الخوف والقلق الذي يسيطر على بعض النساء في دول المهجر من الحاضر والمستقبل على بيوتهن ومنازلهن اضافة الى نقص الإيمان والذي هو مفتاح الموبقات يجعلهن يلجأن للسحرة و«الفقرا» بحثًا عن الاستقرار العائلي والمحافظة على الوضع الاجتماعي وعمل «حجابات» لأولادهن خشية العين والحسد خاصة في فترة وجودهن في الإجازات، مما أصبح معتقداً راسخاً لدى الكثيرات منهن بأن الشيخ أو«الفكي» بيده «الحل والربط» وهي بالطبع تصرفات تتنافى مع قواعد الإيمان وعلى رأسها عدم الشرك بالله.. وتتنوع هذه الاشياء ما بين قراءة الفنجان وعمل الأحجبة وطرد الأرواح الشريرة وفتح المندل ومن تتخذ تلك الأسباب يكون ذلك دليلاً واضحًا على الخواء العقلي والروحي لديها .. نافذة مهاجر فتحت ملف الدجل والشعوذة وزيارات نساء المهجر خلال وجودهن في السودان للشيوخ والتقينا عددًا منهن ليقصصن لنا تجاربهن مع ذلك العالم الخفي.. كما ختمنا جولتنا برأي علم النفس لمعرفة الرؤية النفسية التحليلية لهكذا تصرفات وأساليب.. نتائج متوهمة بداية التقيناها تقضي فترة الإجازة الآن بين اهلها في السودان ولم نذكر اسمها ولم نشر لها حتى بالأحرف بناء على رغبتها .. قالت: تربطني علاقة وثيقة جدًا بجارتي السودانية بذات البناية التي نسكن بها، وبحكم الجيرة تكون جارتي تلك موجودة معي جلّ أوقاتها وكثيرًا ما تحدث مناقشات بيني وبين زوجي في حضورها وتمتد النقاشات بيننا لدرجة كثيرًا فنصحتني جارتي قائلة: بمجرد وصولك السودان عليك بشيخ «فلان» ووصفته بان «يدو لاحقة » وفسرت ما يحدث بيني وبين زوجي بان هناك شيء «معمول» لنا للتفرقة بيننا! وبالفعل ذهبت لذلك الشيخ رغم وعورة الطريق وبعد المسافة لكن عندما لمست النتيجة الإيجابية تيقنت من «بركاتو» خاصة وان تعامل زوجي معي تغيّر بمعدل 180 درجة نحو الأحسن.. او بالاصح توهمت ذلك. تبادل خبرات «س م» كانت لها تجربة مع السحر والدجل خارج حدود الوطن حيث قالت: رغم أنني سودانية ومن منطقة في السودان مشهورة بأن شيوخها «برّوقوا الموية» الأ أنني عندما تعرضت لمشكلة اسرية قوية وكنت في اشدّ الحاجة لهم وكنت خارج السودان لم اجدهم حيث كان يصعب الاتصال الفوري وقتها كما هو الحال الآن.. فلاحظت جارتي شرودي وتضجري وهي كانت من احدى الدول العربية التي اشتهرت بالسحر، وصدُف أنها كانت في طريقها لبلدها في إجازة قصيرة فحكيت لها مشكلتي ووعدتني خيرًا وبالفعل عند عودتها أحضرت لي معها «حجاب وأبخرة» ونحن الآن في أحسن حالات الاستقرار الأسري.. سعياً للاستمرارية «ص أ» هاجر خارج الوطن منذ عشرات السنين وحتى أهله هنا لم يكونوا يعلمون عنه شيئًا لمدة طويلة، حكى لنا تجربته بقوله: زواجي من طليقتي لم يكن في ظروف عادية، فلقد تزوجتها بعد أن تنكرت لي خطيبتي السابقة دون اسباب واضحة وكنت حينها موجودًا بالسودان لفترة قصيرة وقد أكملت كافة استعدادت الزواج، فلم يكن أمامي خيار آخر سوى الزواج من «بنت الجيران» فتمّ الزواج في أقل من عشرة أيام سافرت أنا بعدها وبعد فترة أرسلت لها زيارة وبعدها استخرجت لها إقامة وكل ما حدث بعد ذلك أنني لم أتذكر شيئًا منذ حضورها من السودان.. وكثيرًا ما كانت تجري اتصالات هاتفية لأهلها ولم يخطر ببالي قط أن أتواصل مع أهلي وعندما ضقت ذرعًا باتصالاتهم ورسائلهم عبر البريد الالكتروني، قررت الرحيل من الشقة نهائياً وحينها كانت المفاجأة عندما قمت بتحريك المدفأة فوجدت كمية من الأوراق وعندما فككتها وجدت عليها طلاسم «عظام وشعر» وأشياء اكثر غرابة فقمت بالتخلص منها دون ان أخبر زوجتي وقتها بشيء.. وهنا فقط تذكرت أهلي واخواتي والله لا اقول الا الحق وقبل أن أفعل أي شيء القيت على زوجتي يمين الطلاق والتي حلفت بالله جهد ايمانها أنها لم تفعل ذلك الا رغبة منها في الاستمرارية معي خاصة وأنني قبل زواجي منها لم أكن أطيق حتى رؤيتها!! تراكم العوامل المكونة للشخصية حملنا إفاداتنا تلك وتوجهنا بها صوب الاختصاصي النفسي زكريا محمد صالح ليدلي لنا بدلوه فيها ويوضح البعد النفسي لممارسيها فافادنا بقوله انه عادة ينشأ الخوف لدى النساء المهاجرات نتيجة لتراكم وتضافر عوامل مختلفة وهي العوامل المشكّلة والمكونة لشخصية الفرد، وتلك العوامل هي التي تسهم في إحداث الأثر النفسي للفرد وتكوّن خبرته وسلوكه وأفعاله التي يقوم بها ويمكن حصر تلك العوامل في خمسة عوامل أولها العوامل الدينية وهي متعلقة بالعقيدة وتختلف من فرد لآخر فبعض الأفراد يعتقدون في طريقة معينة وشيخ معين يرجعون اليه ويستشيرونه في كل أمورهم وأحوالهم، ثانيها العامل الثقافي وهذا يتعلق بالبنية المعرفية الثقافية لدى الفرد، فبعض الأفراد تحتوي ثقافتهم ميلاً نفسيًا ثقافيًا تجاه الشيوخ، ثالثًا العامل التربوي ففي التربية قديمًا كان الهدف هو«راجل السترة» فقط لكن الآن ظهرت ثقافة «راجل المرة» فالمرأة العائدة من المهجر تكون خائفة على زوجها خاصة إذا كان وضعه المادي مريحًا ومن ناحية أخرى تسمع بعض الملاحظات حولها أن زوجها كثير الإنفاق على أسرته و«ما عامل ليك حساب انتي وأولادك» من هنا ينشأ خوفها على زوجها، رابعًا العامل الاجتماعي وهذا الجانب متعلق بجماعة الرفاق بالتحديد أو الوسط الذي تعيش فيه والذي له بالغ الاثر كنصيحة احدى الرفيقات لها بالذهاب لشيخ فلان للمحافظة على زوجك وأمواله فتتزين لها الفكرة وتقتنع بها وتبدأ خطوات التنفيذ، خامسًا الوضع الاقتصادي المميز للمغتربين والذي يختلف عن من بداخل السودان؛ فالزوجة المغتربة تكون لديها آمال وطموحات «دهب وعربية وبيت» بالتالي يمثل العامل الاقتصادي احد أهم الضغوط التي تجعلها تلجأ للشيوخ.. البعد عنها نضج واقعي وعند تحليله لتلك العوامل من الناحية النفسية اكد ان بها تكاملاً بصورة إيجابية وهذا يعني نضجًا إنفعاليًا وتكون صاحبة تلك الشخصية إنسانة واقعية ولديها رضا تام وقناعات بما تملك وبالتالي لا تلجأ لهذا الاتجاه ولكن عندما تبرز النواحي السلبية هنا تسود الأنانية وحب السيطرة والذاتوية والخوف من المستقبل فكل تلك النواحي تصنع الشخصية وتجعل لديها نقصًا مما يجعلها تلجأ للشيوخ، كما أن بعضهن يلجأن للشيوخ خشية العين والحسد على أطفالهن باعتبارهن من ذوات النعم وفي أحايين كثيرة تنشأ مشكلات بين المرأة وزوجها بسبب «الأحجبة والتمائم » التي تعلقها للأبناء فهي من وجهة نظرها تسعى للمحافظة على أطفالها وأولادها ويعتبره الزوج مجرد «كلام فارغ» فينشأ صراع نفسي قوي قد يؤدي للانفصال بينهما وخراب البيوت..