سأحاول في هذا المقال أن أكون من دعاة «الوسطية»، وسأقوم بعرض الأخبار تاركاً الباب مفتوحاً ليلج منه المنطق والعقل ليكون هو الحكم .. وسندع «المتشددين» بعيدين عن الأحداث «وخارج المشاهد» هذه المرة، وسنجعل أيدينا خلف ظهورنا «طوعاً» لنقف موقف المتفرج حتى حين. المشهد الأول: قضت محكمة إدارية فى العاصمة الألمانية بأنه يحق لحزب «برودويتشلاند» حمل نسخ من الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة دنماركية في عام 2005م وأدت إلى موجة من الاحتجاجات العنيفة في أنحاء العالم. وسمحت المحكمة للجماعة برفع الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في مظاهرات تحمل شعار «الإسلام لا ينتمي لألمانيا»، و «أوقفوا الأسلمة» أمام عدد من المساجد بألمانيا.. ويأتي ذلك بالرغم من احتجاجات المسلمين. وقالت المحكمة الإدارية في برلين يوم الخميس «قبل الماضي» إنه لا داعي لتدخل الشرطة ضد أعضاء الحزب اليميني أثناء ذلك، نظراً لعدم تهديدهم للأمن العام وهو شرط لازم لتدخل السلطات. وذكرت المحكمة أنه لا تتوافر في رفع الصور الكاريكاتورية أمام المساجد الإسلامية جريمة التحريض العرقي ولا الإساءة إلى المعتقدات الدينية، مبينة أن الصور تندرج في نهاية المطاف تحت مبدأ حرية الفن. ويعتزم الحزب اليميني الألماني أن يرفع الصور الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم خلال الأيام القادمة أمام ثلاثة من المساجد الكبرى في منطقتي نويكولن وفيدينج بالعاصمة برلين. ويعد اثنان من هذه المساجد الثلاثة مركزين للسلفيين. وقد كانت ممارسات مستفزة ضد المسلمين والإسلام حدثت في ولاية شمال الراين ويستفاليا أدت خلال الأشهر الماضية إلى اشتباكات حادة بين الطرفين. المشهد الثاني: في عام 1998م حكمت محكمة فرنسية على «المسلم » الفرنسي جارودي بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه «الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل»، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين. وكانت فرنسا قد أصدرت في مايو عام 1990م قانون «جيسو» الذي يجرم أي تشكيك في الجرائم المقترفة ضد الإنسانية، وهو القانون الذي يعاقب «كل من ينكر أي من الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية كما وردت في المادة «6» من النظام الأساسي للمحكمة العسكرية الدولية الملحق باتفاق لندن الموقع في 8 أغسطس 1945م». وبعد مضي عام على صدور القانون اقترح أحد النواب تعديل القانون محتجاً بأن هذا النص يكرِّس الحقيقة التاريخية بالقانون بدلاً من أن يتركها لكي يحكم عليها التاريخ، فضلاً عن أنه يقيد حرية البحث، لكن اللوبي الصهيوني في البرلمان الفرنسي كان أقوى من كل منطق، وبقي القانون الذي مثل «جارودي» أمام المحكمة بعد ذلك طبقاً له. وجرت هذه المحاكمة تلك المرة لكتابه «الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل»، بعد أن بلغ النفوذ الصهيوني ذروة خطيرة جعلت حاخام فرنسا الأكبر «جوزيف سيتروك» يقف في القدس أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إسحاق شامير» ويقول متفاخراً: «إن كل يهودي فرنسي هو ممثل لإسرائيل، وتأكدوا أن كل يهودي في فرنسا يدافع عما تدافعون عنه». المشهد الثالث: كان هنالك فتيان يلعبون، وسقط ما كان يلعبون به عند مطران بكنيسة بالبحرين، فأخذه ورفض إعطاءه لهم، وألحَّ عليه الفتيان في أن يعطيهم لعبتهم، وقالو له في ما قالوا نسألك بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقام المطران بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وعندها ثار عليه الغلمان وضربوه حتى الموت، وعندما رفع الأمر لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرح فرحاً لم يفرحه من قبل، وأخذ يردد صبية ينتصرون لرسولهم، وأهدر دم المطران. مشهد أخير: لماذا يسيء البعض للمسلمين وتبيح المحكمة ذلك؟ وحين يرفض البعض مزاعم اليهود بالمحرقة وهو ليس إساءة يصدر قانون يجرم ذلك بل ويحاكم أحد المسلمين !! لماذا يُحرم لبس الحجاب بدعوى العلمانية بينما الصليب يوضع على كل مكان؟ لماذا تُمنع المدارس الدينية الإسلامية في كثير من الدول الأوروبية بينما منطقة مثل «الديوم الشرقية» بالخرطوم وحدها توجد بها أكثر من «6» مدارس «تبشيرية» رغم أنف وزارة التربية والتعليم السودانية التي تقع في أرض مسلمة. الختام: ماذا ستفعل وزارة الخارجية تجاه سفير دولة ألمانيا الذي أصدرت دولته ذلك الحكم القضائي الذي يعتبر مسيئاً للمسلمين الذين ينتمي لهم الشعب السوداني وحكومته؟! سؤال أوجهه لكل مسلم.. ماذا لو أساء أحد لك أو لزوجتك أو لوالدك أو لوالدتك.. ماذا ستفعل؟! قلنا في بداية هذا المقال إننا سنتفرج وأحياناً كثيرة يصبح المتفرجون جزءاً من الأحداث !! ونسأل الله أن يجعلنا من الذين ينصرون دينه وينصرون رسوله صلى الله عليه وسلم.