بعد تصريحات سلفا كير الأخيرة بمناسبة الاحتفال بالثامن عشر من أغسطس وإحياء ذكرى مذابح توريت في العام 1955م والتي وصف فيها رئيس الجمهورية بالسارق لنفط الجنوب وجدد سلفا كيرتمسك بلاده برفض إعادة تصدير النفط عبر السودان ما لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق عادل قائلاً «خيرلنا أن نموت جوعًا من أن يُسرق نفطنا»، بعد هذا التصريح المستفز كنا نتوقع من الحكومة قرارًا قويًا وشجاعًا بسحب الوفد المفاوض وإيقافه نهائيًا وبهذا تصبح في نظر شعبها الذي خرجت جموعه الهادرة فرحًا بتحرير هجليج من الخونة والمرتزقة والتحامه مع القوات المسلحة في مشهد رسم روعة وعظمة هذا الشعب الأبي والذي أصبح جله يرفض سلوك الحركة الشعبية الهمجي ويرفض أي نوع من الحوار معها خاصة وأن الحكومة أقرت بأن الرأي العام السائد غير مرحِّب بالتفاوض مع قطاع الشمال وأنها تابعت باهتمام احاديث المساجد الرافضة للحوار ووصفت مادار حتى الآن مع قطاع الشمال بأنه جولة استكشافية مؤكدة عدم اعترافها بثلاث مسائل هي السودان الجديد، قطاع الشمال، وأي جهة تحمل عبارة تحرير السودان، وهذا الخبر كان في «21» رمضان إذًا عليها أن تحترم خيارات شعبها والذي يفضل الموت ألف مرة على أن يستجيب إلى ابتزازات الحقير باقان أموم فهذا شعب عزيز لا يقبل الضيم والحقارة وعلى باقان أن يقدم عطاياه هذه إلى شعبه الذي يفتك به الجوع والمرض لا إلى شعب له صولات وبطولات يشهد لها التاريخ وإن أرادت أن تصبح حكومة تحترم سيادة الوطن ورمز عزتها المشير عمر حسن البشير عليها أن تترك للعسكريين التعامل مع هذه الدويلة وبالتأكيد ستحصد نتائج جيدة وسيمرغون أنوف قادة الحركة الشعبية في الطين والوحل وتحرير الجنوب من قبضتهم وهيمنة هذه العصابة عليه، وعلى الحكومة أن تعلم أنها في حال إقدامها على هذه الخطوة ستجد أن الشعب السوداني كله يقف خلفها بل سيدعم المجهود الحربي من حُر ماله وستقوم أخوات مهيرة بإخراج حليهن وإعداد زاد المجاهد حتى القضاء على الحركة الشعبية تمامًا وتحرير المواطن الجنوبي من سياساتها الرعناء التي أصبحت خصمًا عليه صحة وتعليمًا وكل دولة محترمة دائمًا ما تبحث عن أمنها القومي خارج حدودها وكل ما يشكل خطورة على مصالحها العليا وسيكون هذا الشعب أكثر سعادة عندما يرى باقان وكل قيادات الحركة وعملائهم من قطاع الشمال في قبضة جيش «الكوبرا» السامة الزاحفة نحو جوبا، وسعادتنا تتعاظم عندما نرى حكومة جديدة في الجنوب تتفهم مصالح شعبها عبر الجوار الآمن مع السودان ومن ثم ينساب البترول والتجارة الحدودية والتعامل الإيجابي بين دولتين جارتين سيعود نفعًا على شعبيهما رخاء ونماء وتطورًا فهلا تركنا الأمر للعسكريين ليقرروا بشأن الجنوب!! نتمنى ذلك.