إن من نعم الله سبحانه التي أنعمها على دانيال كودي وهو يكفرها ويجحدها.. أن الله سبحانه وتعالى خلقه وجعله مواطناً سودانياً نصرايناً في زمن الانبطاح.. ولو علم دانيال كودي عظمة هذه النعمة لقابلها بما يستحقها من الشكر.. وأقل ما تستحقه هذه النعمة أن يعلن دانيال كودي إسلامه.. ولعل دانيال كودي لا يعلم أن هناك نعمة أكبر من هذه.. وهي أن يخلقه الله سبحانه وتعالى ويجعله مواطناً سودانياً نصرانياً في زمن العزة.. في زمن الانبطاح يمكن لدانيال كودي المواطن النوباوي السوداني النصراني الفريق في الجيش الشعبي لتحرير السودان حتى أبريل 2012، يمكن له أن يعلن رفضه للإسلام في السودان وللدستور الإسلامي ولا يرفع أحد من أهل الإنقاذ الذين ليسوا هم بأهلها رأسه أو ينظر إليه وكأن الأمر لا يعنيه. لو حظي دانيال كودي بنعمة أن يكون مواطناً سودانياً نصرانياً في زمن العزة فلن يعدم من يقول له «والله لتدخلنّه وأنت كاره» ولا يعني ذلك أن أحداً سيُكرهه على دخول الإسلام ولكن معناه أن دانيال كودي سيكون محاصراً بمظاهر العزة والمنعة والكرامة وحسن الخلق حتى لسوف يجد نفسه مضطراً لاعتناق الدين الجديد. وأحبّ أن أبشر الأخ دانيال كودي حتى لا يفرح كثيراً فإن الله لا يحب الفرحين. أولاً دخل الإسلام إلى جبال النوبة منذ حوالى خمسة قرون على يد رجل وداعية سوداني «جعلي» حوالى عام 1530م وكان ذلك في منطقة تقلي. ومن نسل هذا الداعية الجعلي نشأت الأسرة المالكة في مملكة تقلي ومن الدعاة الذين ساهموا في نشر الإسلام في جبال النوبة الشيخ عبد الرحمن آدم.. ود رشاش «الموغشاش» هكذا كانوا يلقبونه. وقد تضافرت جهود كثيرة في نشر الإسلام في جبال النوبة: مملكة الفونج «سنار» ومملكة دارفور وقبائل البديرية الدهمشية والدواليب والركابنه وهم أصلاً موجودون في كردفان. واستمر توغل الإسلام وتغلغله في النسيج السكاني في جبال النوبة إلى يومنا هذا.. وأنا ليس لي أي غرض شخصي في أن أبث الضيق في نفسك وأنت رئيس الحزب ولكن أريد أن أذكرك وانير لك الدرب حتى تتحدث بتروٍ وتمهل ولا تجاوز قامتك.. وسوف أذكر لك بعض القرى والمدن والمناطق التي دخلها الإسلام واستوطن فيها في أيام مملكة عبد الرحيم الرشاش الموغشاش: فعد معي: جوقاية كالندا، جولية، النسادرة، الدامرة، توقين، المندارية، تمولي، النايلاب، تاجا، رشاد «طرطاج، أبو شوك جبيل فلاتة، ناصورا، كلوروا، كالوبا، تاندك، دبيكر كابوس، تكم نيشان، وترجك وتقوى، هذا غير تلودي وأم برمبيطة. وأزيدك غمًا بأن أعدد لك أسماء الدعاة الذين عملوا على نشر الإسلام في جبال النوبة وكلهم كانوا يعملون على نشر الإسلام ومحاربة العري والعادات الوثنية والكجور وحق المرأة في الميراث منهم الشيخ علي محمد أحمد يوسف من قبائل الفولاني وبنى المساجد ونشر الطريقة التجانية ومنهم بدوي ابو صفية والشيخ أحمد العباس ابن السنوسي من قبائل جهينة.. ومن أبناء الجبال الشيخ بركات النمر الذي اعتنق الإسلام في الجزيرة في منطقة الحصاحيصا وهو من أبناء ريفي سلارا من قرية تندية وكانت الاستجابة له من أهله وعشيرته كبيرة. ومنهم الشيخ محمد نجيب صالح البرهاني وهو من مجموعة النيمانق وكذلك الشيخ إدريس محمد عبد الله البرناوي وله خلوة في استجكاية ثم تحول إلى تقلي وعلى الميراوي ودعاة الطرق الختمية والإسماعيلية والمهدية وارتال وارتال من الرجال والدعاة.. وإن أنس فلن أنسى الشيخ محمد الأمين القرشي الحلاوي. معذرة أخي رئيس الحزب فقد ملأت نفسك غماً على غير ارادة مني ولا نية مبيتة.. وحتى أزيدك غماً أخي رئيس الحزب.. وهذه المرة بإرادة مني ونية مبيتة العلاقة بين ما في نفسي وما في نفسك علاقة عكسية الذي يزيدك غمًا يزيدني انشراحًا.. والعكس صحيح.. أنا نفسي لم أكن على علم تفصيلي بكل هذه المعلومات وكنت أعلم عموماً أن جبال النوبة منطقة إسلام ورغم القامات الكثيرة والسامقة والشامخة التي اهملتها لضيق الحيز فإن نفسي والله لقد انشرحت وأصبحت بصيرة أكثر نفاذًا من ذي قبل. وطبعاً هذه المعلومات حاصرتك حصاراً شديداً وحاصرتك أكثر بذكرها ونشرها.. ولا يغرنك وجود رجال أمثال عرديب وقاسم نسيم فأنت لا تمثل في الجبال إلا الأقلية. وهم يمثلون الأغلبية ولعلك تعلم ويسوؤك أن يعلم الآخرون أن الغالبية العظمى من أهل جبال النوبة مسلمون سنيون.. وبعدهم اتباع الديانات التقليدية.. الكجور.. ولا يعبدون الأصنام.. وتأتون أنتم معشر الوثنيين الجدد نصارى أمريكا والفاتيكان في مؤخرة القائمة رغم أن الإنجليز عليهم من الله ما يستحقون شملوا جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق مع الجنوب في قانون المناطق المقفولة عام 1922. وحتى تغتم قتلك الله غما أسوق إليك تقرير الكنيسة الكاثوليكية لنسبة النصارى في الجبال فهم حسب قولها يتراوحون ما بين 10 إلى 20 % والصحيح أنهم لا يزيدون على 5 % ويتمركزون في مناطق الكواليب وهيبان وتيرا، وانورد ومورو وبتانيا وهناك أقليات مسيحية في جبال تلشي وكورونقو وكوجورية وتيمي والنمانق. حضرة الأخ رئيس الحزب: إن أكثر الأقوال تواضعًا تقول إن نسبة المسلمين في جبال النوبة 70 % والديانات التقليدية «الوثنية» 20 % وإن المسيحيين امثالك 10 %.. بمعنى آخر لو أن الجبال كانت دولة قائمة بذاتها فلن تختار إلا الدستور الإسلامي.. ولن تجد لك وطناً تستقر فيه إلا جوبا فلا تفسد العلاقة بينك وبينهم بالحديث عن وجود الحركة الشعبية في جبال النوبة وعن حصولهم على اسلحة لم يكونوا يملكونها من قبل فهذا كله لا ينفي أنك في أغلب الظن غواصة. وأيًا ما كنت غواصة أو طيارة فتصريحك هذا يوقعك تحت طائلة العقاب في دولة الإسلام القائمة الآن شكلاً والتي ستقوم قريباً جداً شكلاً ومضموناً. فأنت تستهين بعقيدة 97 % من سكان السودان الذين ارتضوا الإسلام عقيدة وشريعة.. وأنت لا تزيد على كونك من أهل الذمة رغم أن المصطلح غير مستخدم الآن والمعنى واحد.. وأنت هنا لا بقانون المواطنة فهذا سقط من الترابي وقرنق وسيلفا كير.. بل أنت موجود بقانون الشروط الستة المستحقة المتعلقة بتوقير ذات الله سبحانه وتعالى وقرآنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وألا تبشر بدين غير الإسلام وألا تكون جاسوساً على دولة الإسلام وألا تفكر بأي حال من الأحوال في النيل من مسلمة لا بزنا ولا باسم نكاح. دانيال كودي.. تأدب فإني لك من الناصحين.. وإسرائيل أقرب لك من أمبدة.. والفاتيكان أرحب لك من الحاج يوسف.. وجوبا خير لك من الجبال.. وقاسم نسيم وعرديب هم من أبناء الإسلام وإلى حضنه يعودون.