العباءة زي شعبي تميزت به المرأة السعودية منذ مئات السنين وهو إضافة إلى كونها حشمة ووقار وأناقة فهي رمز تراثي تطور بمرور الزمن، وفي الآونة الأخيرة انتشرت العباءة في الشارع السوداني بشكل لافت للنظر وهذا نتاج طبيعي لتداخل وتبادل الثقافات، فعودة النساء المهاجرات وهن يرتدين العباءة ساهم في انتشارها، بل أصبحت خيارًا مفضلاً للشابات والنساء السودانيات باختلاف موديلاتها وألوانها من المطرز والمخصر والمنقوش. في برنامج «السعوديات غير» الذي يُعرض على فضائية الآن تمت استضافة مصممة العباءات السعودية وجدان الشريوفي حيث تحدثت عن العباءة السعودية قائلة: إنها كانت قديماً تعني الحجاب فقط أما الآن فقد تطورت خاماتها مع توفر شرط الحجاب وأصبحت تُصمم تبعًا لموضة الفستان وتدخل في صناعتها الأحجار الكريمة، ويجب أن تكون خامتها خفيفة وناعمة لتلائم الجو الحار وتختلف ألوانها وإكسسواراتها حسب المرحلة العمرية للمرأة.. والملاحظ في بعض دول الخليج تلبس النساء العباءة كتقليد فقط ونلاحظ حتى داخل المملكة العربية السعودية وجود اختلاف في شكلها وتصميمها تبعاً للمناطق والتقليد؛ فعباءة المرأة في جدة تختلف عنها في المنطقة الشمالية والوسطى ونجران.. ولا بد من مراعاة اختيار نوع العباءة للمكان والزمان المناسبين.. ومن داخل السودان كانت لنا جولة داخل محلات بيع العباءات فالتقينا «المهندس» ياسر طه محمد الحسن مدير معارض الأردن للزي الشرعي الذي تحدث قائلاً: حسب متابعتنا نحن كجهة تعمل في مجال الملبوسات الشعبية كالجلباب والعباءة فحتى العام «1988م» كان الإقبال بسيطاً في السودان وكان التركيز على العباءة السوداء فقط ومع بداية التسعينيات بدأت بعض الجهات في عمل مشروعات للزيّ الشرعي وتلك المشروعات أثارت جدلاً بين شرعية الثوب السوداني والعباءة، بعد ذلك تكونت لجنة لرعاية العباءة باسم مشروع الحجاب برعاية الأستاذ كمال رزق، حيث تم استيراد عدد من العباءات من خارج السودان ولكن من ملاحظاتي الشخصية حينها داخل جامعة الخرطوم أن شكلها لم يكن جاذبًا خاصة في أواسط الطالبات؛ لأن الأنواع في البداية لم تكن جيدة وأغلبها عباءات (غطاء الرأس) أو (الحرمن) وهي عباءات كبيرة جدًا وغير مرغوبة ولكن بمرور الزمن جاءت مبادرات من الجامعات بتطوير العباءات وأكبر تلك المبادرات كانت من اتحاد طلاب ولاية الخرطوم التي تأسس على أثرها «مشروع الحجاب» الذي بدأ بصورة كبيرة وبعباءات شكلها جميل ومرغوب وتزامن هذا المشروع مع انطلاقة الزي الموّحد لبعض الجامعات وبعدها انتشرت العباءة بصورة فاقت التوقعات وانتشارها هذا شجعنا على استيراد وإدخال عباءات من الخليج ودبي والهند وأصبحت العباءة ذات أشكال جذابة وتم تداولها بصورة أوسع خلال الأعوام «2006م/2007م» والآن العباءة أضحت منافسة للإسكيرت والبلوزة فالرغبة كبيرة في اقتنائها. ويضيف قائلاً: نحن باعتبارنا أكبر جهة الآن في السودان تعمل في مجال توزيع العباءات نتمنى أن ندخل في مجال العباءة السعودية؛ لأنها مرغوبة، فخاماتها جيدة وتفصيلها متقن إلا أنها غالية الثمن فالسعودية يتراوح سعرها ما بين «140250»ج والأردنية ما بين «90100» والصينية «6070» وهي عباءة محذقة ومخصرة وتعمل بالكم وغير مطابقة للمواصفات، فلاحظوا معي الفرق في الأسعار ومن هنا وعبركم أرسل رسالة إلى المملكة العربية السعودية وأقول لهم إن العباءة السعودية مرغوبة جدًا خاصة أن المملكة رائدة في مجال العباءات.. ومن داخل محلات الرسالة للزي الشرعي التقينا أسمهان تاج السر بائعة بالمحل لتحدِّثنا عن العباءة ومدى الإقبال عليها حيث قالت: العباءة مرغوبة جدًا وغالبية زبائننا من فئة النساء العاملات وتتراوح أسعارها ما بين «100250»ج للعباءة ويكثر الإقبال عليها في موسمي الحج والعمرة. تباين الأذواق أما عوضية شرف الدين تعمل بائعة في محلات الرسالة فأفادتنا بقولها: إن الإقبال على العباءة كبير خاصة في المواسم كالأعياد فسعرها مناسب وفي متناول يد الجميع ولا تحتاج إلى كماليات كما يحتاج الثوب السوداني، وقالت: إن الغالبية التي تأتي للشراء من طالبات الجامعة والنساء العاملات وتتباين أذواقهن ما بين الألوان الثابتة كالأسود والملون وغيرها.. الراحة أولاً من معرض ساجدة للزي الشرعي التقينا وجدان أبو زيد حيث قالت في إفادتها: الإقبال على العباءة أصبح بصورة أوسع من قبل؛ لأنها مريحة وعملية عكس الثوب الذي يحتاج لمتطلبات كبيرة والنساء عادة يفضلن اللون الأسود بينما تفضل الموظفات والطالبات العباءات الملونة.. أما عن العباءة السعودية فهي جيدة في خامتها لكنها غالية الثمن لذا لا نستوردها.