نصرخ ومن هذا المنبر مطالبين المسؤولين بالنظر والتحري في هذه المشكلات التي تعانى منها بناتنا في داخليات السودان من قطوعات الكهرباء والمياه ورداءة الداخليات بالإضافة إلى مسألة دفع الرسوم .. وحتى نقف على هذه الظاهرة تعالوا معي نسمعهن أولاً: تقول الطالبة «هبة» تقيم أسرتها بالمملكة العربية السعودية بجدة.. وهى طالبة بطب جامعة حكومية كبرى بالسنة الرابعة .. وتتساءل عن سبب دفع رسومها بالعملة الصعبة رغم أن معظم زميلاتها بالفرقة يدفعن رسومهن بالعملة المحلية .. ولا تجد مقارنة حتى في حجم المبالغ .. وتقول إنها لم تعانِ كثيرًا من جراء دراستها بالسودان وقد تأقلمت مع الوضع سريعًا ذلك لأنها درجت على الحضور للسودان سنويًا .. وتعترف أنها تفقد أسرتها كثيرًا وخاصة أيام الامتحانات حيث تزداد الحاجة إلى العون والسند المعنوي. وعند سؤالنا عن سبب اختيارها للسكن بالداخليات.. تقول قد فضلت أن لا أكون عبئًا على احد كما أن الداخلية تمنحني فرصة لتأكيد التزامى تجاه نفسي وأهلي .. وأكثر ما يضايقها قطوعات الكهرباء والمياه .. لكنها تؤكد رغم كل المشكلات وكل الأحوال أنها اختارت الدراسة بالسودان وسط أهلها وناسها. الطالبة «أروى» تقيم أسرتها بالمملكة العربية السعودية وتقيم بداخليات الطالبات وتتلقى دراستها في كلية الطب بإحدى الجامعات الأهلية ومطلوب منها أن تسدد الرسوم الدراسية بالعملة الصعبة إلا أن «أروى» ترى مكاسب عديدة حققتها من خلال وجودها بالداخلية فهي تقول إنها قد تعلمت تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات وكيفية التعامل مع الآخرين الذين منحوها الإحساس بعدم الغربة.. أكدت أنها لا تستطيع الإقامة مع أحد لأنها ترى أن هذا سيقيدها مشيرة إلى اختلاف المجتمع .. غير أن ما يزعجها ايضاً قطوعات الكهرباء والمياه. مسألة دفع رسوم أبناء المغتربين بالعملة الصعبة هو في الأصل قرار حكومي تطبقة الجامعات الحكومية ونهجت نهجها الجامعات والكليات الأهلية التي امتلأت بها الخرطوم أخيرًا.. غير أن جامعة واحدة من أعرق الجامعات يبدو أنها استُثنيت من هذه القاعدة وهذا ما يكشفه حديث الطالبة «وفاء» التي تدرس بكلية الطب جامعة أهلية السنة الخامسة .. تقول إنه لا يفترض سداد الرسوم الدراسية بالعملة الصعبة .. أما عن الداخلية التي تقيم فيها فتقول إنها قامت على أكتاف أولياء الأمور حيث لم تكن هناك مساكن مؤهلة لإقامة أبناء المغتربين .. وتقول وفاء بأنها حضرت للسودان ووجدت نفسها مسؤولة عن كامل أشيائها.. وشعرت بمدى العبء الذي يتحمله أبواها في رعايتها وتلبية احتياجاتها وطلباتها .. وتؤكد أن التجربة علمتها الكثير وترفض « وفاء» خيار الدراسة بالخارج وتفضل الدراسة بالسودان مؤكدة أن السكن مع أية أسرة صعب بالنسبة لها لأنه يلقي عبئًا على الآخرين ويقيدها في ذات الوقت .. وتقول إن الحياة في المجتمع السوداني تفتقد للخصوصية حيث كل الأبواب مفتوحة أمام الأهل والضيوف في أي وقت لكثرة المجاملات وهذا يكون خصمًا على وقت التحصيل فالداخلية إلى حد كبير تمكن الطالبة من تنظيم وقتها وتحصيل دروسها. هذا ما سمعناه من طالبات يدرسن في السودان .. فيا ترى ما هو رأي المسؤولين تجاه مطالبهن؟؟