محمد الخير الطيب سرور الشهير ب (سرور) أحد أعلام مدينة الخرطوم في زمنها الجميل استطاع بعصاميته أن تكون له بصمات ظلت واضحة على المجريات الاجتماعية والخدمية، وإعادة الرونق والبهاء للمدينة في الوقت الذي استطاع أيضًا أن ينير سماوات المسجد الكبير بعنايته واهتمامه الثر.. فأدخل سرور العديد من التعديلات عليه بتشييده صحن المسجد، إضافة للعديد من الترتيبات التي تضمن للمسجد الاستمرارية في أداء رسالته.. (تقاسيم) جلست إليه في دردشة رمضانية فماذا قال: ٭٭ الخرطوم زمان كانت كيف؟ كانت مقفولة من كل الجهات من الجهة الأمامية كبري المسلمية ومن الخلف كبري الحرية والنفق في شارع الجمهورية وكبري بحري وأم درمان والسكك الحديدية تطوقها بكل الجهات وكانت المباني عادية جدًا من الزنك ولا تسمح الحكومة للمواطنين ببناء بنايات شاهقة أو عالية، وتهدم كل المنازل المخالفة وكان القصر الجمهوري هو المبنى الوحيد المرتفع المكون من عدة طوابق في الخرطوم. ٭٭ المسجد الكبير كان إحدى العلامات المميزة لمدينة الخرطوم؟؟ نعم الجامع الكبير من المباني الكبيرة التي تميز الخرطوم وقد بناه الخديوي عباس باشا وكانت تؤمه أعداد هائلة ومتزايدة يوماً بعد يوم من المصلين الذين يرتادونه في جميع أوقات الصلاة ولكن بمرور الزمن كادت تتحول ساحة المسجد إلى مكان لتجمع العصابات بسبب انهيار السور فقادتني كل تلك الأشياء إلى التفكير في إحداث تغيير في بعض مباني المسجد فذهبت إلى المحافظ آنذاك الذي تصدق بالموافقة فقمت ببناء دورات المياه الجديدة بالناحية الغربية إضافة إلى زيادة عددية الوضايات وسقفها بمظلات وإعادة بناء السور وتكييف المسجد كذلك تكفلت على نفقتي الخاصة ببناء صحن المسجد والمنبر فقمت بزيارة عدد من المساجد المميزة في البناء آنذاك في ولاية الخرطوم حتى وقع اختيار على عمال من أم درمان وتم بناء الصحن بالشكل الراهن بجانب إسهامي في بناء معهد الأئمة والدعاة. ٭٭ من هم الأئمة الذين تعاقبوا على المسجد؟ حين تسلمت زمام لجنة المسجد كان الإمام والقاضي في الخرطوم من دولة مصر ويعتبر شيخ الحسن الأمين الضرير أول إمام سوداني وكان ذلك في عام 1934 أعقبه الشيخ مصطفى إبراهيم الدسوقي ثم الشيخ عبد الرحمن دفع الله وعبد الله الغبشاوي ثم حسن عثمان البيلي ومحمد أحمد عمر العمرابي والشيخ أحمد البيتي وبدوي الطاهر من كسلا كذلك خصصه إماما خاصا لصلاة الجمعة وقمت آنذاك بفتح حساب في البنك يعمل حتى الآن أسدد من خلاله رواتب العمال والأئمة والدعاة وإمام صلاة الجمعة. ٭٭ حضورك إلى الخرطوم كيف كان وكم كان عمرك؟ لدي شقيق يملك بقالة في شارع الاسبتالية فأرسل لي لكي أحضر للعمل معه وكان عمري 15 عامًا وبعد فترة تعرض دكانه للإفلاس فقرر السفر إلى الأقاليم ولم أذهب معه فقمت بالشراكة مع أحد أقربائي بفتح البقالة الموجودة حاليًا غرب مجمع الذهب واشتغلت فيها 49 سنة، كنت أبيع التوابل والسكر والصابون وغيرها من الاحتياجات البسيطة وبعدها توسعت في نشاطي وامتلكت عددًا من المحلات التجارية شمال المسجد الكبير. ٭٭ السوق الإفرنجي لماذا سمي بهذا الاسم؟ أولاً دعيني أقول لكِ هذه الحقيقة فشخصي أول سوداني يدخل السوق الإفرنجي ويعمل فيه فقد كان كل التجار إما يمنيون أو إغريق.. ومعظم التجارة كانت هامشية (فريشة أرض) وكانت مباني الكمبوني الراهنة هي زريبة الفحم وتقابلها زريبة العيش. ٭٭ رمضان زمان؟ زمان الخرطوم كانت درجات الحرارة فيها مرتفعة شديد و«سخنة شديد» كما أنه كان لا توجد مراوح ولا مكيفات هواء. ٭٭ كيف كنتم تتعاملون مع سخانة الخرطوم الشديدة؟ كنا نشيل (توب) ونربطه بحبل في الأطراف ويتكفل شخص بتحريكه.