نبهت تقارير أمنية لبزوغ تطور غير عادي في مجال الصناعات الأمنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب أحداث «11» سبتمبر التي تمر ذكراها اليوم على واشنطن، ويشمل التطور الشركات التجارية المتخصصة في القطاع الأمني الخاص والعام أو الحكومي على حد سواء ويوضح التقرير أن التطور الذي يبدو واضحاً في المجال العسكري، حيث نمت على نحو غير مسبوق عمليات منح العقود العسكرية لشركات القطاع الخاص مثل شركة «إكس إي» التي كانت تعرف سابقًا باسم بلاك ووتر، وشركة «دين كروب» اللتين يقوم رجالهما أو موظفوهما بالمهام التي من المفروض أن يقوم بها الجنود، هذا بخلاف أن تطورًا آخر طرأ نموه على العقود التي تُمنح في مجال الخدمات الاستخبارية والجاسوسية، حيث بدأت أجهزة الأمن والاستخبارات التابعة للدولة بمنح عقود لشركات خاصة لكي يقوم رجال هذه الشركات مقام الجواسيس الأمريكيين، لدرجة أن ثلث رجال وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إي» هم موظفون في شركات خاصة «موظفو دولة». وعلى حد سواء نشطت الولاياتالمتحدة ايضًا في تحقيق مشروع إنشاء قيادة أمريكية بإفريقيا «آفريكوم» لكي تقوم بأعمال جهاز إنذار مبكر لأي عملية قد تقوم ضد مصالحها بالقارة الإفريقية، ولعل عمل تلك القيادة بدأ بزيارة رئيسها لدولة الجنوب مؤخراً التقى خلالها الرئيس سلفا كير ميارديت وأخرى لدولة الجزائر خلال الأسبوع الجاري إزاء التطورات الجارية في المنطقة عقب ثورات الربيع العربي. من ثم فإن الأسباب التى جعلت أمريكا تنشط أمنيًا وعسكرياً جاء عقب الأحداث التي شهدتها منطقة شرق إفريقيا من تفجير لسفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في عام 1998، ومن بعدهما تفجير السفينة الحربية الأمريكية كول في خليج عدن عام 2000، وتزايد نشاط تنظيم القاعدة في القرن الإفريقي، كل ذلك فيما يبدو نبه الولاياتالمتحدة إلى ضرورة وجود عسكري واستخباراتي أمريكي كثيف في المنطقة، ومن ثم كان تفعيل الوجود العسكري في جيبوتي تجاوبًا مع هذه الضربات الموجعة. وبعد 11 سبتمبر أصبح الهاجس الأمني العامل الأكثر تأثيرًا في تخطيط السياسات الأمريكية، وباتت الحرب على الإرهاب الموجهة لإستراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش.. ولا يمكن قراءة قرار إنشاء قيادة عسكرية أمريكية خاصة بأفريقيا بمنأى عن رؤية القيادات الاستخباراتية والعسكرية بأن بعض المناطق والأقاليم الإفريقية يمكن أن تمثل خطرًا وثغرة أمنية ضد مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة. ورغم تعدد دوافع الإدارة الأمريكية لإنشاء قيادة جديدة خاصة بإفريقيا وتنوعها وزيادة عمل الشركات الأمنية الأمريكية بإفريقيا على حد سواء مع القيادة العسكرية يوضح أن واشنطن تريد عبر ذلك العمل تحييد الإسلاميين أو وضع تنظيم القاعدة في إفريقيا نصب عينها، ولقد شهدت القارة في مختلف أنحاء دولها خلال السنوات الماضية العديد من العمليات التي قامت بها الشركات الأمنية الغربية ضد الإسلاميين لم يكن السودان بمنأى عنها ، في إطار حربها ضد الإرهاب، ولأن أمريكا تريد دائمًا اللعب خارج نطاق أراضيها لذا نقلت الحرب بصورة غير مباشرة من أراضيها عقب أحداث «11» سبتمبر إلى أراضي الدول الأخرى وهذا ما نراه جلياً في الصومال وليبيا والجزائر والعراق وأفغانستان ويرجح البعض السودان كذلك خاصة وأن أكبر سفارة لواشنطن في إفريقيا تلك التي أنشئت في الخرطوم في ضاحية سوبا.