من أين أبدأ؟ من الإعداد الذي لم يرق لمستوى الحدث، أم من التجهيزات للسفر؟ أم من مهزلة مطار الخرطوم قبيل ساعات من الإقلاع إلى لندن.. كل ذلك يحتاج إلى تحقيقات وفتح ملفات.. فما حدث يفوق عشرات المرات ما حدث في دورة كل الألعاب العربية التي أقيمت في الدوحة. لو تحدثنا عن الإعداد لأبطالنا المتأهلين نقولها وبالفم المليان إن اللجنة الأولمبية وإتحاد ألعاب القوى، كانا أبعد ما يكونان عن هؤلاء الأبطال. وجاء الإعداد ضعيفاً وعلى النفقة الشخصية لبعض اللاعبين بالرغم من وجود منح، لكن لم يتم التعامل معها بالصورة المطلوبة، وهذا بالطبع يعود لعدم الخبرة وانعدام العلاقات الدولية.. أما التجهيزات للسفر فكانت من نصيب البعثة الإدارية التي اهتمت بأمرها أكثر من الفنية، وما حدث في حوش الوزارة قبل السفر ب(4 2) ساعة فقط خير دليل على ما نقول.. أما الطامة الكبرى فكانت بمطار الخرطوم قبيل السفر، عندما حضر رئيس إتحاد ألعاب القوى يحمل حقائبه للسفر، لكنه فوجئ بعدم وجود تأشيرة. وكذلك سكرتير الإتحاد الذي غاب عن المشاركة هو الآخر. وإتحاد ألعاب القوى هو الإتحاد الذي سيشارك باسمه السودان وليست اللجنة الأولمبية أو وزارة الشباب والرياضة. أما أم المهازل فكانت الأخبار التي طغت على أخبار الأولمبياد، حيث لمع اسم السودان وتصدر قائمة الأخبار ليس في المنافسات، ولكن في هروب بعض أبطاله وطلبهم حق اللجوء السياسي بسبب الاضطهاد وعدم وجود حريات على حد قولهم. واللجنة الأولمبية والوزارة كانتا أبعد الناس عن الحدث. وعندما علموا طلبوا مهلة ووعدوا بإصدار بيان تفصيلي وحتى اللحظة لم نسمع منهم ما يفيد. مهازل لندن تحتاج إلى تحقيق واسع من مجلس الوزراء حتى نقف على حقيقة هذه المشاركة من الألف إلى الياء. سبق وتحدثنا عن ضرورة الإعتذار عن هذه المشاركة بحجة عدم الإعداد الجيد الذي تناولته الجزيرة الرياضية قبل أيام، ونسجت منه تقريراً مفاده أن ثلاثة وزراء تعاقبوا على وزارة الشباب والرياضة فشلوا في تأهيل وإعداد«001»بطل ليتقلص العدد الى «6» أبطال فقط، وأرجعت ذلك للضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً. وزير الشباب والرياضة الذي غادر مترئساً وفد السودان، قال في تصريحات صحفية قبل المغادرة إن المشاركة لا تمثل طموحنا، ولكن نأمل في ميدالية في ألعاب القوى. وكأن الميدالية الأولمبية هذه يمكن الحصول عليها بهذه السهولة. ظاهرة المنشطات التي ظهرت في هذا الأولمبياد ستجرد عدداً من الأبطال من الميداليات. غداً سنكتب بالتفصيل عن صمت الإتحاد حيال ما يجري في بطولة الممتاز في أسابيعها الحاسمة من قبل بعض الأندية، ومنها مغازلة المريخ لمدرب جزيرة الفيل قبل «84» ساعة فقط من مباراتهما الدورية، وتصريحات مدرب جزيرة الفيل نفسه بالانضمام للجهاز الفني للمريخ عقب المباراة مباشرة.. مثل هذه التصريحات والقرارات أين هي من الظواهر السالبة ومن حالات التواطؤ؟ على الإتحاد أن يصدر قراراً واضحاً بعدم إنتقال أي مدرب في الممتاز لناد آخر في نفس الدرجة خلال المنافسة. الآن وبعد أن عرفت الحكومة سخرية عرمان وهدف الحركة الشعبية الحقيقي، هل ستواصل الحوار؟ أم تعلن قبولها بفتاوى الأئمة الذين يمثلون لسان الأمة الاسلامية.