مناسبة عيد الفطر من المناسبات التي يجتمع عندها الأهل ويعود التصافي فيها بين من المتخاصمين وتسود أجواء من المحبة والوئام بين أبناء الوطن الواحد وبالرغم من مرارات الظروف وآهات الضغوط المعيشية تأتي فرحة العيد لتمحوا تلك الآهات وتسجل أملاً جديدًا لغد أفضل مهما تكالبت الخطوب ومهما تعاظمت المحن وإن كانت جميع الأسر السودانية استعدت لإطلاق العنان للفرح في يوم عيد الفطر جاء حادث طائره تلودي الأليم ليخصم رصيدًا كبيرًا من ذلك الفرح العفوي لتتفاعل كل قطاعات الشعب السوداني مع أسر الطائرة المنكوبة ولا عزاء لهم غير أن أولئك النفر ذهبوا إلى ربهم شهداء نسأل الله أن يتقبلهم قبولاً حسنًا. وإن كانت جميع ولايات السودان قد خرج المسلمون في يوم عيد الفطر إلى الساحات لأداء صلاة العيد فإن الولاية الشمالية لم تكن بمنأى عن ذلك ولكن بقليل من تغيير الروتين وذلك عندما تم توزيع وزراء حكومة الولاية ليؤدوا صلاة العيد مع المواطنين في محليات الولاية السبع، ولأداء طقوس المعايدة خاصة لرموز المجتمع وأعيان البلد، وبقرية أقجة التابعة لمحلية دنقلا أدى والي الشمالية فتحي خليل صلاة العيد ثم خاطب المصلين مشيرًا إلى أن مسيرة التنمية ستتواصل بكل أرجاء الولاية مبشرًا بالمستقبل الواعد للولاية الشمالية لما تمتلكه من مقومات تنموية كبيرة، بينما أدى وزير المالية والقوى العاملة الدكتور شرف الدين مختار صلاة العيد بمحلية القولد وعقب الصلاة خاطب الجمع الكبير الذي احتشد بساحة مدرسة القولد الثانوية للبنات مستعرضًا خطط وبرامج التنمية في المرحلة القادمة والتي ستتركز على زيادة الإنتاج بينما حذر أصحاب المخابز من التلاعب بقوت المواطنين عندما قال: «لا يحسبن أصحاب المخابز أننا نتساهل مع من يتلاعب بقوت الناس ونحذرهم من هنا أننا نمسك الحكم بقبضة حديدية وأن من يتلاعب بقوت الناس سيجد المحاسبة والردع الحاسم»، بينما تفاءل وزير المالية بأدائه للقسم وحكومة الولاية الجديدة في شهر رمضان المعظم متمنيًا أن يكون ذلك بداية الفتح لبرامج التنمية بالشمالية، بينما أدى كلٌّ من وزيرالثقافة والإعلام عثمان الشايقي ووزير التخطيط العمراني إبراهيم الخضر ووزير الصحة الدكتور حسن عطا السيد صلاة العيد والمعايدة بمحلية مروي بينما أدى معتمد الرئاسة الفاتح أبو شوك صلاة العيد والمعايدة بمحلية الدبة في الوقت الذي أدى فيه وزير الإرشاد والشؤون الاجتماعية الدكتور محمد عبد الحليم صلاة العيد والمعايدة بمحلية البرقيق فيما أدى مستشار الوالي لشؤون البيئة سعيد بريس صلاة العيد والمعايدة بمحلية دلقو كما أدى أمين عام الحكومة محمد علي فضل صلاة العيد والمعايدة بمحلية حلفا وهكذا شهدت جميع محليات الولاية معايدة من قبل المسؤولين في حكومة الولاية. وإن كانت فرحة العيد لا تتم إلا بالرحمة على الفقراء والعطف على المساكين والاهتمام بالأرامل وأسر الشهداء والمجاهدين فقد استبقت منظمة «المنحنى الخيرية» عيد الفطر بيوم عندما قامت بتوزيع فرحة العيد على أسر شهداء هجليج بمحلية الدبة والتي تعتبر صاحبة أعلى نسبة في عدد الشهداء بالولاية في تلك المعركة التي أبلت فيها كل المنظومات العسكرية بلاءً حسنًا حتى تمكنوا من دحر العدو، وبلغ عدد الشهداء بمحلية الدبة في تلك الواقعة حوالى «ثمانية شهداء»، ويرى عادل البكري نائب رئيس المجلس التشريعي بالشمالية أن الاهتمام بأسر الشهداء يعتبر من الأهداف السامية لرسالة الإسلام مشيدًا بما قدمته منظمة المنحنى الخيرية لأسر الشهداء مجددًا اهتمام المجلس بخدمة المواطن والسعي الجاد لكهربة المشروعات الزراعية، بينما يرى معتمد الدبة عصام علي عبد الرحمن أن المحلية نفذت خلال الشهر الكريم برنامج «الراعي والرعية» حيث تم استهداف «1200» أسرة من الأسر الفقيرة بشراكة مابين المحلية وديوان الزكاة، بينما يرى عبد الناصر إبراهيم أبو شوك رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة المنحنى الخيرية أن المنظمة لها برامج متنوعة في شتى المجالات مشيرًا إلى أن المنظمة أرادت أن تقف مع أسر الشهداء في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، معددًا أهداف المنظمة والتي تهدف إلى الاهتمام بالمواطن السوداني على وجه العموم ومواطن الولاية الشمالية على وجه الخصوص وذلك عبر تقديم الخدمات المتنوعة له وبالتركيز على شريحة الشباب الذين هم أمل هذه الأمة. عمومًا تبقى فرحة العيد فرصة سانحة لطي صفحة المآسي وفتح صفحة جديدة مدادها الفرح وقرطاسها المحبة لصناعة واقع جديد أفضل في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة بينما تبقى هذه الفرحة ناقصة إذا لم تجد الشرائح الضعيفة الاهتمام والرعاية من قبل المجتمع كما وصّى بهم رسولنا الكريم عندما قال «أغنوهم عن السؤال في مثل هذا اليوم »، وكل عام والجميع بخير.