درجت بعض شرائح المجتمع السوداني على تعاطي التبغ والتدخين وهما من الممارسات التي تضر بصحة الإنسان وتجلب له أمراضًا هو في غنى عنها وأن الذين يتعاطون هذه الأنواع من المكيفات يعلمون جيدًا بشدة خطرها على الأقل بفضل التحذير الذي يلصق في علب السجائر أو محلات شراء التمباك فكانت هذه الفئات بنسبة قليلة في المجتمع السوداني لو افترضنا الخرطوم عينة له ولكن في رمضان هذا حدث ما لم يحدث في سوابقه فالمتمعن في حالة السوق اليوم لوجد أن الإقبال على التمباك اكبر من ذي قبل «تقاسيم» هبت لإجراء هذا الاستطلاع لتضع ين يدي القارئ ولو جزءًا بسيطًا من حقيقة هذا الأمر فكان أول المستطلعين طالبًا جامعيًا التقيناه والمتبقي للإفطار لحظات إمام احدى محلات بيع التمباك بالسوق العربي فبدأ م ع م حديثة متذمرًا عن سوء الوضع المعيشي الذي يعيشون فيه هذه الأيام وأضاف: نحن الآن في حالة بسبب انعدام التمباك عنا في نهار رمضان وتوفره لنا في ليلة بكميات كبيرة يجعلنا نفرط في تعاطيه.. وقاطعه صوت من قريب يقاطع سير الحديث وكان لرجل كبير السن يقف في تعب امام ذات المحل ليشتري التمباك قال مشيرًا الى ذلك الطالب بولدي التمباك ما بتشيل الهم الكبير ذا لكن نحنا عودنا نفسنا عليها وجعة ضرس ومشت معانا لاهي دايرة تفوت تخلينا ولا نحنا دايرين نموت نخليها.. وللتجار رأي ومنهم تاجر للعماري بالسوق الشعبي امدرمان حيث بلور لي لماذا هذا الإقبال الكثيف على التمباك في رمضان فقال لي ان للشباب جلسات في ليالي رمضان في المقاهي والأماكن العامة يستمتعون فيها بشرب القهوة والشيشة والسجائر والتمباك، أما نحن «جار التمباك» فنعمل على توفيرها «السلعة» للمستهلك وفي شهر رمضان هذا فقد أصبحنا نُدخل في اليوم الواحد ما لا ندخله في أسبوع من الأيام العادية نصيحة أخيرة قال «ك م أ» أنا كنت من الذين يتعاطون التمباك ولقد استثمرت هذا الشهر لأقلع عن هذه العادة لأنها اضعف من أن تقلب عزيمة إنسان إذا عزم أن يتخلى عنها وما استطيع ان أقوله لإخوتي المدخنين والذين يتعاطون التمباك هو أن هذه الأشياء لا نافع لها وان الراحة التي يبحث عنها مستهلكوها سيجدونها عند الإقلاع عنها حقًا .