أعلن الثوار في ليبيا، مساء أمس، اعتقال أبوزيد دوردة رئيس جهاز الأمن الخارجي في نظام العقيد معمر القذافي. وسقوط دوردة يجدد الأمل في سرعة اعتقال القذافي، الذي أعلن أكثر من مرة عن قرب اعتقاله بسرت ثم بني وليد، قبل أن تنتشر شائعات عن هروبه للنيجر ومنها لبوركينا فاسو قتل 12 من الثوار الليبيين في مواجهات وقعت أمس في جبل نفوسة غرب ليبيا بين مقاتلين من غريان وككلة، وثوار الأصابعة، بحسب ما أفاد مسؤولون محليون وكالة فرانس برس امس. وقال رئيس المجلس المحلي لغريان وحيد برشان: قتل 12 شخصاً من الثوار خلال مواجهات بين مقاتلين من غريان وككلة من جهة وثوار الأصابعة من جهة أخرى نتيجة تعرض كتيبة من ثوار غريان اثناء مرورها في منطقة الأصابعة للقنص، وهو ما أكده رئيس المجلس العسكري للأصابعة سعد الشرتاع. بدوره أعلن رئيس وزراء غينيا بيساو كارلوس غوميس جونيور أن العقيد معمر القذافي سيكون موضع ترحيب إذا رغب في المجيء إلى هذا البلد، كما ذكرت إذاعة في بيساو. وقال غوميس جونيور بحسب ما أورد راديو سوا إذا طلب القذافي المجيء إلى غينيا بيساو فسيكون موضع ترحيب حار وسنوفر له سلامته. ودعا العقيد الليبي الهارب معمر القذافي في رسالة صوتية جديدة مساء أمس، الشعب الليبي، إلى الثورة والقتال، وقال إن ساعة الصفر قد حانت. وذكرت شبكة سي بي إس الإخبارية الأمريكية أن القذافي حذر الشعب الليبي في رسالته الصوتية من التقاعس عن القتال، قائلا ما لم تقاتلوا سوف ترتدون ثوب العار وسوف تذهبون إلى الجحيم. وأفادت قناة ليبيا الحرة التلفزيونية الإخبارية امس أن الثوار الليبيين هاجموا بني وليد وهي واحدة من البلدات التي ما تزال تسيطر عليها القوات الموالية للزعيم الهارب معمر القذافي. ووفق لتقرير القناة تقدم الثوار لمسافة 500 متر في وسط البلدة ولكنهم تراجعوا ليعطوا فرصة لطائرات حلف شمال الأطلسي«الناتو» لضرب مواقع قوات القذافي حول البلدة على الأقل سبع مرات. من جانبه أكد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أنه قام بمهاتفة العقيد معمر القذافي منذ بداية اندلاع الثورة الليبية العام الجاري لمحاولة إقناعه بأن ذلك الحين وقت بداية الثورة هو الوقت المناسب له للتنحي. وقال بلير وفقاً لما نشرته صحيفة التليجراف البريطانية على موقعها الإلكتروني أتذكر جيدا أنني قمت بالتحدث إلى العقيد القذافي في ذلك الحين وقت اندلاع الثورة الليبية وأخبرته أن هذا هو الوقت الذي عليك أن تدرك فيه أنه عليك الرحيل وأن تكون الشخص الذي فعل ذلك بإرادته. وذكرت ماري كولفن مراسلة صحيفة صنداي تايمز في طرابلس في تقرير لها نشرته الصحيفة امس، إن دليلا جديدا يبعث القشعريرة في النفس، حيث انه يؤكد على وحشية العقيد القذافي قد ظهر بين الملابس العسكرية التي داس عليها الناس في قاعدة عسكرية بليبيا. للنظرة الأولى فإن القاعدة العسكرية غربي ليبيا تبدو وكأنها خالية. والمخزن الأول الذي دخلناه كان على أي حال مكدسا بآلاف الحاويات الخشبية والصناديق المرصوصة حتى السقف القصديري في مستودع بحجم ملعب كرة قدم صغير. والمحتويات التي انتشرت على الارضية الاسمنتية كشفت عن أن هذه كانت منشأة حربية للأسلحة الكيماوية والجرثومية. فتحتُ عددا من العلب القصديرية الموجودة في الحاويات، فوجدت اقنعة غاز ذات حواف مطاطية، مغلفة ببلاستيك شفاف. واحتوت الصناديق الأخرى على بدلات مطاطية صفراء ومعها أبواط رمادية للحماية من الأسلحة النوية والجرثومية والكيماوية. وكانت صفوف من صناديق الورق المقوى التي تحتوي على منقيات إضافية ترتفع حتى السقف. وفي السياق أبلغ رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل المئات من أنصاره بأن الوقت الآن ليس وقت الانتقام. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي امس، عن عبد الجليل قوله إن القذافي ما يزال طليق السراح وانه لم ينته بعد. وأدلى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بتصريحه في قاعدة جوية قرب العاصمة طرابلس سيطر عليها الثوار. هذا وكشفت وثيقة تخص السفارة البريطانية في طرابلس عن استمرار المملكة المتحدة في بيع أسلحتها لنظام العقيد معمر القذافي حتى قبيل اندلاع الانتفاضة في ليبيا بأشهر قليلة. ووفقا لأحد الوثائق التي عثر عليها مراسل صحيفة الصنداي تليجراف داخل السفارة، فإن حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قامت ببيع أسلحة للقذافي رغم انتقاد حزب المحافظين، الذي ينتمي له كاميرون، لحكومة العمال السابقة للقيام بنفس الأمر. ويظهر عدد من الوثائق قيام المملكة المتحدة ببيع بنادق قناصة وأسلحة آلية لنظام الطاغية الليبي. وأنه وفقا لتقارير واردة فإن هذه الأسلحة هى ذاتها التى استخدمت لقمع الانتفاضة.وتوضح الصحيفة إلى أن إحدى هذه الوثائق عبارة عن رسالة من السفير البريطانى فى طرابلس ريتشارد نورذرن إلى المسؤول عن المشتريات بالجيش الليبي، يتحدث فيها عن استضافة فريق من ممثلى شركات سلاح بريطانية لاستكشاف ما يحتاجونه.