انقضى موسم «العمرة» وها نحن اليوم على أعتاب شهر «الحج» والذي لم يتبق له سوى شهور معدودة.. فماذا أعددنا له يا ترى؟ علمًا بأن مشكلات الحجاج تتفاقم كل عام .. وكتبنا كثيرًا عن معاناة الحجاج وما يجدونه من آلام وتجاهل.. ولكن كل ما كتبناه يذهب أدراج الرياح... ليذهب العام ويأتي الآخر والحال كما هو!! ومن بين هذه الحالات.. تلك التي ما زالت كالغصة في حلوق المعتمرين والحجاج الذين يأتون «بحرًا» وهم يحملون تذاكرهم ذهابًا وإيابًا.. وعليك أن تكون «مهزومًا» وأنت «منصف» ولا تختر أن تكون غالبًا وأنت «ظالم».. وهذا بالضبط ما ينطبق على تلك «الفئة» والتي تفرض على كل معتمر أو حاج يريد الرجوع إلى بلاده بعد أن أدى مناسك «العمرة والحج» بدفع مبلغ وقدره «57» ريالاً.. علما بأن المعتمر أو الحاج يأتون وهم على يقين بأن تذاكرهم بحوزتهم.. وتكون المفاجأة كالصاعقة بالنسبة لهم حينما يطلب منهم موظف «الوكالة» مبلغ ال «75» ريالاً!! فعدم المعرفة في مثل هذه الأشياء يعتبر رأس كل مذلة لهؤلاء الحجاج.. كما ذكرت لنا هذا الموضوع مرات كثيرة، وما زلنا نتناوله حتى نلفت النظر لهذا الأمر الذي أصبح يأكل في عظامهم كالسوس بأن يضعوا حدًا لهذا التهاون واللا مبالاة لأهلنا المعتمرين.. وسنظل نكتب حتى تجف أقلامنا.. ولن نسكت عن هذا الموضوع إلى أن يجدوا له حلاً يرضي كل الأطراف. وشيء آخر أشد خطورة.. لقد أصبح من الضروري دفع مبلغ من المال لشركة سودانية للتأمين.. تعنى بالتأمين على حياة كل معتمر.. وارتبط هذا التأمين بتكملة إجراءات السفر للأراضي المقدسة عجبي!! حتى الموت في الأراضي المقدسة والتي يتمناها كل معتمر أصبحت له معايير تسمى بالتأمين.. فالسؤال الذي يفرض نفسه في هذا الموضوع هل المعتمرون راضون عن ذلك؟ وما هو الرأي الشرعي في هذا الأمر؟ وهل قامت هذه الشركة بالتفاوض مع الشركات والوكالات لهذا التأمين؟ هل سيكون هذا التأمين شاملاً لكل الأمراض؟ وأين سيتم العلاج داخل السودان أم خارجه؟ وما هي أنواع السرقات التي تدخل ضمن هذا التأمين؟ وهل هناك آلية واضحة في سياق هذا التأمين يتعامل معها المعتمر في حالة حدوث شيء لا سمح الله؟ أليس هذا ما يدعو للتساؤل؟ ولماذا ينحصر التأمين على المعتمرين فقط فهنالك الحجاج والسياح والتجار ويمكنهم التعرض لما قد يتعرض له لمعتمر؟ وهل المعتمر له دراية عن هذا التأمين أم أنه يدفع فقط لزوم استكمال إجراءاته؟ علمًا أيها الإخوة أن المملكة العربية السعودية متمثلة في خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تقوم بعلاج المعتمر وتلتزم بكافة علاجاته.. وفي وفاته لا قدر الله تقوم الجهات الرسمية السعودية بعمل اللازم لتكملة إجراءات دفنه.. علما بأن شركات التأمين على الحياة في السودان تم إيقافها ومحاربتها من قبل على أساس أنها ضد الفقه الإسلامي.. فكيف سيرد المسؤولون عن هذا الإجراء المخالف.. على الأقل من وجهة نظر المعتمرين..