحرية. وأشار غازي إلى أن الجنوب سيجانب الحكمة لو فكر في الانفصال، ذلك أن الوضع الحالي يعمل لمصلحتهم لقد نالوا كل ما رغبوا فيه الآن، لديهم حكم ذاتي و نصيب جيد في الحكومة القومية.. إنهم لا يأملون في أي شيء آخر تحت الاستقلال.. ولقد أشار إلى أن مقاومة الجنوب للوحدة يحركها الخوف، ولاحظ أن هنالك تيارًا متنامي العدد من الشماليين في المؤتمر الوطني يؤيد الانفصال.. أحيانًا نجد أنفسنا ندافع عن قضية خاسرة عندما نناصر الوحدة. كما لاحظ أنه من المحتمل أن تكون هنالك وسائل بديلة للوصول إلى قرار للانفصال أو الاتحاد في إطار أحكام بروتوكول نيفاشا.. يتساءل الناس عمّا إذا كان الاستفتاء حقًا هو الطريق الأفضل للمحافظة على الحكومة الجيدة والاستقرار . ولقد حذر من أن الانفصال عبر الاستفتاء ستكون له تداعيات كارثية عبر القارة، موضحًا: لقد تعاملت إفريقيا بصورة أفضل من أوربا مع قضايا الحدود.. وحتى الآن فقد بقيت الحدود الموروثة من الاستعمار غير قابلة للانتهاك. إن انفصال الجنوب سيشعل النزعات الانفصالية عبر القارة. لقد وسم غازي الحركة الشعبية بأنها اتحاد كونفدرالي قبلي، وليست حزبًا.. و أضاف: إذا انبتت الروابط مع الشمال بفعل الانفصال فإن الحركة الشعبية سترتد لسياسة الشقاق المقيتة والقبلية في الجنوب.. ومع ذلك فقد أكد للمبعوث الخاص أن الطرفين سيتوصلان لاتفاق بشأن الاستفتاء، وأضاف أنه لا يوجد مستقبل إذا استمرت هذه المشكلة. ولقد اتفق السيد غرايشون مع د. غازي أن الانفصال هو الأقرب ولكنه حذر من أنه إذا لم يتم التعامل معه بعقلانية فإن المؤتمر الوطني سيجد عاجلاً المشكلاتا تتربص به في حدوده الجنوبية.. ولقد رد غازي بقوله :إن هذه هي مشكلتكم وليست مشكلتنا. وأضاف موضحًا: إن النخبة الشمالية تنظر شمالاً و شرقًا وغربًا للتحالفات... إننا أقرب ثقافيًا لمسيحي إثيوبيا واريتريا أكثر حتى من مسلمي الجنوب، إن جنوب السودان إذا انفصل سيذهب للنسيان لفترة من الزمن وخلال هذ الفترة فإن الشماليين سيكون لهم اهتمام محدود بمشكلات مخاض الجنوب. و ختم قوله بأن تغطية الصحافة عن الصراع وسفك الدماء في الجنوب سيكون صداها ضعيفًا لدى المواطن العادي في السودان الشمالي. «تعليق» يبدو غازي مخلصًا في ملاحظته بأن الجنوب سيُسمح له باختيار طريقه، ولكنه أوضح أن الشمال راغب في أن ينفض يديه من جميع القضايا إذا كان خيار الجنوب هو الانفصال.. ووجهة نظرنا أن هذا من السهل قوله أكثر من فعله، وأن الاضطرابات في الجنوب من دون شك سيمتد رشاشها عبر الحدود طارفها و تليدها.. إن زعم غازي بأن هنالك تيارًا متناميًا في حزب المؤتمر الوطني والدوائر الشمالية بأن الشمال سيكون أفضل بدون الجنوب هو زعم خادع ولكنه لا يعكس ما سمعناه في محادثاتنا في الخرطوم.