أخيرا استدل الستار على قضية إدخال وزراعة القطن المحور وراثيًا في السودان والتي شغلت الراي العام بمختلف فئاته وذلك بإعلان اتحاد عام مزارعي الجزيرة والمناقل عن بدء عمليات زراعة القطن الوراثي لأول مرة في تاريخ المشروع وسط توقعات بارتفاع أسعاره عالميًا نتيجة لارتفاع أسعار الزيوت، ويلاحظ أن القطن تصاعدت وتيرة الأحداث تجاهه وتباينت ما بين الرفض والقبول بجانب الزخم الإعلامي الكبير المصاحب وتبادل الاتهامات التي خلصت إلى المصالح الشخصية والتجارية، وتعد خطوة زراعة القطن المحور وراثيًا انتصارًا كبيرًا لوزير الزراعة والري الاتحادي د. عبد الحليم المتعافي والذي قاد حملة أقل ما توصف بالحرب ضد المحذرين والرافضين لإدخاله او إجازته إلا أن الوزير استطاع أن ينال تأييد كبير على مستوى رئاسة الجمهورية، مما أدى إلى أخذ قرار زراعته الطابع السياسي إلا أن جهود الوزير اتضحت جليًا في تمليك المزارع وعيًا كافيًا بحقيقة القطن عند إجازته من قبل اللجنة الفنية للسلامة الحيوية التي أجازت زراعة (120) ألف فدان بطلب من وزارة الزراعة فيما حددت زراعة (150) ألف فدان العام المقبل حيت تم تكوين لجنة عليا لتوزيع القطن خرجت بإحصائيات أكدت أن الطلب عليه أكثر من البذرة المتوفرة والمصادق بها في جميع المشروعات في وقت صادقت فيه اللجنة على أن لا تتجاوز مساحة المشروع الواحد «20» فدانًا وهنالك مشروعات طالبت ب «40» ألف فدان وبحسب المعلومات الواردة من وزارة الزراعة تكفي لزراعة مائة ألف فدان بواقع «500» طن مما يؤكد وجود سطح ملائم لنجاح التجربة لا سيما في اجتهادات الوزارة لخلق أرضية مناسبة بتوفير مدخلات الإنتاج وحل جميع المشكلات التي تواجه الموسم الزراعي بصورة راتبة خاصة مشكلة الري، أسباب عدة صاغتها وزارة الزراعة وقتها لتبرر فيها زراعة الصنف ومحولات لإقناع الآراء الرافضة للقطن منها أن السودان تواجهه مشكلة كبيرة في محصول القطن وذلك لما تشكله ديدان اللوز من مهدد حقيقي للإنتاجية وتصل تكلفتها إلى «40%» من تكلفة الإنتاج وأمر آخر وهو كمية الأطنان الكبيرة من المبيدات التي تستعمل في مكافحة الدودة مما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان والحيوان والأخير مهدد كبير لهز عرش أصحاب الشركات العاملة في مبيدات ديدان اللوز التي اتهمت بتنظيم الحملات الرافضة. نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان غريق كمبال أكد توزيع القطن للمزارعين مبينًا أن الخيار متروك للمزارع في زراعته، وكشف عن تحفظ الاتحاد في إجازة الصنف التي لم تتم بالطريقة السليمة على حد تعبيره، وقال مازلنا نحذر المزارعين من زراعته باعتباره غير مضمون العواقب مبينًا أن الكمية المزروعة انتشرت في كافة الولايات مشددًا لدى حديثه ل «الإنتباهة» على أهمية متابعة زراعته بصورة دقيقة من قبل العلماء في هيئة البحوث الزراعية والجهات المختصة في جميع المراحل بجانب تشكيل تيم لمراقبة الآثار الإيجابية والسلبية للمحصول ورفع تقرير دوري عن مدى قابليته في السودان وحل قضايا القطن باعتباره أصبح أمرًا واقعيًا للمزارع مما ينتج عنه تكوين رأي علمي متخصص ونهائي وفيما يتعلق بتنافس المزارعين في سبيل امتلاكه على حسب ما يتردد أكد أن المزارعين ما زالوا مترددين في زراعته، والبعض منهم متحمس لزراعته وتوقع التوسع فيه بصورة كبيرة الموسم القادم وذلك على خلفية الحقائق التي يخرج بها الموسم الحالي من تقليل تكلفة الإنتاج والإنتاجية الكبيرة التي تعتبر محفزًا لزراعته مستقبلاً.