هل أنت مدمن شاي وقهوة، سجائر، كوتشينة، للصراخ والعصبية السهر في المنتديات والفيس.. الكثير من السلوكيات والممارسات الخاطئة هي ديدن الكثيرين بل هي تشكل خريطة حياتهم.. ولكن مع قدوم شهر رمضان هناك من يتخذه شهرًا لتغيير السلوك بصورة مؤقتة بالرغم من أنه يحمل في طياته الكثير من الفوائد العظيمة بشرط أن يلتزم الصائم بتعاليم وحدود الصيام والحكمة منه.. ونحن نعيش هذه الأيام بشريات شهر رمضان هل تغيَّر نمط حياتك في رمضان؟ وكيف يمكن أن يسهم رمضان في تغيير حياة الناس؟ (البيت الكبير) ناقش القضية مع عدد من المهتمين وخرج بالتالي: تدريجيًا يؤكد الهادي السر «طالب» أنه يتعاطى السجائر بصورة وصلت إلى درجة الإدمان، وقال إنه اتخذ رمضان هذا العام للإقلاع عن التدخين بعد أن شعر بالمرض يدب إلى أطرافه موضحًا أن الصوم لمدة شهر يشجع المدخن على تقوية الإرادة بترك عادة التدخين وكل السلوكيات الخاطئة والإقلاع عنها بشكل تدريجي، حيث يبدأ الدماغ في التعود تدريجيًا على الحياة من دون نيكوتين، وقال إن رغبته في إشعال سيجارته بعد مرور عدة أسابيع من رمضان صارت تقل تدريجيًا ويمكن أن يتخلى عنها نهائيًا بنهاية هذا الشهر مع بعض الإصرار والتحدي. زوجي «متعاطي» وتروي الحاجة عائشة تجربة زوجها متعاطي الخمر وتقول بصوت محزن إن زوجها من المدمنين على احتساء الخمر بصورة مزعجة فهو يعمل على ضربها كلما لعبت الخمرة برأسه إضافة إلى بيعه كل أثاثات المنزل وكلما يقع في يده دون تردد، وسكتت برهة ثم قالت: ولكنه كان يقلع عنه خلال شهر رمضان لمدة «30» يومًا ويعود إليه مع أول أيام العيد ويستمر فيها حتى قدوم رمضان وبفضل الله استطاع في أحد الأشهر الكريمة من رمضان الإقلاع عنها والتوبة إلى الله بفضل شهر رمضان ولذلك أعتقد أن رمضان فرصة للوقوف مع النفس والتوبة من كل الذنوب ولتغيير الكثير من العادات السيئة. فرصة حقيقية ويرى إبراهيم محمد «موظف» أن رمضان هو فرصة للتغيير الحقيقي من الكثير من السلبيات ولو بصورة مؤقتة ففي رمضان تصفد مردة الشياطين وفيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران لذلك هو فرصة لتغيير نمط الحياة ورتابة الأمور.. فحال المسلم في رمضان ليس كحياته في بقية الشهور وحال المجتمع والأمة فيه من حيث الانسجام والاتساق ليست كحالها باقي الشهور فمن كانت نفسه تضعف عن ترك التدخين يستطيع أن يقوي إرادته على ذلك في نهار رمضان وكذلك من كان مدمناً للخمر والشراب فإنه ينقطع عنها أثناء صومه لذلك فمن الواجب أن نستغل رمضان فرصة لتغيير حياتنا إلى الأفضل وإصلاح الخلل والتغيير نحو الأفضل. ضرر وتجزم سعاد صديق «ربة منزل» أنها تحرص على ترك القهوة والشاي مع قرب الشهر الكريم ولكنها تعود إلى تناولهما مع أول أيام العيد بل بصورة مكثفة برغم علمها بالضرر البالغ الذي تسببه لها القهوة من صداع وغيره خاصة الأيام الأولى للشهر. غاية الصوم مولانا محمد أحمد تناول القضية من زاويته وقال إن رمضان هو شهر القرآن حيث إن نزول القرآن الكريم وفي هذا الشهر الكريم الكثير من المعاني الرامية إلى تغيير نمط الحياة وهو فرصة سانحة لتغيير العادات السيئة وتهذيب النفوس وتعويدها على امتثال الطاعات والارتقاء بها إلى أعلى درجات الكمال؛ لأن الصوم يغرس في الإنسان مراقبة الله تعالى في السر والعلن والصبر على الطاعات ملازمة حسن الخلق والقول الحسن واجتناب ما حرم الله؛ لأن السر في ذلك هو أن الصائم لا بد له أن يلتزم بشروط وآداب الصوم حتى يكون صومه صحيحاً، فإن غاية الصيام معالجة النفس وإصلاحها لتكتسب بعدها الإرادة الصارمة والعزيمة الجادة على طريق الإصلاح.