اعتلت أصوات الزغاريد وارتسمت الابتسامة على وجوه مواطني خليل المحطة بمحلية سنجة وهم يستقبلون وفد وزارة التربية والتعليم بولاية سنار الذي جاء لتكريم أول الشهادة السودانية على مستوى الولاية الطالب حسن عبد الله اسحق بنسبة تحصيل بلغت «93%» وذلك وسط أهله وبمنزله بخليل وكانت الفرحة عارمة لكل أهالي القرية إيماناً بأن نجاح حسن نجاح لهم وتشريف للولاية وعز ومفخرة لمدارس الريف... وكانت تفاصيل نتيجته «96» للتربية الإسلامية ومثلها للغة العربية و«90» للإنجليزية و«94» للرياضيات و«87» للفيزياء و«90» للكيمياء و«98» للهندسية. وأكد ممثل والي سنار وزير المالية الأستاذ أحمد محمد عبد الله الذي خاطب احتفال التكريم أن الولاية ستولي اهتماماً كبيراً بالمتفوقين والنوابغ والمدارس المتفوقة والمتميزة ولا تجهل الأخرى وقال إن جهوداً مقدرة وأولوية قصوى أولتها حكومة الولاية بالتعليم من أجل نهضة ورفعة الولاية وتحسين بيئة التعليم وأضاف أن قرية خليل وبهذا النجاح أصبحت محطة للدين والعلم والقيم والأخلاق والمثل، وأن أسرة حسن أصبحت دائنة لحكومة الولاية مما جعل السيد الوالي يسر ويفخر بنجاح حسن ويتبرع له براتب شهري لإعانته في دراسته إلى أن يتخرج في الجامعة «جامعة الخرطوم كلية الهندسة» فضلاً عن تبرعه له بمبلغ «10» آلاف جنيه هدية لنجاحه... وطلب ممثل الوالي من وزير التربية والتعليم أن يحدد مشكلات المدرسة للعمل على معالجتها قائلاً إن نجاح حسن سيعود خيراً على نفسه وأهله ومدرسته وفور ذلك تبرع هو ووزير التربية بمبلغ «15» ألف جنيه لتسوير المدرسة وإنشاء مكتب آخر للمعلمين واعدين بحل مشكلة الإجلاس.. وكان قد تبرع له وزير الصحة دكتور شرف الدين هجو المهدي بنفس المبلغ بصفته راعياً لمدرسة بن الهيثم النموذجية التي درس فيها النابغة حسن، وأشار ممثل الوالي أن في نجاح حسن تذكرة للآخرين وتشجيعًا للمتميزين ويؤكد أن الريف مكان طيب للعلم إذا هُيِّئت الظروف معرباً عن شكره وتقديره لأسرة حسن التي كانت هي من أسباب النجاح. فيما قال وزير التربية والتعليم بالولاية دكتور أحمد رمضان داود إن الطالب حسن سيكون مفتاح خير لهذه القرية، ووعد برعاية مدرسة الأساس بالقرية والعمل على تهيئة البيئة المدرسية والاهتمام بالأنشطة الطلابية وحل المشكلات التي تواجهها، وأضاف في كلمته في الاحتفال أن الولاية تشرفت بهذا النجاح متبرعاً بمبلغ «10 آلاف جنيه». وعبَّر كلٌّ من مدير عام وزارة التربية الأستاذ محمد بابكر وعمر الشريف وزير تنمية الموارد البشرية عن سعادتهما بهذا النجاح وقالا إن أتيحت له الفرصة كما تتاح في مدارس الخرطوم لكان الأول على مستوى السودان دون منافس مشيرين إلى أن نجاحه جاء في ظروف خاصة حيث كان يقطن بمسجد وهذا يعد مفخرة ومكرمة لأهل الدين ولقريته وللولاية متمنين له أن يكون من قيادات البلاد الرشيدة. أسرة حسن أسرة بسيطة وتقية ونقية والده مزارع ووالدته ربة منزل وله أخ أكبر يسمى محمد حافظ لكتاب الله وهو طالب بجامعة القرآن الكريم ومحمود طالب بالصف الثامن أساس حافظ ل «16» جزءًا من القرآن الكريم وإبراهيم بالصف السادس يحفظ «10» أجزاء وهؤلاء الإخوة درسوا بخلوة خليل حيث مسكنهم وأخواته خديجة ومياسر وفاطمة يدرسن بالصفوف الرابع والثاني والأول على التوالي. وكان رئيس اللجنة الشعبية مدير مدرسة أسامة بن زيد بقرية خليل الأستاذ محمد آدم قال في كلمته إن تعليم الأساس ما زال يحتاج للكثير مشيراً إلى أن مدرسة أسامة بها مكتب واحد ولم يسع ل«11» معلمًا ومعلمة وبها أكثر من «450» تلميذًا وتلميذة فهي مختلطة ومتوسط الفصل «60» تلميذًا ويجلس بعضهم مفترشين الأرض داعياً إلى الاهتمام بهذه المدرسة وحل مشكلاتها. ويبقى الأمل والعشم في أن تهتم حكومة الولاية بمدارس الريف من أجل أن يتميز تلاميذها وطلابها وتتفوق مدارسها خاصة بعد أن دخلت كثير من مدارس الريف في العشرة الأوائل في تصنيف نجاح المدارس الثانوية بالولاية، وكانت أولاها مدرسة دونتاي بنين ومن بينها الشمباتة بنات وللحقيقة إن اهتمت الولاية بالريف لتميز طلابه وتميزت مدارسه ولارتقت الولاية لأن كثيراً من الطلاب المتميزين هناك لكنهم بعيدون عن المدارس المهيأة والمعلمين الأكفاء.