الغربة وسيلة لتحقيق اهداف عجز الكثيرون عن تحقيقها في بلدانهم.. وقد حقق بعضهم الحد الأدنى من احلامهم التي رسموها وهم في طريقهم لمهجرهم.. لا اريد ان اتحدث عن الصدمة التي واجهت الكثيرين لكن سنفرد هذه المساحة للذين جادت قريحتهم وعبروا شعرًا عن حالهم واشجانهم واحزانهم.. وقد قال المغتربون بأن الغربة الفعلية قد تكون عاملاً يثير الأشجان فى نفس الإنسان ويحرك نفسه فيدفعها إلى الشعر.. ويستحضرني هنا قصيدة الغربة الغشاشة التي لم يتسنىّ لي التأكد ممن نظمها ولكنه قال فيها: يا غربة يا غشاشه يا بكاية يا مستهبلة تغرينا بدرهم قروش ولا قنطار بهدله جيناك بس نقصد سنه وحاجاتنا ناقصه نكمله نبني البيوت في العاصمه نفرش أثاثه نجمله وكورلا حاره نرسله أصلو النقل صار مشكله ونكمل الدين بي مهل والسمحه جاهزه نحصله غير القروش اللاهل عبر الشهور بنرسله والباقي يدخل في البنوك ونشوف دينا نشغله لكن حساباتنا الغلط في كل عام بنرحلا ومن الواضح ومن خلال الابيات اعلاه يتضح ان المغترب الشاعر حدد اهدافًا محددة وهى بناء بيت يليق بالمقام وفى العاصمة.. مع التأثيث وعربة كوريلا وبعد الانتهاء من البيت وارسال العربة يتم الزواج واعتقد أن هذا حلم مشروع ... ولكن يتضح من خلال كلامه انه فشل في تحقيق اهدافه والدليل ترحيل الاهداف من العام المنقضي للذى يليه ... دعونا نغوص في ما تبقى من القصيدة حيث قال: مرت سنه من عمرنا بنعدها ونفصله والحسبه وصلت طاشرات يمكن نعيش ونعدله لكن تعال نحاسبك يا وهم من غير رقم أو أمثله كان للقروش نجري ونحوش لكن تقول بنشاكله ما راضيه تقعد في الجيوب وتقول حرامي وبينشله لكن بتقعد في الضهور بديون تقيله مقيله كملانه ما بتقضي الغرض وأقل حاجه تكمله كملانه بي مطار وحق وزن ومجاملات مستعجله هنا يبدو ان شاعرنا لم يحصد شيئًا بعد ان وصلت سنوات غربته «طاشرات» ولم يحصد الا السراب.. وقد استهجن عدد كبير من المغتربين القصيدة واعتبروها مثبطة ومهبطة بل محبطة وقد قال بعضهم ان التوفيق والنجاح بيد الله ومشيئته فقط ولكن علينا بذل الأسباب.. وقد كتب الاخ الشاعر المغترب محمد الزبير ردًا على القصيدة قائلاً: عذرًا تمهل في الحكم الغربة لا غشاشة لا بكاية لا مستهبلة شطر الكلام ماهو الصواب ما يستقيم دون تكملة نصف الذكرتو كلام صحيح كانت ثقافة مرحلة الغربة اختلفت كتير وبقت في نسخة معدلة الغربة تخطيط منتظم ضبط الحكاية من اولا الغربة زي موية المطر في الرملة ما بتحصلا الغربة عايزة مؤهلات تطوير شديد دون ململة الغربة كم ربت يتيم مسحت دميعات أرملة في الغربة ناس تركوا الخمول عرفوا الصلاح درب الصلاة بالغربة ناس فتحت بيوت حفظت صغارها من البلا بالغربة كم حجوا الكبار دفعوا التذاكر في الغلا الغربة كم سندت ضعاف اضحت امورها مسهلة بالغربة كم مديون مهان سدد ديونو وحلحلا بالغربة كم متروك ضعيف حاز العماير وسجلا بالغربة ناس عملت بيوت مفروشة اثاث آخر حلا في الغربة ناس حازت علم طب واقتصاد مع صيدلة في الغربة ناس درست فقه حفظوا المتون من اوّلا الغربة كم دعمت إمام شيد مساجد للصلاة الغربة كم زرعت حقول روت العطاشا الفي الخلا كثير من المغتربين نجحوا خارج اوطانهم اكثر مما هم فيه وهذا يعني ان للغربة محاسن ومساوئ فالاخ شاعر الغربة الغشاشة معه بعض من الحقيقة في قصيدته ولكنه صب جام غضبه على الغربة وكأنها تأخذ فقط ولا تعطي اما القصيدة الثانية فتحدثت عن الجانب الآخر للغربة بذكر الجانب الإيجابي وقد نجح في التعبير عنها.. للحديث بقية