عملت الإدارات الأهلية بولاية شمال دارفور بجهد مثمن بذله القيادات بالولاية الأمر الذي جعل من شمال دارفور نموذجًا للتعايش السلمي خاصة ان الولاية كل هذه الفترة من فترة الحرب لم تشهد صراعًا قبليًا دمويًا إلا بعض الخلافات العادية والتي سريعًا ما تتدخل الإدارات لحلها وحسمها.. والمنطقة الشمالية الشرقية خير نموذج والتي تضم ثلاث مناطق هي مليط والمالحة والكومة وثلاث ادارات أهلية رئيسة وهى الميدوب والبرتى والزيادية وقال العمدة ادم عمارة ادم تميم ل«الانتباهة» إنهم كإدارات أهلية بادروا واقروا بأن الحرب في دارفور هي التي أدت إلى توتر العلاقة بين القبائل وان الحياة لم تكن كما هي في السابق وكل المناطق وقبائلها في حالة احتقان وان الإدارات الأهلية في تلك المناطق رأت ضرورة إزالة الغضب بين القبائل لأنه لم يؤدِ إلى الأمام وأنهم كقيادات البرتي بادروا مع قبيلة الزيادية واجتمعوا في منطقة ساري وبدون اى مزايدات وتم التنسيق والاتفاق على حلول كما جلس قيادات الزيادية مع الميدوب واتفقوا مع بعض وتم تكوين لجنة مشتركة من القبائل الثلاث وتزامن هذا مع مجيء منظمة الفاو الزراعية وانعقاد ورشة عن السلام في مدينة مليط، وأضاف عمارة أن من التوصيات التي خرجت بها الورشة هي قيام الإدارات الأهلية بمبادرة عن السلام بين القبائل في تلك المنطقة وتم الترحيب بالفكرة من قبل منظمة الفاو وتبنوا الفكرة وعملت مذكرة تفاهم ورفعت تلك المذكرة إلى الخرطوم، وقالت لهم المنظمة لا بد من تكوين جسم شرعي يمكن التعامل معه بصفة مباشرة فكان ميلاد «منظمة الدمالج الخيرية للمصالحات والتنمية»، حيث قامت تلك المنظمة التي تضم في معيتها كبار الإدارات الأهلية والدمالج بعقد مؤتمر المصالحات والتعايش السلمي بالمنطقة الشمالية الشرقية وذلك في منطقة الصياح وكان قد حضر ذلك المؤتمر كل من معتمد مليط والمالحة والكومة الذين أشادوا بالفكرة واختتم فعاليات ذلك المؤتمر والي شمال دارفور، وأضاف العمدة عمارة ل«الانتباههة» أن الفلسفة من هذا المؤتمر فقط للإدارات الأهلية وكان هناك ثلاث جلسات وتم عرض كل القضايا والوثائق والمستندات وأقر كل الأطراف بالالتزام التام بكل ما يخرج من هذا المؤتمر.. وتم تكوين لجنة من قبائل المنطقة تضم الزغاوة والجلابة والبني عمران والفور الموجودين هنالك إضافة للفلاتة وذلك لتحديد أسعار البهائم في الأسواق، وأكد أن هذا المؤتمر قد وجد ترحيبًا من كل القبائل وحتى المنظمات مشيرا إلى أن منظمة الفاو الزراعية دعمت المنظمة بالتقاوي والمعدات والأغنام عبر برنامج التسليف الزراعي عبر هذه المنظمة «دمالج الخيرية». واوضح عمارة إن فكرة المؤتمر ومخرجاته جعلت والي شمال دارفور يشيد بهذه الخطوة، وقال: لا بد من تعميم هذا البرنامج على كل الولاية لأنه ادخل الثقة في القبائل كافة بتلك المنطقة. وقال الكثيرون من الإدارات الأهلية ل«الانتباهة» إن أكثر العوامل التي ساعدت المنظمة في تحقيق أهدافها هو الجدية في عملية التنفيذ ولا يوجد حتى الآن شخص واحد خرق أي بند من بنود التنفيذ بل عكس ذلك هنالك تبادل واجتماعيات وكل مناسبات القبائل تجد حضورًا بارزًا لكل القبائل فيما بينهم. وقال العمدة تميم إن المنظمة لديها خطة لتنفيذ مشروعات كبيرة يمكن أن تثبت المجتمع وتؤدى إلى التنمية ولا تنحصر فقط في التجمعات والمصالحات بل المنظمة تلجأ إلى عملية التنمية والإنعاش المبكر، ولابد لهم كإدارات أهلية من الحفاظ على السلام والتنمية المستدامة. فيما قال الأستاذ صلاح محمد موسى جابو من الشباب الذين عاشوا في هذه المنطقة إن هذا المؤتمر هو الوحيد الذي اخرج المنطقة من الضغائن ورتب للعمل الجيد وإن المؤتمر تمخض منه المنظمة وسحب المشكلات التي دائمًا ما تحدث بين القبائل وإنهم شهود أن هذه المنظمة عملت على علاج الكثير من المشكلات وإن ما يميز هذه المنظمة شكلها وهيكلها الاداري وبها كل القبائل من المنطقة الشمالية الشرقية كما أنها أزالت موضوع الحدود بين القبائل والتزام كل الناس والقبائل بذلك وأكد أنهم كشباب من المنطقة لمسوا حكمة من هذه المنظمة مطالبين الحكومة بمد العون لمساعدة الإدارات الأهلية ومنظمتهم الدمالج وأشار صلاح أن هذه المنظمة لديها كتاب تم فيه تحديد كل المشكلات القبلية بتلك المنطقة مطبوعة بطريقة جيدة ومفهرسة وأكد صلاح جابو أن المنظمة الآن أصبحت كقبيلة واحدة ولا بد من أن تجد هذه المنظمة الدعم وتأسيس مكاتبها.