يعد الطلاق من أسباب تفكك الأسرة وتصدعها لكن عندما توصد كل الأبواب أمام أحد الطرفين ولا يحتمل كل طرف الآخر يصبح الطلاق الدواء المُر ومع وجود الأبناء يتعين على الطرفين وجود الاحترام بينهما وعدم تشويه صورة الأم للأبناء تجاه والدهم، والعكس لما له من انعكاس وتأثير على نفسية الطفل.. «البيت الكبير» استطلع عينات عشوائية لمعرف آرائهم حول هذا الموضوع وخرج بالآتي: ٭٭ الفاتح خير السيد «موجه تربوي» ابتدر حديثه قائلاً: إن الأم التي تحرض أبناءها على والدهم هي عدو لهم، ولا بد لها أن لا تعكس الصورة السيئة لأبنائها عن والدهم لأن ذلك يعمل على هز نفسية الطفل وعلى الأم أن تنسى «الفات» وتجمِّل صورة الأب، وهذا يرتكز على مدى وعيها، وأن تغرس في الطفل واجب الاحترام والبر، ويمكن أن يكون الأطفال من أحد أسباب رجوعهما. ٭٭ «م .ع» «مطلقة» قالت: أحيانًا لا نجد حلاً للكثير من المشكلات إلا عن طريق الطلاق وعندما تطلقت كان ابني عمره سبع سنوات وهو الآن متزوج وطيلة هذه المدة لا يوجد بيننا سوى الاحترام المتبادل، ويحرص ابني منذ أن كان طفلاً وإلى الآن على احترام والده وزيارته بانتظام وزيارة أقارب والده وأنا أحثه على ذلك. ٭٭ صبحي رحمة أكد أنه عند حدوث الطلاق لا بد للأم أن تبعد مشاعر البغض والحقد وخصوصًا في وجود الأبناء لأنهم يتأثروا بما يحدث وعلى الأم والأب حل نزاعهم بعيدًا عن الأبناء لكي لا يصبحوا ضحية لهم. ٭٭ سلمى إبراهيم «موظفة» قالت: على الأم أن تكون عاقلة بعد الطلاق وكذلك الأب لأن الأبناء لا ذنب لهم فيما يحدث بينهما، ومن الطبيعي أن يفتقدوا جانب والدهم وعليها أن تخلق تواصلاً بينهم لأنهم يحتاجون إليه ولمشاركته في كافة تفاصيل حياتهم ومتابعته لهم عن طريق الهاتف. ٭٭ وحاولنا معرفة الجانب النفسي فسألنا الدكتورة نجدة محمد «اختصاصية نفسية».. فقالت: إن الطلاق يهدد جزءًا من الأسرة وتترتب عليه آثار يمكن أن تدمرها ويتألم الأطفال منها والطلاق إذا وقع وكان هناك نضج بين الوالدين وله أسباب مقنعة يكونوا حريصين على الناحية العاطفية للأطفال وإذا كانت الأم واعية بالقدر الكافي تكون حريصة كذلك على تثبيت وجود الأب في خيال الطفل ورسم صورة جميلة في مخيلته وذكره بالأشياء الجميلة التي لها آثار على نفسية الطفل بالرغم من أن للطفل معاناته الخاصة من هذ الوضع وكذلك الأب إذا كان واعيًا ومهمومًا بابنه يجعله صحيحًا في المجتمع وهذا هو الجانب الإيجابي للطلاق، أما الجانب السلبي بمعنى أن الطلاق نشأ نتيجة لصراعات أو اختلافات بين الوالدين فهنا تصبح معاناة الطفل كبيرة جدًا لأن أيًا من الوالدين يريد أن يستميل ابنه إليه وتجده يلبي له رغباته ويكثر من ذلك وبالمقابل نجده يذكر الطرف الآخر بالسوء وهذا له آثاره النفسية السيئة على الطفل وهو لا يستطيع أن يبعد أحاسيسه ومشاعره تجاه الأم أو الأب وتصدر عنه الكثير من السلوكيات غير المقبولة اجتماعيًا، وأوجه رسالة للوالدين بأنه مهما تعاظمت مشكلاتهما أن يضعا في الاعتبار أن الأطفال يتأثروا بما يحدث من صراعات بينكما وخصوصًا إذا كانوا صغارًا في السن.