إن لكل دعوة في الوجود اساسًا تنهض عليه وينبوعًا تستمد منه وقد جعل الله تعالى للاسلام اساسًا وعمادًا هو القرآن الكريم وقد صنع الله كتابه على عينيه ووضع فيه مكنون سره وكنوز امره وجعله كتاب الثقافة العامة بما فيه من قصص وتاريخ واخلاق وعلوم كونية وطبيعية وجعله منهل الدين والملة بما فيه من تقنين حكيم وتشريع قويم في المعاملات والعبادات والحدود وجعله كتاب العربية الاعلى الذي يحفظ شبابها ويصون كيانها ولولاه لبادت العربية وجعله كتاب البلاغة والادب لما فيه من بيان واعجاز وايجاز وتقدير وتأثير، ومعنى هذا ان القرآن يجمع اصول التربية والتعليم ويضمن لحافظه ودارسه فقهًا في الدين وتبصرة في الدنيا ونورًا في العقل ولذلك جاءت الاحاديث التي تحمل وتحرض علي ذلك وقد ادرك المسلمون الاوائل منزلة القرآن السامية ومكانته العالية فاتخذوه اساسًا لتربيتهم وتعليمهم يتلقاه الابناء عن الآباء منذ اول الطريق ثم يعكفون عليه دارسين مستنبطين ومطبقين احكامه وظلوا على ذلك ازمانًا طويلة سعدوا فيها وعزوا خلالها ووصلوا عن طريق القرآن والتعلق به الى الكثير حتى لو نظرنا الى العلوم العربية والإسلامية وغيرها من العلوم الاخرى التي تعددت وتفرعت لوجدناها ثمرات انبتتها روضة القرآن الكريم ثم مرت بالمسلمين فتن ومحن شغلتهم عن القرآن وحالت بينهم وبين تربية ربهم واخذوا يستعيرون انماطًا في التربية والتعليم جلها من اعداء الاسلام ولا يأخذون الا اخذ المجهول ولا يفرقون بين ما ينفع وما يضر حتى اصبحت الثقافة الاسلامية ممزقة الاوصال مبعثرة الاشلاء خليطًا من الفضلات ومزيجًا غريبًا من الاستعارات واليوم نشهد في الامة بوادر نهضة واسعة النطاق لتعميم التعليم وهناك مشروعات تعليمية ولكننا لا نريدها مشروعات مستعارة من الخارج بقدر ما نريدها ان تكون مبينة على اساس من الهدي والدين ونأمل ان تهتم الدولة بدور الخلاوي واعادة نشاطها عما كانت عليه في السابق ولا بد ان يكون كتاب الله هو اساس التعليم والا فقد حقت علينا اللعنة وسوء القرار د. عبد الجبار الشيخ بلال - شيخ السجادة السمانية بكرري 0912661065 ذهب البطانة وكنوز أخرى محلية البطانة واحدة من مفردات الحكم المحلي لولاية القضارف وهي من المحليات المهمة لوقوعها في الجزء الشمالي الشرقي وتحدها ولاية كسلا وولاية الخرطوم والجزيرة وهي ارض عفو صالحة للإنسان والحيوان خاصة في فصل الخريف ويسكنها بطون الشكرية وهم يمتهنون حرفة الرعي ويتغنون به وله ويجلبون سلالات عربية اصيلة من الابل كما انهم يتعايشون مع القبائل الاخرى خاصة بعد ظهور التنقيب الاهلي بينما ان الحرفة السائدة هي الرعي لمكونات الحياة فيها وفي فصل الخريف حيث المياه والأشجار وانواع عديدة من الأعشاب وبالتالي هناك تداخل بين الرعاة للولايات المجاورة مما يجعلها تتسب في ازمة وشح للمراعي خاصة في حالة عدم نجاح موسم الخريف اضافة للرعي فان حرفة الزراعة هي الاهم في البطانة وتمارس في الأودية مثل وادي ابو جراد العطشان الرويان ابو قنافد.. وتواجه الزراعة بمشكلات كبيرة تتمثل في وجود القطعان داخل المساحات الزراعية وكانت البطانة قبل الإنقاذ تعاني اشد الإهمال خاصة في مجال التعليم حيث كانت هناك خمس مدارس فقط هي الصباغ بنين وبنات، قيلي، العديد السادة، الهشيب ومدرسة الصباغ المتوسطة وارتفع العدد الى ان وصل الى خمس وستين مدرسة بنهاية العام السابق، يرأس ويقف على رأس التعليم بالمحلية الاستاذ عبد الله الشريقاوي وقد منّ الله على المحلية بنشاط التعدين الذي ازدهر بصورة كبيرة من واقع توافد المئات من المنقبين من الولايات الاخرى بعد افتتاح سوق ومنجم ود بشارة على يد الاستاذ محمد يوسف ابو عشة معتمد البطانة الاسبق الى جانب افتتاح سوق ومنجم الخياري والفويل وبالرغم من ذلك هناك آثار سالبة نسبة للوجود الكثيف للمنقبين بالمحلية مما ادى الى تدهور صحة البيئة رغم المعالجات الكبيرة التي تقوم بها المحلية وبمجهودات مقدرة للأستاذ عمر حاج حسن معتمد البطانة للحد من انتشار النفايات والعمل على تهيئة مناخ العمل وتنظيمه بالمواقع متوكل عبد الستار ابو سن