{ ولأن الأمر أقرب إلى الأساطير فإننا ننسب كل كلمة إلى صاحبها. { ونصر أكتوبر 73 «العاشر من رمضان» كان صاحبه هو مهندس إسلامي.. يجهله الناس حتى اليوم { والفريق الشاذلي قائد الحرب هذه يقص كيف أن كل شيء للحرب يكتمل { لكن كل أحد يظل عاجزاً أمام السد الترابي الذي يمنع عبور القناة.. والذي لا يمكن تدميره.. ولو حتى بقنبلة ذرية { والشاذلي يجد شخصاً يلح في مقابلته {.. والشاذلي يستقبل شاباً مدنياً .. ويستمع دون اهتمام.. ثم يستمع باهتمام.. ثم يبدأ الرقص. «2» { وبروفسور سوداني اسمه حافظ يقص أنهم نهار العاشر من رمضان قبل الإفطار بقليل كان التلفزيون في القاهرة يقطع إرساله ليقول إن «قواتنا عبرت قناة السويس وإن القوات السورية فوق الجولان». { دايان يقول بعدها : وضعنا حسابًا لكل شيء.. لكننا لم نضع حساباً لعشرة آلاف مسلم صائم يقاتلوننا لدخول الجنة. { يعني أن هذا كان هو سبب الهزيمة. { وبعض حسابات دايان ينقلها هيكل ليقص كيف أن أشرف مروان مدير مكتب الرئيس السادات كان هو الجاسوس الأعظم لإسرائيل في مصر..الذي أخبرهم بكل شيء. { الهجوم وتوقيته.. وأهدافه. { هيكل يقول إن «اجرانات» القاضي الذي يقود لجنة تحقيق في تل أبيب لعامين لمعرفة «لماذا انهزمت إسرائيل» كان تحقيقه يبدأ ويعود إلى أشرف مروان. { قال هيكل : الذين ذهبوا يشككون في جاسوسية أشرف مروان قالوا إن لجنة اجرانات تقول في تقريرها إن الجاسوس أخبرهم أن موعد الهجوم هو السادسة صباحاً بينما الهجوم كان في الثانية. قال هيكل : وصعقت فالموعد الأول هذا كان بالفعل هو موعد المعركة.. لكن سوريا تعترض لأسباب فنية.. والفريق رياض يطير إلى هناك وهناك يتحول توقيت الهجوم الى الثانية ظهراً. { قال هيكل : ولماذا لم يحدثهم أشرف؟.. لم يخبرهم لأن أشرف في يوم الهجوم كان قد طار إلى ليبيا.. وبالتالي لم يعرف أن الموعد تبدل { وهيكل عام 2006 يلقى أشرف مروان في لندن وهناك في السفارة السورية يتفقان على اللقاء في السادسة مساء. { وفي السادسة مساء هيكل الذي يجلس منتظراً يعلم أن مروان ألقي من الطابق الرابع. { قتلوه.. فقد أراد أن يتكلم. { وعمر سليمان رجل إسرائيل في مصر.. حين يقرر أن يتكلم يُقتل الأسبوع الماضي. {... «3» { لكن ما يقتل سراً.. وأمام العيون هو معركة العاشر من رمضان { فالمعركة هذه.. الإسلامية هذه التي يدخلها الجنود صائمين رفضوا أن يفطروا حتى بالأمر والتي تحمل الاسم هذا لعامين «العاشر من رمضان».. المعركة يتبدل اسمها فجأة ليصبح : السادس من أكتوبر { مثلما بدلوا عقل السادات في المعركة التي هي أضخم من كل معركة { معركة إبعاد المذاق الإسلامي من كل شيء!! { والمعركة هذه ممتدة منذ الستينيات «4» { منذ بداية القرن العشرين.. قرن الاستعمار كانت السخرية من كل شيء «بلدي» تحفر عميقاً في نفوس كل واحد. { ومسرحية ممتعة في الستينيات وفي المسرحية قاطع الطريق المصري يقطع الطريق على مجموعة من المسافرين. { والمسافرون ينظرون إلى الرجل.. رجل مصري في جلباب «بلدي» ويستعدون للقتال ويرفضون إعطاءه ما عندهم. {واللص الذكي يلاحظ الأمر. وفي الحال يخلع جلبابه ويرتدي ملابس «خواجة» ويقول لهم ساخراً : والآن سوف تعطونني ما عندكم!! { أيامها.. الستينيات كانت أغرب الأشياء تنطلق { قمة التحرر.. و قمة العبودية.. وقمة العودة للدين.. وقمة الهروب منه {... {ونهايات المعركة ما يشير إليها اليوم هو أنك الآن ترتدي البنطلون والقميص .. وليس الجلباب السوداني.. بينما أنت تحمل روحاً مسلمة ضجّاجة مفتوحة. { وليس الثقافة فقط.. بل التحول السياسي كان يبدأ في الأيام ذاتها { والكونغو وحرب الكونغو والتقسيم يومئذٍ كان بداية للتقسيم الذي حتى اليوم أيام سوريا يستمر في العمل { الكونغو تقسم .. بداية { ثم بقية العالم.. وبنظام دقيق مرسوم { وتقرير مؤسسة «راند» أضخم مؤسسة أمريكية والذي يقدم للرئيس عام 2004 كان ينصح بالانطلاق لاستكمال التقسيم هذا {«خطوة تكتمل هيمنة أمريكا على الأرض بعد سقوط الاتحاد السوفيتي { بعض التقرير يطلب { تقسيم السعودية إلى مناطق ثلاث «جمهورية في الشرق.. حيث البترول.. وأخرى هي جمهورية الحجاز حيث الأماكن المقدسة.. وثالثة هي دولة نجد وسط وشمال المملكة». { يتم تقسيم العراق إلى دولة كردية وأخرى شيعية وأخرى سنية» { وسوريا تقسم إلى علويين وسنة وشيعة. { والبربر في الجزائر والأمازيق في الصحراء. { وموريتانيا شمال وجنوب .. واليمن شمال وجنوب والسودان شمال وجنوب وغرب وشرق «أربع دول» و { ولا يُبقي التقرير دولة في العالم الثالث إلا وضع لها تقسيمًا { والتقسيم لإضعاف الجسد { والإضعاف يجعل الثقافة تأتي من مصدر واحد { أمريكا.. التي هي يومئذٍ «ربهم الأكبر» { والثقافة لها كل مواصفات الخمر والزنا.. المقدمات والنتائج والعبودية و... { وكلها يتسلل من خلال الشهوات... { والأغنيات والأفلام والهتافات وفي عامين اسم معركة العاشر من رمضان ينساه الناس ويصبح الاسم هو السادس من أكتوبر.. نموذجاً للتغيير تحت العيون كلها لأضخم شيء ودون أن ترى العيون شيئاً تحت التغيير هذا. { ولعل مصر .. لأول مرة تعود بعد غد إلى الاحتفال بالمعركة تحت اسمها الحقيقي. { يبقى أن أمس هو الخامس والعشرون من يوليو { والخامس والعشرون من يوليو 1920 كان هو اليوم الذي يقف فيه الجنرال «غورو» قائد الجيش الفرنسي الذي يدخل سوريا أمام قبر صلاح الدين الأيوبي ليقول في حقد : ها قد عدنا يا صلاح الدين { والمشهد بعد أربعين سنة يوحي لنزار قباني بيته الذي يقول فيه { «وقبر خالد في حمص نلامسه فيرجف القبر من زواره غضبا» { وقبور أم سلمة أم المؤمنين وآخرين من آل البيت في دمشق في غرف صغيرة.. نقف أمامها.. وقبر خارج الباب. نسأل عنه ونحصل على إجابة ترفعنا إلى السموات قالوا: هذا قبر بلال بن رباح.. أمام الباب لأنه يخدم وينتظر الدعوة للخدمة { حي على الفلاح يا بلال.. فهذه أمة لا تموت أبداً { ويريد عرمان أن يحكمها ٭٭٭ { ويبقى أنه في إسرائيل أول الأسبوع هذا مجموعة ممن ذهبوا إلى هناك من دارفور يخرجون في مظاهرة ضد البشير.. لزيادة أسعار الوقود { وفجأة.. مظاهرة أخرى من أهل دارفور أيضاً تلقاهم تهتف بعنف بحياة البشير.. في إسرائيل..